موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

رسالة روح القدس في مناصحة النفس

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الخطبة والمقدمة

 

 


بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وبه ثقتي، وصلّى اللّه على سيّدنا محمد وآله.

من العبد الضعيف الناصح الشفيق المأمور بالنصح لإخوانه.

والمشدد عليه في ذلك دون أهل زمانه:

محمد بن علي بن محمد بن العربي الطائي الحاتمي (وفقه اللّه تعالى): إلى وليه في اللّه تعالى وأخيه الركن الوثيق أبي محمد بن عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي نزيل تونس (أبقاه اللّه تعالى) محفوظ. وبعون الصون والرعاية ملحوظ.

سلام عليك ورحمة اللّه وبركاته.

أما بعد: فإني أحمد إليك اللّه الذي ل إله إلّا هو.

وأصلّي على سيّدنا محمد على آله وسلّم تسليم.

أما بعد يا أخي فإن النصح أولى ما تعامل به رفيقان وتسامر به صديقان.

وقلما دامت اليوم صحبة إلّا على مداهنة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما ترك الحق لعمر من صديق “ وقال أويس القرني (رضي اللّه عنه) لرجل من مراد: يا أخا مراد إن الموت وذكره لم يترك لمؤمن فرحا وإن علم المؤمن بحقوق اللّه تعالى لم يترك في ماله فضة ولا ذهبا وإن قيامه للّه بالحق لم يترك له صديق.

روينا عن أويس (رضي اللّه عنه) من طريق مخلد بن جعفر عن محمد بن حريز عن محمد بن حميد عن زافر بن سليمان عن شريك بن جابر عن الشعبي عن رجل من مراد عن أويس (رضي اللّه عنه) وكل إنسان يقبل النصح من غيره لا من نفسه إلّا من وفقه اللّه فحينئذ يلتذ بسماع معايب النفس لا سيما إذا أرسلتها يا أخي في مجلسك مطلقة من غير تعيين.

نقر لك بأن هذا هو الحق فإذا قلت لها إياك عنيت بهذا الكلام والمؤمن مرآة أخيه وقد رأيت فيك ما أوجب على أن أقول لك فيه شمخت النفس، وقالت سبحان اللّه إنما أنا مرآة نفسك رأيت في، ومثلي من يقال له هذا ؟ !، لأن النفس عمياء عن عيوبها بصيرة بعيوب غيرها، فأدى نصحك لها في أمر واحد إلى ارتكاب محظورات كثيرة من الكذب والنفاق وقل يا وليي أن تجد اليوم للناصح من صديق، ولقد قلت في ذلك شعر:

لما لزمت البحث والتحقيق * لم يتركا في الأنام صديق، ولعمري واللّه ما كذبت * ولا قلت إلّا ما وجدت، ويعلم ولي اللّه (أبقاه اللّه تعالى) إني ما عاشرته أيام إقامتي عنده إلّا بالمناصحة حتى ذكر لي يوما على العشاء وقال لي مواجهة إنك كثير الانتقاد واحتج علي بمسألة إبراهيم بن أدهم ثم استشهد بقول القائل.

وعين الرضا عن كل عيب كليلة * كما أن عين السخط تبدي المساوي

فأعربت له (وفقه اللّه) أن ذلك النصيب مقام من أحبك لنفسه وأما من أحبك لك فلا سبيل ولما كان حب اللّه إيانا لنا لا لنفسه نبهنا على معايبنا وأظهر لن نقائصنا ودلنا على مكارم الأخلاق ومحامد الأفعال وأوضح لنا مناهجها ورفع لن معارجها ولما أحببناه لأنفسنا ولم نتمكن في الحقيقة أن نحبه له تعالى عن ذلك رضين بما يصدر منه مما لا يوافق أغراضنا وتمجه أنفسنا وتكرهه طباعنا والسعيد هو الذي رضى بذلك منه تعالى، ومن سواه يضجر ويسخط فنسأل اللّه تعالى العافية في ذلك لنا وللمسلمين وقد فزت يا أخي جعلني اللّه وإياك من الفائزين في زمانك هذا بخلال لم يقدر أن أراها من غيرك، منها معرفتك بمرتبة العلم وأهله وعدم تعريجك على الكرامات والأحوال ومنه انقيادك للحق وتواضعك له ونزولك إليه عند من وجدته سواء كان ممن تلحظه العيون أم لا يؤبه له ولم تلحظ منزلتك الدنيوية من تعظيم الناس لك وتقبيلهم يدك وإتيان السلاطين إلى بابك وهذا غاية الإنصاف ثبتك اللّه، ومنها قولك فيما لا تعلم لا أعلم وفيما تعلم أحب أن أسمعه من غيري فقد حزت واللّه يا وليي هذه الخصال التي تتطاير دونها رقاب الرجال والمقام الذي لا تغيره الأحوال ولا تزيده حسنا ووضاءة رواتب الأعمال ثم بحثك الذي لم أره من غيرك في معرفة الأنام والزمان واعتقادك أنه من فروض الأعيان من أعجب م سمعته الأذان وتسامرت به الخلان وسارت به الركبان ثم ما وهبك اللّه من الصولة والقوة على الفقهاء بدلائل المكارم والفتوة الجارية مع براهين النبوة.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!