موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

مواقع النجوم
ومطالع أهلة الأسرار والعلوم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الفلك البطني

 

 


في شهوة البطن سر ليس يعلمه إلاّ الذي شاهد الرزاق رزاقا
لو لا الغذاء ولا سر حكمته ما لاح فرع ولا عاينت إعراق

وكل حلالا إذا كان المحلل مو جدا بقلبك وهابا وخلاق

إعلم : يا بني أن تعالى لما أراد أن يرتقي عبده الخصوصي إلى المقامات العلية قرب منه أعداءه حتى يعظم جهاده لهم وليشغل بمحاربتهم أولا ثم بمحاربة غيرهم من الأعداء الذين هم منه أبعد قال الله تعالى يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُو قاتِلُوا اَلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ اَلْكُفّارِ ولْيَجِدُو فِيكُمْ غِلْظَةً وحظ الصوفي وكل موفق من هذه الآية أن ينظر فيها إلى نفسه الأمارة بالسوء التي تحمله على كل محظور ومكروه وتعدل به عن كل واجب ومندوب للمخالفة التي جبلها الله عليها وهي أقرب الكفار والأعداء إليه فإذا جاهدها وقتلها أو أسرها حينئذ يصلح له أن ينظر في الأغيار على حسب ما يقتضيه مقامه وتعطيه منزلته فالنفس أشد الأعداء شكمية وأقواهم عزيمة فجهادها هو الجهاد الأكبر فمن ثبت قدمه في ذلك الزحف وتحقق بمعنى ذلك الحرف انتهض بهم في الملكوتي مليكا وكان له الملك جليسا غير أن هذه النفس العدوة الكافرة الأمارة بالسوء لها على الإنسان قوة كثيرة وسلطان عظيم بسيفين عظيمين ماضيين تقطع بهما رقاب صناديد الرجال وعظمائهم وهم شهوتا البطن والفرج اللتان قد تعبدتا جميع الخلائق وأسرتهم ومن عظمهما وكبير فعلهما حتى أفراد لهما الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي (رضي الله عنه) كتاب سماه كسر الشهوتين في إحياء علوم الدين له وكذلك اعتني بهما كبار العلماء (رضي الله عنهم).

والذي يتوجه عليك في هذا الباب أن تبدأ بالحسام الواحد الذي هو البطن ثم يليه الفرج بكراماته ومنازله كما تقدم في الأعضاء التي ذكرناها. فاعلم يا بني أيدك الله بجنود التأييد ونصرك على إحياء كلمة التوحيد أن الله تعالى قد سلط على هذا العبد الضعيف المسكين المسمى بالإنسان شهوتين عظيمتين وآفتين كبيرتين هلك بهما أكثر الناس هما شهوة البطن والفرج غير أن شهوة الفرج وإن كانت عظيمة وقوية السلطان فهي دون شهوة البطن فإنها ليست لها تأييد لأمر سلطان شهوة البطن فإن غلب هذا العدو البطني يقل العتب مع الفرج بل ربما يذهب له ذهابا كليا فهذه الشهوة البطنية تجعل صاحبها أولا يمتلئ من الطعام مع علمها أن أصل كل داء البردة ديني كان أو طبيعيا فالداء الطبيعي الذي تنتجه هذه البردة هو فساد الأعضاء من أبخرة فاسدة يتولد منه آلام وأمراض مؤدّية إلى الهلاك كما حكي عن سليمان بن عبد الملك بن مروان وكان ذا نهمة في الطعام فخرج يوما فوجد دابه عليها زنبيل فيه بيض طبيخ فدع بتين وهو راكب فما زال يقرن التين بالبيض حتى أتر على آخر ما كان في الزنبيل فوجد لذلك ثقلا في معدته أهلكه وأورثه القبر فانظر هذه الشهوة كيف ساقت إليه حتفه نسأل الله العافية في الدين والدنيا والآخرة.

قيل للشبلي (رضي الله عنه) أن ابنك يشم البارحة من كثرة ما أكل فقال لو مات ما صليت عليه كأنه يقول تعنيفا له قاتل نفسه فهذ هو الداء الطبيعي وأما الداء الديني الذي يؤدّي إلى هلاك الأبد فكونه يؤدّيك إلى فضول النظر والكلام والمشي والجماع وغير ذلك من أنواع الحركات المؤذّية وإذ كان على هذا الحد فواجب على كل عاقل أن لا يملأ بطنه من طعام ولا شراب أصلا فإن كان صاحب شريعة طالب سبيل النجاة فيتوجه عليه وجربا تجنب الحرام والورع في الشبهات المظنونة وأما المحققة فواجب عليه تجنبها كالحرام على كل حال من الأحوال فإنه ما أتي أحد إلاّ من بطنه منه تقع الرغبة وقلة الورع في المكسب والتعدي لحدود الله تعالى فالله يا بني التقليل من الغذاء الطيب في اللباس والطعام فإن اللباس أيضا غذاء الجسم كالطعام به يتنعم حيث يحفظه من الهواء الحار والبارد الذين هم بمنزلة الجوع والإمتلاء والظمأ والري فكل واشرب والبس لبقاء جسمك في عبادتك لا لنفسك فإن الجسم لا يطلب منك إلاّ سد جوعته بما كان وقاية من الهواء الحار والبارد بما كان سواء كان خبز سهيد أو لحم أو قبضة بقل كلاهما يسد جوعته سواء كان حلة أو عباءة ليس عليه في ذلك شيء إنما المراد أن يصان من البرد والحر وأما النفس فلا تطلب منك إلاّ الطيب من الطعام الحسن الطعام والمنظر وكذلك المشرب والمركب والمسكن والملبس إنما تريد من كل شيء أحسنه وأعلاه منزلة وأعلاه ثمنا ولو استطاعت أن تتفرد بالأحسن من هذا كله دون النفوس كلها لم تقتصر في ذلك والذي يؤدّيها إلى ذلك طلب التقدم والترأس وأن ينظر إليها ويشار إليها وأن لا يلتفت إلى غيرها ولا تبالي حراما كان ذلك أو حلالا والجسم ليس كذلك إنما مراده الوقاية مما ذكرناه فصار الجسم في هذه طالبا لما يصونه خاصة من أكل وشرب وملبس ومسكن وأشباه ذلك مما يصلح به وصارت النفس أو العقل الشريعة الكاسية والمطعمة له فإن كانت النفس المغذية له والناظرة في صونه خاض في الشبهات وتورط في المحرمات لأنه أمارة بالسوء مطمئنة بالهوى فهلكت وأملكته في الدارين لأنها ربما لا تبلغ مناها وطلبها لأن الأمر الإلهي رزق مقسوم معلوم وأجل مسمى ومحدد وأن كان العقل الشرعي المغذي له تقيد وأخذ الشيء من حله ووضعه في حقه وترك الشهوة من الطعام وإن كان حلالا كقبضة بقل وكسرة شعير رغبة فيما هو خير منه وآثر الجوع على الشبع والخشن على اللبن ففراشه ثوبه ووساده ساعده وغذاؤه ما تيسر وهمته فيما عند مولاه من رؤيته إلى ما دون ذلك مما يبقى بخلاف النفس فإن همتها وإن تعلقت بما هو أحسن في الحال.

فانظر مآل ذلك فإنها إن نظرت في المنكح نظرت إلى ما يكون مآله إلى جيفة نتنة قذرة وإن نظرت في الغالي من الملبس نظرت إلى خرقه مطروحة في المزبلة إلى هذا مآلها وإن نظرت إلى مسكن عال مشرف حسن الصنعة والتنميق نظرت إلى ما يكون مآله إلى حرابة موحشة وإن نظرت إلى مطعم لطيف نظرت إلى ما يصير عذرة نتنة يسد أنفه حين يطرحها عن شدة نتنه وكذلك شربه وأمثال هذا وليته لو وقفه الحال هنا ولا يبقى عليه تبعات ذلك في الدار الآخرة حين يسأل ممن كسبت وفيم أنفقت يسأل في الفتيل والقطمير بل في مثقال ذرة فانظر ما أمحن باطن الدنيا مساكنها خراب وملابسها خرق ومناكحها ومراكبها جيف ومطاعمها ومشاربها عذرتان نسأل العافية والحجة عليها في هذا بينة لأنه لو كان خبرا كان بعض عذر وإنما هذا كله معاين منا لتغير هذه الأحوال مشاهدة فالحجة قائمة للعاقل على نفسه وإن طلبت منه هذا وليت مع هذا كله لو تركت معه وإنما الداء العضال والطامة الكبرى والداهية العظمى أنها في أشر ما يكون فيه من هذه الأحوال إن قضى لها به ويعطيها الله مرادها كما شاءت يسلب عنه وعن هذه الدار بالموت وينقل إلى منزل لا يجد فيه شيئا إلاّ ما قدمته في دنياها بعمل صالح عملته وإن لم تفعل ذلك فليس لها مسكن تأوي إليه إذا لم تشهده في حياتها ولا سعت في كسبه فبقيت مسجونة في البرزخ في مشيئة الله تعالى فإذا تقرر هذا يا بني فاعلم أن ما يجب عليك في الطعام من إجتناب المحظور فيه والمتشابه يتوجه عليك في اللباس والتقليل من هذا كالتقليل من هذا وهاتان المرتبتان يحتاج إليهما كل مريد وما زاد من مسكن وغير ذلك فلا يحتاج إليه كل أحد فإن الغيران والكهوف والمساجد قد أوجدها الله تعالى لهم وإنما الحاجة التي تعم كل الناس إنما هو اللباس والطعام ولهذا قال تعالى: إِنَّ لَكَ أَلاّ تَجُوعَ فِيها ولا تَعْرى* وأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها ولا تَضْحى.

ولم يزد لأن الضرورة ما ذكرناه وما زاد فليس بضروري إلاّ في وقت ما إذا كانت الحاجة إليه بخلاف هذا فسبحان الحكم العدل قال إبراهيم بن أدم (رضي الله عنه) للقمة تتركها من عشائك مجاهدة لنفسك خير لك من قيام ليلة هذا إذا كان حلالا وأما الحرام فلا كلام فيه إذ لا خير فيه البتة فما مليء وعاء شر من بطن ملئ بالحلال وهذا قوله في التقليل وهو من رؤساء المشايخ في طريق النجاة وقال أيضا في طيب المكسب أطب مطعمك ولا تبال ما فاتك من قيام الليل وصيام النهار فالحلال وفقك الله تعالى طيب لا ينتج إلاّ طيبا قال الله تعالى: اَلْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ واَلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ واَلطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ واَلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ ففي هذا من الاعتبار للصوفي وأهل النظر الإلهي بعض ما نذكره الآن وذلك أن من كان عند الله خبيثا فل يغذيه الله إلاّ بالخبائث من المطاعم ولا تصدر الأفعال الخبيثة إلاّ من الخبيثين وكذلك الطيبات من المطاعم وهي الحلال لا يغذي بها الله تعالى إلاّ من كان عنده من الطيبين وكذلك الطيبون عند الله تعالى لا يصدر منهم إلاّ الطيبات من الأفعال أو تلك المطاعم بأعيانها إنما أهلت الخبائث التي هي الحرام للخبيثين كما أهلوا لها وكذلك الطيبات مع الطيبين فإنه من أهل لشيء فقد أهل له ذلك الشيء فإن اغتذى الإنسان من الحلال وقلل منه كما قال (ص) لحسب ابن آدم لقيمات يقيم بهن صلبه تنشط الجوارح إلى الطاعات وتفرغ القلب إلى المباجاة وتفرغ اللسان التلاوة والذكر والعين للسهر فذهب النوم لقلة الأبخرة المرطبة الجالية النوم فيؤديه أكل الحلال إلى الطاعة والتقليل منه إلى النشاط في الطاعة لا يذهب عنه الكسل وأية فائدة أكبر من هاتين الفائدتين وكان ينبغي لنا أن لا نسعى إلاّ في تحصيلها ونرغب إلى الله في دوامها فالذي ينبغي لك أيها الابن المرشد نفعني الله وإياك أن لا تأكل إلاّ مم تعرف إذا كنت موكلا بنفسك فإن رأس الدين الورع والزهد قائد الفوائد وكل عمل لا يصحبه ورع فصاحبه مخدوع فاسع جهدك في أن تأكل من عمل يدك إن كنت صانعا وإلاّ فاحفظ البساتين والفدادين والزم الاستقامة فيما تحاوله على الطريقة المشروعة والورع التام الشافي الذي لا يبقى في القلب أثر تهمة أن أردت أن تكون من المفلحين وهذ لا يصح لك إلاّ بعد تحصيل العلم المشروع بالمكاسب والحلال والحرام لا بد لك منه هذا إذا كنت موكلا بنفسك فإذا كنت بين يدي شيخ محفوظ في عموم أحواله ورع قد شهد بفضله وقيل به وحاله مطابق ما يشهد فيه ونجد في نفسك الاحترام له والتعظيم لحقه الذي هو أصل منفعتك ونجاتك على يديه فإن حرمت احترامه فاطلب غيره فانك لا تنتفع به أصلا ما لم تصحبه بالحرمة فإن كان أفضل الناس وأعلم الناس وتسيء به الظن فإنك لا تنتفع به أبدا فإذا وجدت من تحصل في نفسك حرمته فاخدمه وكن ميتا بين يديه يصرفك كيف يشاء لا تدبير لك في نفسك معه تعيش سعيدا مبادرا لامتثال ما يأمرك به وينهاك عنه فإن أمرك بالحرفة فاحترف فهو أعرف بمصالحك منك عن أمره لا عن هواك وإن أمرك بالقعود فاقعد عن أمره لا عن هواك فإنه أعرف بمصالحك منك وأرغب الناس إلى الله في مصالحك على يديه منك فإنك تكون من أنواره التي نسعى بين يديه ومن حيث الآخرة الإيمانية بالنصح المندوب إليه شرعا الذي هو الدين وكذلك أيضا من حيث أنه يجدك في ميزانه ترجح ما خف منه ومن حيث أنه يكاثر بك تلامذة الشيوخ ويكثر بك اتباعه فإن العلماء ورثة الأنبياء.

وقد قال النبي (ص) إني مكاثر بكم الأمم فإذا رغب هذا الشيخ في إصلاحك وإصلاح غيرك حتى يود أن الناس كلهم صلحوا على يديه فإنما يرغب في ذلك لتكثير أتباع محمد (ص) لما سمعه يقول إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة وهذا مقام رفيع لغنائه عن حظه في إرشاده وإنما غرضه إقامة جاه محمد (ص) وتعظيمه وإذا تعلقت نية الشيخ بهذا يجازيه الله تعالى على ذلك من حيث المقام فكيف يتم شيخ في قلة نصح لطالب مع هذه الوجوه التي ذكرناها وما ذكر من المنافع له على حسب قصده ونيته والسبب الذي يتهم من أجله الشيخ إم في قلة نصحه وإما في تقصير مقامه أن يشاهد الفتح لتلميذه قد تباعد وقد خدمك سنين وإنما ذلك لعلل يعرفها الشيخ من جانب الطالب أو من جهة جانب المقام الذي يريد الشيخ أن يرقبه إليه وخلق الإنسان عجولا والطالب يبطئ ويحب الإسراع إليه هيهات وأين هو من قول الجنيد (رضي الله عنه) حين قيل له بما نلت ما نلت فقال بجلوسي تحت تلك الدرجة ثلاثين سنة وأشار إلى درجة في داره وكذلك أبو يزيد البسطامي (رضي الله عنه) كان حداد نفسه إثنى عشر سنة ثم كان قصارها خمسين سنة ثم عمل قطع زناره الظاهر ثمان سنين ثم عمل في قطع زناره الباطن كذا سنة ثم بعد هذا كله بقيت له عقبات جازها فما لك أيها الطالب لا ننظر أين حالك من أحوال السادات فأين اجتهادك من اجتهادهم فتنظر نفسك بالتقصير وأنك لست أهلا للفتح وترجع على نفسك بالمذمة وتقول لها لو أردتي مقاماتهم لنهجت مناهجهم وتنظري شيخك بعين التعظيم وغاية الحمد والنصح وتقول لها لو علم فيك خير لأسمعك ولو أسمعك وأنت على هذه الحالة السيئة لتوليت وأنت معرضة ولكن ينبغي لك أن تفرحي بإقباله عليك وجريه معك وهذه بشرى من الله إليك فإن الشيخ لو تخيل فيك أنك عمل غير صالح ما قربك ولا أدناك ولكنه قد رجا فيك وتوهم فيك المصلحة فجدي واجتهدي وأعينيه عليك عسى الله أن يأتي بالفتح فتكوني من المفلحين وازجرها مثل هذا الزجر ولا تقطع أياسا ف‍ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكافِرُونَ فإذا رأيت أن الله تعالى قد ألهمك لهذا الزجر والتعنيف لنفسك فاعلم أنك مراد وأن الله تعالى قد أهلمك لهذا إلاّ وقد قدر الله تعالى أن يأخذ بيدك فإذا رأيت أن الله تعالى لم يوفقك لهذا ولا جرت أفعالك عليه فلا تلومن إلاّ نفسك ولا تقع في شيخك فيجتمع عليك خزي الدنيا والآخرة فتحفظ يا بني مما نبهتك عليه واشتغل بما حرضتك عليه وما أبقيت لك من النصيحة فانتظر أيها الطالب فتح الله ولو عمرك كله ولا تيأس من روح الله واعلم يا بني أسعدك الله أن الحلال عزيز المنال على جهد الورع قليل جدا ولا يحتمل الإسراف والتبذير بل إذا تورعت عما لزمه أهل الورع في الورع فبالحري أن يسلم لك قوتك على التقصر كيف أن تصل به إلى نيل شهوة من شهوات النفس كالمحاسبي الحرث بن أسد من أئمة القوم الذي مات أبوه وترك كذ كذ ألف درهم فما أخذ منها شيئا وقال إن أبي كان يقول بالقدر وقال: رسول الله (ص) لا يتوارث أهل ملتين وكبعضهم الذي ترك له أبوه مالا كذ كذ ألف دينار فأبى أن يأخذها وقال إن أبي كان تاجرا وكان لا يحسن العلم فربما دخل عليه ربا وهو لا يشعر وكان هذا المذكور ابن القاسم تلميذ مالك بن أنس (رضي الله عنهما) وهو الذي اشترى دابة يسافر عليها فجاءه إنسان برسالة وقال تحمل هذا معك لفلان فقال (رضي الله عنه) ما اشترطت على صاحب الدابة حمل هذا وكأبي يزيد (رحمه الله) حين رد الثمرة وهو على كذا وكذا فرسخا التي كانت وقعت من ثمر البقال على ثمره.

وكأبي مدين (رضي الله عنه) في زماننا هذا الذي ما أكل هذه البقلة التي يقال لها القطف ورعا لأنها تسمى بقلة الروم وهذا من أكمل ما سمعته في الورع إلى أمثال هذا مما سلك عليه القوم (رضي الله عنهم) فالله الله يا بني حافظ على نفسك أن لا تصاحبها في شهواتها لهذه المطاعم العالية الأثمان فإنك إنك إن صحبتها عليها وتقوى في خاطرك أنك لو نلتها لعدوتها وأن تأخذها على وجه الاعتبار أعمت بصيرتك ودلتك بغرور وأدخلت عليك ضربا من التأويلات في مكسبك لتكثر دراهمك بما تلحق به تلك الشهوات يعني تؤديك إلى التورط في الشبهات وهي تريد الحرام فإن الراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه فسد عليها هذا الباب ولا تطعمها إلاّ ما تقوى به على أداء ما كلفته وتكليفه على الشرط الذي ذكرت لك من القليل وهكذا في اللباس وإياك والإسراف في التفقة وإن كانت حلالا صافيا فإنه مذموم وصاحبه مبذر ملوم وقال تعالى: إِنَّ اَلْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ اَلشَّياطِينِ وقال تعالى: يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واِشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ اَلْمُسْرِفِينَ فهذا قد عم اللباس والطعام والشراب فالبطن ي بني أكبر الأعداء بعد الهوى والفرج بعدهما عصمنا الله من الشهوات وحال بيننا وبين الآفات وعلم أن هذه الأعمال المتعلقة بهذا العضو كما كان لإخوانه من الأعضاء كرامات ومنازل فمن كراماته التي لا يدخلها مكر ولا استدراج أن يحفظ عليه طعامه ولباسه وشرابه بعلامات يلقيها الله تعالى له إما في نفسه أو في نفس الشيء الذي قامت به صفة الحرام والشبهة حتى لا يتناول إلاّ طيبا وعلاماتهم مبددة تكاد جزئياتها لا تنضبط وأصولها ترجع لما ذكرنا وكان الحارث بن أسد المحاسبي (رضي الله عنه) إذا قدم له طعام فيه شبهة ضرب عرق على أصبعه وأبي يزيد البسطامي (رضي الله عنه) ما دامت أمه حاملة به لا تمتد يدها إلى طعام حرام وآخر ينادي يقال له تورع وآخر يأخذه الغثيان وآخر يصير الطعام أمامه رصاصا وآخر يرى عليه سوادا وآخر يراه خنزيرا إلى أمثال هذه العلامات التي خص الله به أولياءه وأصفياءه وهي راجعة إلى ثلاثة أصول أصل واحد أن تكون العلامة في نفسك وأن تكون في المتورع منه والثالث أن تكون داعيا من خارج أو داخل منبها على تلك الشبهة وهذه الأصول على أنواع في كيفياته ذكرناها في شرح أحوال أبي يزيد البسطامي في الكتاب الذي سميناه مفتاح أقفال التوحيد ومن كراماته أن بشبع القليل من الطعام الرهط الكثير كما حكي عن بعضهم أنه جاءه أخوان وكان عنده ما يقوم برجل واحد خاصة فكسر الخبز وغطاه بالمنديل وجعل الإخوان يأكلون من تحت المنديل حتى أكلوا عن آخرهم وبقي الخبز كما كان ما انتقص منه وهذا ميراث نبوي من فعل رسول الله (ص) حين بسط النطع وجاءه ذو البر ببره وذو النواة بنواته حتى اجتمع ذلك شيء يسير فدعا فيها بالبركة ثم أخذ الناس في أوعيتهم حتى ملؤها كما جاء في الحديث الصحيح في مسلم وفي مثل هذا ما حكي في اللباس وهو من هذا الباب كما قدمنا عن أبي عبد الله التاوري (رحمه الله) أنه أخذ الشقة وسلها تحت غفارته وأخرج طرفها للخياط وقال خذ حاجتك فما زال الخياط يفصل ما شاء الله ما هو خارق للعادة حتى قال له الخياط ما تمت هذه الشقة فرماها من تحت غفارته وقال قد تمت فياليته سكت وقيل إنه كان الخياط بنفسه وكان المتعجب من ذلك صاحب الشقة فرماها له وقال قد تمت ومن كرامات هذا المقام أيضا أن ينقلب اللون الواحد الذي في الصحن ألوانا من الطعام في حاسة الآكل أن اشتهاه بعض الحاضرين.

أخبرني من أثق به عن سيدنا شيخ الشيوخ أبي مدين (رضي الله عنه) أنه شاهد هذا من بعض الرجال في سياحته وذلك أنه خرج في بعض الأوقات على وجه السياحة فلقي رجلا من أولياء الله تعالى فمشي غير بعيد فدخل عند عجوز في مغارة في حكاية طويلة ثم عاد الشيخ إلى العجوز آخر النهار فقعد عندها حتى وصل ابن لها كان يعبد الله في تلك الجبال فدخل وسلّم على الشيخ أبي مدين (رضوان الله عليه) فقدت العجوز صفرة فيها صحن وخبز فقعد الشيخ والفتى يأكلان فقال تمنيت لو كان كذا وكان خاطر ذلك في نفسه فقال له الفتى قل بسم الله ي سيدنا وكل ما شئت فسميت الله وأكلت فإذا به طعم ما تمنيت فلم أزل أقصد التمني وهو يقول مثل مقالته الأولى وأنا أجد الطعام ما تمنيت وكان الشاب صغيرا كما عذر الحقنا الله بأوليائه ومن كراماته أيضا يأتي لصاحب المقام الجن أو الملك بغذائه من طعامه وشرابه ولباسه أو يعلق له في الهواء كما اتفق لبعضهم لما احتاج إلى الماء في الصحراء فسمع على رأسه صلصلة فرفع رأسه فإذا هو بكأس معلق بسلسلة ذهب فشرب منه وتركه ورأى بعضهم شخصا في الهواء يناوله رغيفا فسأله فقال هو ملك الأرزاق ورؤي بعضهم قد ساقت له امرأة طعاما لم تعرف فسئل عنها فقال هي الدني تخدمني ومن كرامات هذا المقام أيضا شرب الماء الزعاف والأجاج عذبا فراتا شربته من يدي أبي عبد الله بن الأستاذ المورزي الحاج من خواص طلبة الشيخ أبي مدين (رضي الله عنهما) وكان ما يسميه الحاج المبرور ومنها أن يأكل زيد عن عمرو طعاما وعمرو غائب فيشبع عمرو الذي أكل عنه زيد في موضعه ويجد ذلك الطعام بعينه وكأنه أكله ولا يدري الذي أكل عنه ما جرى وقد اتفق هذا أيضا للحاج المذكور أبي محمد الموروزي (رضي الله عنه) مع أبي العباس بن الحاج أبي مروان بغرناطة وحدثني به أبو العباس المذكور الذي أكل عنه بدار الشيخ الزاهد المجتهد العابد أبي محمد الباغي المعروف بالشكاز على الوجه الذي أخبرني به أبو محمد المذكور صاحب الكرامة ومني هذا ما لا يحصى كثرة وتحقيق هذا أن من تحقق في هذا المقام من الغذاء الحلال أما بالكسب أو بورع التوحيد والذي قال فيه العارف من لا يطفئ نور معرفته ونور ورعه فإذا حصل الحلال فالقليل منه كما ذكرنا فإذا تحقق بهما هذا نشأت في باطنه همة فعالة قاضية يوجدها الله تعالى في نفس هذا العبد كرامة به وتخصيصا لمقامه وصدقه وتلك الهمة تصدق جميع ما ذكرناه آنفا وأمثاله وكرامات أيضا أخر من هذه الكرامات التي ذكرناها لم مما لم يخطر للعبد فيها خاطرا لا تحفه بديهية من الله تعالى والحمد لله وحده.

(منازل هذا المقام) المنزل الأول الإبراهيمي ولا يزال العبد بتحقق في ترتب هذا الغذاء الجسماني حالا بعد حال ومقاما بعد مقام إلى أن يرتقي إلى الغذاء الروحاني الذي به بقاء النفس ويغني عن هذا الغذاء الجسماني ومن ملاحظاته الذي هو الحس والمحسوس إلاّ قدر ما يبقى منه ذاته خاصة إذ ببقائها يتمكن له تحصيل الغذاء الروحاني فأول مقام يطرأ عليه من هذه المنازل أن يقف على سر الحبة والقائها في الأرض ثم المطر في سحابه الذي هو عبارة عن تحليلها ثم الريح السائق للمعصرات فتؤدي ما عندها وما أمنت عليه لتلك الأرض ثم تنبسط الشمس فتغذيها غذاء آخر بما فيها من الحرارة المنمية وفي ذلك الغذاء كمال لوجودها لما تراد إليه وهذه كلها وما تركناه من المتصرفين في خدمة هذه الحبة وإخراجها إلى الوجود وتقلبها من حالة إلى حالة وفي الأدوار والأطوار وأملاك متصرفون تحت قدرة الموجد المطلق تعالى ومبعث هذه الموجودات من خزانة الجود ولولاها ما ظهر شيء أصلا فالصوفي إن وقف هنا فيها ونعمت فإن معرفة هذا علم كبير وثمرة عظيمة وللنفس فيها غذاء شاف وإن أراد أن يرتقي بملاحظة الأشياء المذكورة لأنفسها ويجعلها دلائل لما هو في نفسه وعالمه فيرتقي إلى منزل آخر في نفسه فيشاهد فيه نفسه أيضا قد طيبتها العقائد الصحيحة والتوفيق وحرثها الخلق والتخلق هذا على حسب ما جعلت عليه فروع الحكيم إذ فيها حبة الحكمة الخاصة المحركة لطلب الحكمة الإلهية الوجودية المطلوبة الغائبة التي يقع الثواب بين الأنبياء والعلماء فإذا زرعها الحكيم كما ذكرنا أمطرها بالعمل في سحائب الورع تسوقها أرباح العناية فتثمر إذ ذاك سنبلة إخلاص التوحيد فيتغذى بها جميع أعمال الجوارح الزكية فتتقوى على إنتاج الأسرار الإلهية والحكمة الربانية الفرقانية والأنوار الفهوانية وفي هذا المنزل تصح الخلة لمن صحت والحمد لله (المنزل الميكائيلي ) هو منزل العدل وهو عبارة عن مشاهدته للملك الموكل بأرزاق العباد بالوسائط كل على مرتبته وما قدر له فلحصل له من مشاهدته هذا المنزل وضع الحكم في مواضعها واعطاء كل ذي حق حقه على الوزن العقلي والشرعي في هذا المقام فائدة عظيمة وهي التي قد بنا الله تعالى إليها بقوله: ولا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ الله وفي هذا المنزل بكى رسول الله (ص) على إبنه إبراهيم وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلاّ ما يرضي ربنا وأنا بك يا إبراهيم لمحزونون ونهاية هذا المنزل المبارك مشاهدة العبد الخصوصي للحق سبحانه وتعالى في حضرة إسمه الرزاق العدل الحكيم المقسط الجامع وتوليه باليدين المبسوطتين من غير تكيف ولا تشبيه وقسمته الأشياء والمراتب على أصحابها فيأخذ الولي ولايته على مراتبها ومراتبهم والعدو عداوته على قسط معلوم وحد مرسوم ويأخذ العالم علمه والجاهل جهله والظان ظنه والشاك شكه والغافل غفلته والمؤمن إيمانه والمنافق نفاقه والعين نظرها واللسان نطقه واليد بطشها وكل موجود فاغر فاه متهيئ لقبول ما به بقاؤه وحياته حتى الجسم تأليفه والجوهر عرضه والموصوف صفته والنبي نبوته والرسول رسالته فمنها ما يكون فيه إفتقاره طبيعي ومنها ما تعطيه حكمة الوجود وكل جنس يتفاضل في مقامه وعلى حسب ما تعطيه حقيقته وإن كان لكل جنس أنواع حقيقية تخصه وأن لكل شخص تحتها حقيقة إلى ما يقتضي مرتبة ما عرضية لا ذاتية فالنوع الأخير مع الشخص كالجنس مع النوع فافهم وتحقق والله المرشد المؤيد.

(منزل) ثم قد ينقعل العبد إلى أن يجذبه الحق من هذه المنازل فإن فيها ملاحظة الأغيار ومباشرة الأكوان وينقله إلى ألطف من هذه الأغذية وهو غذاء الأغذية ومعنى هذا أن الغذاء سبب لبقاء كل متغذ عقلا وشرعا وعادة فعقل كالعلة والمعلول وشرعا كالثواب للمطيع والعقوبة للعاصي وعادة كالشرب مع الري والأكل مع الشبع كما دلّت عليه الأشعرية (رضي الله عنهم) ونور بصائرهم فإذا فقد المتغذي غذاء فهو عبارة عن عدمه وسر غذاية الأغذية لطيف ومعناه دقيق وهي النسبة التي علقت اللطيفة التي يكون منها الغذاء للمتغذي والمناسبة التي بين الغذاء المخصوص بالمتغذي المخصوص إذ الأغذية متشعبة كثيرة ومختلفة والسر الذي يمسك المتغذي بالغذاء واحد كما أن السبب الذي به يضطر المتغذي إلى الغذاء واحد فالعارف العالم نظره في هذا وهو مقام شريف فاعلم. (تنبيه) إعلم أن سر كل شيء عبارة عن حقيقته أو عن ثمرته فإن كان عن حقيقته فلم يفدنا أمر زائدا على الشيء وإذا كان عبارة عن ثمرة الشيء أعطانا فائدة لم تكن عندنا فنقول على هذا إن سر الغذاء ابتداء إنما هو الحياة وسره بعد وجود الحياة بقاء الحياة فالبقاء والحياة أمران متولدان عن الغذاء فالغذاء أجل في مرتبة الوجود من الحياة وفلكه أعظم إحاطة من فلك الحياة وهو الساري في جميع الموجودات جماد وغيره لكن يظهر في أشياء عينا ويظهر في أشياء معنى وأكثر ما يظهر في الجسم الإنساني البهيمي وأخفي من ذلك في النبات وأخفي من ذلك في الجماد وأخفى من ذلك في العقول وإن كانت حية ولكن الوقوف على غذائها صعب من طريق العلم سهل من طريق العين وكل غذاء أعلى من حياته المتولدة عنه فلا يزال من العالم الأدنى يرتقي في أطوار العالم أغذية وحياة حتى ينتهي إلى الغذاء الأول الذي هو غذاء الأغذية وهي الذات المطلقة وإذا علمنا قطعا أن الغذاء سبب لوجود الشيء في موجوده عقلا أو عينا فكن غذاء الكائنات إذ كن لا يجاد التشكل والتصوير لا إلى الأمهات فكن والأمهات متساويا معنى لا عينا ويجمع الأمهات أم واحدة وهي المقارنة للأزل لا يتصور إرتفاعه وهي لا موجودة ولا معدومة ولا غذاء لشيء فوجودها عينا وقف على وجود التصوير والعلم بحقائق التصوير وقف على معرفته فقد صح في حقها افتقارها بنسبة ما لما في حقه افتقارها نسبة ما حتى لا يصح الغنى مطلقا إلاّ الله تعالى فإن جعلتها من هذا غذاء أو متغذية كان كل ما دون الحق متغذ وغذاء أمر ينافي وجوده حكمي عقلي قدسي فتحقق هذا السر فإن فيه نفس العالم وسر مبتدئه. وأعلم أن بعض الأغذية شروطه حياته السعادية التي هي نتيجته بشرط كغذاء الجوارح بالعلامات الظاهرة فليس للمتغذي بها بقاء في الحياة السعادية ما لم يصح لها الإيمان لكن لها البقاء الدنياوي بالعصمة في الأموال والدماء فإذ مات هلك ثم غذاء النفوس بالخلقيات فلا يصح بقاؤها منعمة في الحياة المطلوبة إلاّ بها ولكن لا يصح لها على الكمال ما لم يتغذ القلب بالاخلاص والفكر ولا يصح أصل بقاؤه على الكمال بل لا يصح له هذا الغذاء ولا يتصف به ما لم يتغذ الروح بالتوحيد وهو ناقص ما لم يتغذ السر بالتعلق في التوحيد وهو ناقص ما لم يتغذ سر السر بالأدب وجميع ما ذكرناه الإنسان المعبر عنه بالحيوان الناطق المشارك للملك في هذه الحقيقة المفارق له بهذا الهيكل الترابي ولهذا معلوماته أكثر فإن له الحس والمحسوس فإذا تغذى بهذه الأغذية على الكمال صحت له السعادة الأبدية وهو ناقص ما لم يتغذ على الجملة بالإرشاد والهداية والنصح للأغيار وهذا مقام الرسول (ص) والوارث فإذا صح له هذا الغذاء بكمال تلك الأغذية فذلك المذكور المشار إليه بالهمم صاحب الوقت والزمان مصرف الأكوان وموضع النظر ومحل برج الأسرار وسر الأوامر وسر القدر فتمت له السعادة في الدارين والتدبير في العالمين.


uvxYRtKsjkc

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!