موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

رسالة روح القدس في مناصحة النفس

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

[فصل]

 

 


ذلك الذي آذاك من حيوان أو نبات أو حجر فاستغفر اللّه وتب واخلص واعزم على أن لا تعود فإنه يذهب عنك ذلك الألم من حينه فإن تقويت خاطبك ذلك الذي آذاك فتسمى كرامة، وليست الكرامة على الحقيقة إلّا لتنبيهك لهذا وتوبتك وهروبك إلى مواطن الموافقة، فلا يغرنك يا وليي قوله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَم فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ لم يقل فعلت ذلك ليسعدكم ولا أيضا ليشقيكم فبقيت على قدم الحذر والغرور واقفا فتحفظ فإنه آية فتنة يضل بها من يشاء ويهدي من يشاء، قال كليم اللّه موسى عليه السلام: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ فلا يغرنك رفعتك على جميع الموجودات من جهة الحقائق التي أنشأت عليها علوا وسفلا فإنها ليست برفعة إلهية، وإنما هي رفعة تعطيها الحقائق لا تعصم من نار ولا تدخل نعيما ول يدخل به أهل الجنة في جنتهم وأهل النار في نارهم فلا فائدة فيها ولا سلطان لها على السعادة وبها زلت أقدام أكثر أهل هذه الطريقة وهي التي أخرجتهم عن الشريعة وإنم يغتر الإنسان بالرفعة الإلهية الاختصاصية الصفاتية الزائدة على الإنسانية، وهي قوله تعالى: أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ على ذلك عول أئمتنا وساداتنا من المعصومين الأنبياء والمحفوظين الأولياء وما ثم من يقتدي به إلّا هؤلاء، قال اللّه تعالى: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وقال تعالى: ثُمَّ وْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً فهذه نعمة يجب عليك نظر قوي فيه، ثم زادك اللّه تبارك وتعالى نعمة أخرى إلى هذه النعم فجعلك ناطق وفضلك على الحيوان الحساس خاصة، فزدت معرفة بما يعرفه الحيوان فتزداد عبادة واجتهادا على حسب الطور الذي انتقلت إليه وهنا عليك نعمتان كبيرتان النعمة الواحدة بأن أعطاك بنطقك حقيقة الملك وهو الاشتراك في العقل الإلهي، فوجب عليك ما وجب على الملك من جهة روحك، وقد سمعت بعبادة الملائكة التي أخبرنا اللّه بها على مراتبهم، وقد دخلت أنت بعقلك معهم فتوجه عليك في روحك العقلي وسرك اللطيف الملكي ما توجه على الملك، فأنت مطالب بالحضور الدائم وشاركت النازلين عنك من عالم الأجسام جمادهم ونباتهم وحيوانهم في حقائقهم التي لم يشاركهم فيها ملك، فتوجهت عليك كما ذكرناه عبادتهم فكل عبد للّه مطلوب في العبادة بما تقتضيه حقيقته، فالملك مطلوب في عبادته بحقيقته ما عليه مزيد والحساس مطلوب بثلاث حقائق بحقيقة انفصاله من النبات والجماد، وبحقيقتي اشتراكه مع عالم النبات والجماد، وعالم النبات مطلوب بحقيقتين حقيقته التي أنفصل بها عن الجماد وحقيقة اشتراكه مع عالم الجماد، وعالم الجماد مطلوب في عبادته بحقيقته، فإنه لا شيء أرفع منه، ولهذا أبدأ يقابل العلو السفلي والأول الآخر والشيء نقيضه أبد، وأنت يا وليي الذي هو الإنسان مطلوب في عبادتك هذه بخمس حقائق، حقيقة الملك فإنها فيك وحقيقة الحساس وحقيقة النبات وحقيقة الجماد وحقيقة الجمعية لهذه، فإذا وفيت بشكر هذه الحقائق وتأيدت بها وعبدت اللّه على مقدار ما أعطاك من التمكين في الكشف من معرفتها إن كنت مريد صادق، بعد هذا تنتقل إلى أول قدم من ظاهر الشريعة ولا تقل إنك أرفع من الجماد ول أشرف من الملك ولا أحط منه فإنك في طور آخر مفرد يخصك، وذلك أن اللّه قد وهبك سر الجمعية العامة وهو الذي حجبك عن عبوديتك وبه ترأست حتى قيل في الملائكة بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ، 219 “ ، فإنهم ما ترأسوا قط لعدم الجمعية العامة الكبريائية إلّا من حقائقهم فكانوا عبيد، وكذلك من نزل عنهم من طبقات العوالم إلّا أنت، فإن سر الجمعية الكبريائية مثبوت فيك وبهذا صح لك مقام الخلافة على العوالموبه طلبت التقدم والرئاسة واحتجبت عن اللّه تعالى وهو قوله« وأعوذ بك منك »، فإن سر الجمعية العامة الكبريائية هو الذي حجبك عنه تعالى ولو أبقاك كما أبقى العالم معرى عنه لكنت عبد فنبه نفسك ولما علم سبحانه أن سر الألوهية في الإنسان داء عضال كثر الأدوية فيه فما زال ينبهك في كتابه العزيز على أدويتك لهذا الداء لتستعملها فتبرأ منه، فقال: أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً فهذه حقيقتك الملكية وفي هذه الآية لم تزل الملائكة، وقال اللّه: الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً، فالضعف الأول بحكم التحقيق لا بحكم التفسير خلقه إيّاك علي على فطرة العالم كله والقوة نفحة سر الجمعية العامة الكبريائية فيك بعد تسويتك، والضعف الثاني والشيبة هو ما حصل لك من شرب دواء المعرفة الذي أعطاك فاستعملته وبهذا تقع الفائدة فليست من نمط العالم في شيء ولا تتميز معهم البتة فإنك انفصلت عنهم بسر الألوهية فإن استعملته ولم تشرب من هذه الأدوية شيئ خرجت مع فرعون والنمرود، وكل من ادعى الربوبية على قدره من كلمة فرعون، إلى قول الإنسان لولا ما قلت له كذا لا تفق كذا لولا أنا لهلك العيال وهي أدنى المراتب في الألوهية، حتى الشيخ في هذه الطريقة يقول لولا همتي في فلان ما أصحبته إياها وإلّ فقد كان هلك، وهذه كلها علل وأمراض من سر الألوهية وكل واحد من هذه الأصناف معاقب على قدره إما بالعقوبة الكبرى وإما بنقص الحظ، فلا بد من العقوبة ولهذا يعلو البقاء عندنا على الفناء وهذه حقيقة لم يشعر بها من تقدم من أصحابنا فاعرفها ي وليي، فإذا لم يتميز الإنسان مع العالم لسر الجمعية الكبريائية، فلا يقال من أشرف الملك أو الإنسان فصار الإنسان يزاحم الألوهية لوقوفه على الأسماء كلها من جهة سر الجمع العام الكبريائي المثبوت فيه وخلافته فعظم حجابه وسجد له العالم أجمع من أجل ذلك السر فالقوى من التمكين هو الذي يخرق حجاب سر الجمعية العامة الكبريائية بينه وبين ربه حتى يشاهد ألوهية ربه دون ألوهيته فيعرف عبوديته، فحينئذ يكون أقوى العالم وأشد لرفعة ذلك الحجاب الأقوى فتكون منزلته أعلى لأن قوته أعظم وهناك يتميز ويتجاري مع العالم في الرفعة والإنحطاط، وهناك رأيت مبلغ العالمين العارفين وأما المدرك الذي أومئنا إليه فبعيد أن تسمعه في غير هذه الرسالة على درج هذا التحقيق لكن تجده مبددا في أشياء كثيرة نومئ إليها ولا نوضح مثل هذا الإيضاح، وكما توجه إليك بمشاركتك أطوار العالم أن تقوم بالجامع الكبريائي معهم في عبادتهم كذلك توجه عليك بالسر المثبوت فيك أن نجريه على ما أجراه اللّه من نفسه في خلقه فهو اللطيف بعباده فكن كذلك وهو الرحيم الغفور، فكن كذلك وبهذا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ، فسر الألوهية أثمر لك ما أثمر للجبارين المتكبرين، قال تعالى: كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ فمن أجل سر الألوهية ختم عليه بالشقاء، فتحقق هذا الفصل وتحفظ منه واعلم أن التوبة والتوكل وما أشبه ذلك قد اختص اللّه بها هذا العبد الإنساني فإن الملك طاعة بلا معصية والشيطان معصية بلا طاعة فكلاهما فقد حلاوة التوبة ومقامها وسرها ومعرفتها وشرفه ومحبته، فإن الملك لا يعصي فيتوب فينالها والشيطان لا يجنح للطاعة ولا يحدث به نفسه فيتوب من مخالفته فينالها وقد اختص بها هذا العبد المجتبى ، ولهذا كانت من كمال آدم عليه السلام حتى عم جميع المقامات، فقال: عَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى ، كذلك التطهير الذي اقترنت له محبة اللّه تعالى فإن الملك مطهر لا متطهر والشيطان مدنس لا يتطهر وعلق اللّه محبته الاختصاصية بالمتطهر فنالها الإنسان، فما لنا يا وليي نغفل عن شكر هذه النعم ونحن منها في مزيد فهذه النعم كله هي التي تعطيها حقيقة الإنسان بما خلق عليه سواء كان سعيدا أو شقي، ثم ننتقل إلى نعم الاختصاص بالسعداء التي تميزك عن الأشقياء من جنسك فأولها أن جعلك موحدا ولم يجعلك مشركا لا ليد تقدمت لك عليه، ولكنه أيدك وقواك حتى خرقت حجاب الجمع العام الكبريائي الذي استودعه فيك منه فنفذت من ورائه إلى عبوديتك، فعاينت ألوهية الحق المقدسة فوحدته ولم تشرك.

وهؤلاء هم أهل “ لا إله إلّا اللّه “ المقطوع لهم بسعادتهم المنبه عليهم في كتابه العزيز: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وهنا بحور عظام هلك فيها عالم كثير من أهل طريقتنا لعدم التحقق ووقوفهم مع سر الجمعية العامة الكبريائية الذي فيهم فحجبتهم الرئاسة عن استيفاء الخدمة، فهذا اختصاص إذ قد قسم جنسك إلى موحد وإلى مشرك وجعلك من حزب الموحدين وهنا تفصيل كثير نخاف من طول العجالة في إيراده فتركناه وهذا هو أول قدم في الشريعة فإن الشارع أول ما أتي به “ لا إله إلّا اللّه “، فلم يجبه إلّا من خرق حجاب سر الجمعية الكبريائية منه وبهذا يقع الاشتراك وتتباين مراتب أهل “ لا إله إلّا اللّه “ على حسب رفع حجابهم، فمنهم من يقولها ابتداء معه من غير نظر وهو الإمام ومنهم من يقول معه ذلك بعد رؤية برهان، فهذا يا جاهل بنفسه فإن “ لا إله إلّا اللّه “ من مدركات العقل بالنور الإلهي فتوقفه دليل على التقليد وفقد ذلك النور ولكن سعد بإجابته ولو ببرهان، قال تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى ، فاعبد اللّه يا وليي واجتهد على شكر نعمة التوحيد الأولية في الشرع لأهل التقليد ثم زادك إلى هذه النعمة نعمة أخرى وهو إيمانك بالرسول صلى الله عليه وسلم ولم يجعلك مكذبا برسوله كما فعل بغيرك من أبناء جنسك حيث كفر برسوله مثل فرعون وآله بموسى عليه السلام والنمرود وآله بإبراهيم عليه السلام وأبي جهل وأصحابه بمحمد (عليه الصلاة والسلام) وعذاب كل فرعون على مقدار نعيم نبيه الذي كفر به وسفله على قدر علو نبيه، وكذلك العارفون الصالحون مع المنكرين عليهم من الفقهاء علماء الرسوم ينقص من حظ نعيمهم في الدار الآخرة على قدر مرتبة العارف الذي أنكروا عليه وعليهم نقص نعيم أتباعهم في ذلك المقلدين لهم فينقص للفقيه صاحب علم الرسم إذا أنكر على الولي العارف ما لا يبلغه علمه من نعيمه في الجنان إذا سعد على قدر مرتبة ذلك الولي في المعرفة باللّه، وقدر السر الذي أنكر عليه وعلى قدر من اتبعه في إنكاره من المقلدين ومن هذا كان يفزع شيخنا أبو عمران الماتلي وكان من أهل علم الرسوم وعلم هذه الطريقة وهو الذي ذكرناه في جملة أشياخنا من أهل الطريق في هذه الرسالة نح منحا المحاسبي دخل عليه أبو القاسم بن عفير خطيب إشبيلية فتكلم معه فيما يأتي به أهل هذه الطريقة من المعارف التي تقصر أفهام علماء الرسوم عنه، لأنها علوم نبوية وهذه العلوم الخيرية لا يقوم دليل العقل عليها فلم يبق إلّا مجرد الإيمان به لأنها علوم أخبارية تحتمل الصدق والكذب وكذلك إذا أتى به الرسول يتلقوها الفقهاء بالقبول، فلو أحالها العقل لردت أبدا في كل حال وما يشعر الفقهاء بهذا القدر فقال أبو القاسم الفقيه لشيخنا أما أنا فأنكره.

فقال له الشيخ أبو عمران أما أنا فأومن بها كلها وإياك يا أبا القاسم أن يجمع اللّه علينا فيها حرمانين لا نراها من أنفسنا ولا نصدق بها من غيرنا فيكون العامي أحسن حالا في ذلك عند اللّه فتنبه الفقيه أبو القاسم الخطيب، وقال نبهتني (رضي اللّه عنك) ولم أحضر هذا المجلس ولكنه أخبرني به أبو القاسم الفقيه المذكور المنكر، ومن ذلك الوقت صار يحبني وينظرني بعين التعظيم، فقد حبانا اللّه يا وليي بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم حين خذل غيرنا ففرض علينا شكر اللّه وعمل زائد بمزيد هذه النعمة، ثم نعمة أخرى لما جعلك مؤمنا بنبي جعلك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يجعلك من أمة غيره من الأنبياء، وهنا نعم منها أن ألحق هذه الأمة بدرجة الأنبياء في أتباعهم محمدا صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام من جملة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو رسول اللّه وروحه وكلمته وقد دخل في عدادنا وهذ مقام والنعمة الأخرى أن جعلك شهيدا على سائر الأمم وهي مرتبة النبوة فإنهم الشهداء على أممهم، قال تعالى: يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ فالأنبياء شهداء على أممهم وقيل فينا لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ، فقد شوركنا معهم في هذه، فهذه مواطن نحشر فيها غدا مع النبيين، وقال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وقال: جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً فوصفنا بالعدالة لِتَكُونُو شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وإن شئت جعلته من الشيء بين الشيئين شهادتك على الناس وشهادة الرسول عليك أنت بينهما ونعمة أخرى لم يعطها أحدا قبلك من الأمم، فإنك مؤمن بنبيك آخر الأنبياء وبمن تقدم إلى آدم وغير ذلك من النعم التي يتضمنها هذا المقام ولكل نعمة شكر يخصها وعمل يطابقها فلتجهد في تحصيله أو تحصيل ما أمكن منه، ثم بعد هذا أن قسم أمة نبيه بين مبتدع ومحفوظ فحفظك من البدعة وميزك في ديوان السنة فهذ اختصاص ثم أهل السنة قسمهم قسمين عالم وجاهل، فجعلك عالما بما تعبدك به من شريعته ولم يجعلك جاهلا بذلك فهذه نعمة يجب أيضا شكرها ثم جعل العالمين على قسمين طائع وعاص، فجعلك من الطائعين ولم يجعلك من العاصين فهذه نعمة عظيمة والطاعة على مقاماتها أن عصمك من الشيء تنقيصه وذكره يطول، ثم جعل الطائعين على قسمين: عارف وعابد، فجعلك من العارفين العابدين فهذه نعمة يجب الشكر عليه، ثم قسم العارفين وارث وغير وارث، وجعلك من الوارثين على حسب مراتبهم فقد غمرت النعم ولا يتسع الليل والنهار لأداء شكر واجبات هذه النعم وإنه إن اشتغلنا بواحدة منه، فغايتنا أن نقطع ضياءنا وظلامنا ببعض ذرة من واحدة منها فعلى هذا يجب علينا الذي يمكننا أن نفعله أن لا يرانا اللّه وقتا واحدا بطالين ولا متصرفين في مباح إلّا حاضرين بقلوبنا على الدوام مكفوفي الجوانح عن التصرف المحظور علين مطلوقي الألسنة بالذكر وبإظهار العلم والشكر عليه والاعتراف بالتقصير وتوبيخ النفوس الذي أراده الحق من لا تعديلها وتزكيتها ف: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاه بالأعمال الصالحة، وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاه مثلي فأدخلها في الصالحين وليست منهم، فهذه ي أخي نصيحتي لي ولك ولما رأيتك مثلي وأحببتك في اللّه وأعجبني إنصافك وتعشقت معاشرتك وودت اليوم أن أكون معك حيث كنت تنصحني وأنصحك وتوبخني وأوبخك ونكون رفيقين محبين حتى نموت، فما أحبني فيك وأشفقني عليك (رضي اللّه عنك) ولقد تمنيت أن أكون معك كم حدثنا أبو محمد يحيى بن أبي الحسن (رضي اللّه عنه) قال حدثنا أبو الفتح عبد الباقي بن أحمد بن سلمان حدثنا أبو الفضل بن الحسين بن خيرون حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا أبو الحسن بن عبد العزيز الخرزي حدثنا أبو حفص التنسي حدثنا أبو معبد قال سمعت بلال بن سعيد يقول:

أخوان في بني إسرائيل خرجا يتعبدان فلما أرادا الطريق تفرق بينهما قال أحدهما لصاحبه خذ أنت في هذا الطريق وآخذ أنا في هذا الطريق فإذا كان آخر السنة فهذا الموعد بيني وبينك فخرجا يتعبدان فلما كان في رأس السنة اجتمعا في ذلك الموضع فقال أحدهما لصاحبه أي ذنب فيما عملت أعظم قال بينما أنا أمشي على الطريق إذ بسنبلة أخذتها فألقيتها في إحدى الأرضين أرض عن يميني وأرض عن شمالي ولا أدري هي للأرض التي ألقيتها فيها أم للأخرى قال ثم قال المسؤول للسائل أي ذنب فيما عملت أعظم قال لا أعلم، إني كنت أقوم إلى الصلاة فأميل مرة على هذا الرجل ومرة على هذ الرجل فل أدري أكنت أعدل بينهما أم لا، فسمعهما أبوهما من داخل الدار فقال اللهم إن كانا صادقين فأمتهما فخرج فإذا هما قد مات، فهكذا يا وليي يكون اجتماع أهل اللّه ومخاطباتهم على ذكر المعايب والإنصاف لا على وجه المدحة والاتصاف، هل يذكر في السجن إلّا ما يليق به إذا ترحلت ونزلت في مستقر الرحمة وجنيت ثمرة عملك، هنالك تذكر ما يليق بموطن الحسنى من محاسنك، وأما هنا فلا، فإنها دار البلاء والاقتراف والاجتراح والإنسان فيها من نبي وغير نبي مسجون على دمه لا يخرج منها إلّا بالقتل ولولا التطويل لتكلمنا على مراتب السجن والمسجون بما تعطيه الحقائق الثابتة والعادية ويكفي هذا القدر فيما بيني وبينك ويعلم اللّه لولا ودي فيك وحرمتك التي لك في نفسي ما خاطبتك بشيء من هذا كله، ولا ذكرت اسمك ولتركتك مهملا في جملة عباد اللّه تعالى، لكن اللّه قد عرف بيني وبينك روحا وجسما ومعنى ورسما فلم أتمكن أن أخاطبك إلّا بما يقتضيه الود الصريح والدين الخالص الصحيح، وأما فضلك وتقدمك في طريقك عندي فمشهور و فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ و يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وقل اليوم من يصحبك للّه فأكثر الصحبة معلولة في زمانك من أجل هذه الأعراض واستحكام سلطان الأغراض وعبد اللّه قليل، ولنا في معنى هذا أبيات، وهي:

أنظر إلى هذا الوجود المحكم * ووجودنا مثل الرداء المعلم

وانظر إلى خلفائه في ملكهم * من مفصح طلق اللسان وأعجم

ما منهم أحد يحب إلهه * إلّا ويمزجه بحب الدرهم
فيقال هذا عبد معرفة * وذا عبد الجنان وذا عبيد جهنم

إلّا القليل من القليل فإنهم * سكرى به من غير جنس توهم

فهم عبيد اللّه لا يدري بهم * أحد سواه لا عبيد المنعم

إلى آخر القصيدة فاجهد نفسك يا ولي في أن تتحلي بحلية قوم بكى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم شوقا إليهم لا يؤثر فيهم كلام المغرورين من الفقهاء علماء السوء الذين لبسوا رقاق الثياب وتناولوا لذيذ المطاعم، فإذا قلت لهم في ذلك تلوا عليك قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ.

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سيقولون هذا قلت لهم في ذلك على ما كتب فيه إلينا شيخنا أبو محمد بن محمد بن سعيد اللّه بن محمد البجلي البغدادي الحنفي (رضي اللّه عنه) من حديث سعيد بن زيد بن نفيل قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد فقال: « يا أسامة عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلج دونها فقال يا رسول اللّه وما شيء أسرع ما يقطع به ذلك الطريق قال الظمأ في الهواجر وكسر النفس عن لذة الدنيا، يا أسامة وعليك عند ذلك بالصوم فإنه يقرب إلى اللّه عزّ وجلّ إنه ليس من شيء أحب إلى اللّه عزّ وجلّ من ريح فم الصائم وترك الطعام والشراب للّه عزّ وجلّ وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل، فإنك تدرك شرف المنازل في الآخرة وتحل مع النبيين (صلوات اللّه عليهم أجمعين) تفرح بقدوم روحك عليهم ويصلّي عليك الجبار تبارك وتعالى وإيّاك يا أسامة وكل كبد جائع يخاصمك إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة وإياك يا أسامة ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم وأحرقوا الجلود بالريح والسمائم وأظمئو الأكباد حتى غشيت أبصارهم، فإن اللّه عزّ وجلّ قد نظر إليهم وباهى بهم الملائكة عليهم السلام بهم تصرف الزلازل والفتن»، ثم بكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أن أمرا قد حدث بهم من السماء، ثم تكلم فقال: « ويح لهذه الأمة ما يلقى منهم من أطاع اللّه ربه عزّ وجلّ فيهم كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنهم أطاعوا اللّه تعالى »، فقال عمر بن الخطاب (رضي اللّه عنه): « يا رسول اللّه والناس يومئذ على الإسلام قال نعم قال ففيم إذن يقتلون من أطاع اللّه وأمرهم بطاعة اللّه، فقال يا عمر ترك الناس الطريق وركبوا الدواب ولبسوا لين الثياب وخدمتهم أبناء فارس يتزين الرجل منهم تزين المرأة لزوجها ويتبرج النساء زيهم زي الملوك الجبابرة ودينهم دين كسرى وهرمز يتسمنون بالجشاء، فإذا تكلم أولياء اللّه عزّ وجلّ عليهم العباء منحنية أصلابهم قد ذبحو أنفسهم من العطش فإذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة تحرم زينة اللّه والطيبات من الرزق، ويتلون كتاب اللّه عزّ وجلّ على غير علم استذلوا أولياء اللّه عزّ وجلّ أعلم يا أسامة أن أقرب الناس إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة من أطال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا الأخفياء الأبرار الذين إذا شهدوا، لم يقربوا وإذا غابوا لم يفتقدوا تعرفهم بقاع الأرض يعرفون في أهل السماء ويخفون عن أهل الأرض وتحف بهم الملائكة تنعم الناس بالشهوات وتنعموا هم بالجوع والعطش لبس الناس لين الثياب ولبسوا هم خشن الثياب وافترش الناس الفراش وافترشوا الجباه والركب ضحك الناس وبكوا يا أسامة لا يجمع اللّه عزّ وجلّ عليهم الشدة في الدنيا والآخرة لهم الجنة فيا ليتني قد رأيتهم يا أسامة لهم الشرف في الآخرة وي ليتني قد رأيتهم الأرض بهم رحبة والجار عنهم راض ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوا، الراغب من رغب إلى اللّه مثل رغبتهم والخاسر من خالفهم تبكي الأرض إذ فقدتهم ويسخط اللّه على كل بلدة ليس فيها مثلهم يا أسامة إذا رأيتهم في قرية، فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية لا يعذب اللّه عزّ وجلّ قوما هم فيهم اتخذهم لنفسك عسى أن تنجوبهم وإياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوى في النار طلبوا الفضل في الآخرة تركوا الطعام والشراب على قدره، لم يتكابو على الدنيا إنكباب الكلاب على الجيفة شغل الناس بالدنيا وشغلوا أنفسهم بطاعة اللّه عزّ وجلّ ولبسو الخلق وأكلوا الفلق تراهم شعثا غبرا يظن الناس أن بهم داء وما ذاك بهم، ويظن الناس أنهم خولطوا وما خولطوا ولكن خالط القوم حزن وتظن أنهم ذهبت عقولهم وما ذهبت عقولهم ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمر ذهب بعقولهم عن الدنيا فهم عند أهل الدني يمشون بلا عقول، يا أسامة عقلوا حين ذهبت عقول الناس لهم الشرف في الآخرة “ فانظر يا وليي حب حبيب اللّه ورسوله لأولياء اللّه وكيف نعتهم فعلى هذا الوصف ينبغي أن نعتكف وبه نتصف حتى ننقلب إلى اللّه ونحن بهذا النعت منعوتون وبهذه الحيلة متحلون فاجتهد ي أخي في ذلك ولا تتأخر عنهم ومدني بالدعاء والهمة، فإن المطلوب اليوم معدوم جدا ولما رأيت القرين الصالح معدوما والطبيب المشفق الناصح غير موجود تأسفت لذلك وحظ كل إنسان السرور بما هو فيه، لا يتنبه لعيب أخيه فينبه ذلك لعيبه فيتصاحبا بالنصيحة وتحصل لهما المرتبة الصحيحة فعملنا في عدم القرين الناصح وفتنة الإنسان بحاله أبياتا، وهي:

ذكرت ذنبي فأبكاني وحيرني * لما غدا من جوار اللّه يطردني

كيف الخلاص وما ضيعت من عمري * به المهيمن يوم الحشر يطلبني

يا ليت أذني لم تسمع حديث هوى * يا ليت عيني لم تنظر إلى حسن

يا ليت كفي لم تخلق ولا قدمي * ولا لساني، وليت القلب لم يكن

أو ليت إذ كان خلقي كان يسعدني * توفيق ربي في سر وفي علن

ولا أهيم بشخص ليس ينفعني * يوم النشور إذ الرحمن يسألني

ولا ندبت ديارا كنت آلفها * ولا حننت إلى ربع ولا سكن

ولا تغزلت في ورقاء صادحة * على الأراك تغني وهي تندبني

ولا شربت حميا ضن حابسها بها * على الشرب من عهد ابن ذي يزن

ولا تمنيت شيئا لست مدركه * ولا قطعت بأسباب الردى زمني

ولا تكلمت في علم ومعرفة * حتى دعيت له العالم الفطن

وظل إبليس الملعون يلعب بي * وحرقة الذنب في الأحشاء تحرقني

كم ذا أقيم على الإتيان مكتتم * وأنت سبحانك اللهم تحفظني

أمسي وأصبح في شيء يقربني * إلى الشقاء ومن سعد يبعدني

كم ذا أبارزه بالذنب مستترا * عن العباد وعين اللّه تنظرني

ولا حياء من الرحمن يوقظني * من نومة لعذاب اللّه تحملني

سوى خليل رآني في تعرية * فحل مني محل الروح من بدني

فلا أزال إذا يلهو أبصره * ولا أزال إذا أسهو يذكرني

فليس خلي إلّا من يرى زللي * فلا يزال مع الأحيان ينصحني

فالصاحب الحق كالصابون يذهب ما * في الثوب من دنس الأقذار والدرن

لما سمعت رقيبي وهو يطعنني * من عن يميني وينهاني ويزجرني

يا سيدي ورعاك اللّه تسمعني * كم مرة جئت والبواب يمنعني

وليس شخصا فتؤذيه وتضربه * لكنه فعلك المرفوع في الكفن

فانظر إليه وحسن حلق صورته * فهو الأنيس إذا استوحشت في الحبن

وهو الذي يدفع الخصمين عنك إذا * ما أفتناك وذا من أعظم الحنن

فعند ما سمعت نفسي مواعظه * حنت وقالت ترى الرحمن يقبلني

فقلت يا نفس مهما كنت ساعية * إليه هرولي بالآلآء والمنن

فيا وليي أبقاك اللّه تعالى:

لقد كنت أخشي أن تقول بحرقة * مقالة عبد خالف الحق في القصد

أنوح على نفسي وأبكي لغفلتي * وأندب قلبا حاد عن سنن الرشد

إذا كان قربى من إلهي مقارنا * لقرب فؤادي من إلهي فيا بعدي

فإن هو جازاني على فعلتي فما * جزائي سوى الإقصاء بالعنف والطرد

ولكنني أرجوه سرا وجهرة * فإن كان هذا الوجد يجدي فيا جدي

وإن كنت بدرا أذهب الجهل نوره * فما قريب ينعم اللّه بالرد

ولم يقضني ذنبي ولا سوء فعلتي * فإتيان سوء الذنب أليق بالعبد

كما الجود والصفح الجميل مع الرضي * لأليق شيء في الوجود بذي المجد

وقد ثبت المجد الكريم لخالقي * وقد ثبت الإيمان عندي فيا سعدي.

فهذا يا وليي ما أمر اللّه وليك وصفيك أن يخاطبك به وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وحق اللّه أحق.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!