موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


موعظة عتبة بن غزوان

وكان من أهل بدر. قال خالد بن عمير: خطب ابن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أم بعد، فإن الدنيا قد أذنت بصرم، وولّت جدا، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يقضي بها صاحبها، وأنتم منقلبون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير م يحضركم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما، م يدرك لها قعرا. والله لتملأن فتعجبتم، والله لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتينّ عليها كغطيط الزحام. ولقد رأيتني وأنا سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى فرحت أشداقنا. وإني التقطت بردة، فشققتها بيني وبين سعد، فاتزر بنصفها، واتزرت بنصفها، فما أصبح منا اليوم أحد حيا إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار. وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا، فإنها لم تكن قطّ نبوّة، إلا تناسخت حتى يكون عاقبتها ملكا، وستبلون أو ستجربون الأمراء بعدنا.

روينا من حديث أحمد بن حنبل، عن شهر بن أسد، عن سليمان بن المغيرة، ثنا حميد يعني ابن هلال، عن خالد بن عمير. وهذا الحديث انفرد بإخراجه مسلم.

وروين من حديث الحميدي، انا أبو محمد بن علي بن أحمد بن سعيد، أخبرنا أبو عبد الله بن ربيع، حدثنا أبو علي إسماعيل بن القاسم، عن أبي بكر بن دريد، عن الحسن بن خضر، عن حماد بن إسحاق الموصلي، قال: سمعت أبي يقول: قال رجل من العجم لملك كان في دهره: أوصيك بأربع خلال ترضي بهن ربك، وتصلح بهن رعيتك: لا يغرّنك المرتقى السهل إذ كان المنحدر وعرا، ولا تعدنّ عدة ليس في نيتك وفاؤها، واعلم أن لله نقمات، فكن على حذر، واعلم أن للأعمال جزاء، فاتّق العواقب.

روينا أن بعض الملوك اتخذ كاتبا مجوسيا، ووزيرا نصرانيا، وحاجبا يهوديا، فأذلوا المسلمين، فوقفت لهم امرأة حسيبة في نازلة فما رفعوها عنها، وأهانوها، فتعرضت للملك يوم ركوبه، فقالت له: أيها الملك، سألتك بالذي أعز المجوسية بكتابك، والنصرانية بوزارتك، واليهودية بحجابتك، وأذل الإسلام بك، إلا ما نظرت في أمري.

فتنبّه الملك، وسأل عن شأنها، وقضى حاجتها، وتاب إلى الله من فعله ذلك، واستعمل في تلك المناصب قوما من المسلمين، وأخرج هؤلائك عنها. فجزاها الله من امرأة عن المسلمين خيرا.

وأخبرنا ناصر الدين بن عبد الله بن عبد الرحمن العطار المصري خبر قدوم هامة الجنيّ على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: حدثنا أبو محمد بن المبارك بن علي بن الحسين بن الطباخ، قال: ثنا السيد بن أبي الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي، قال: حدثني جدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: ثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي، انا أبو ناصر محمد بن حمدويه بن سهل الغازي المروزي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الآملي، قال: ثنا محمد بن أبي معشر، تكلم في ابن أبي معشر، وهو المزني، وقد روى عنه الكبار، قال: أخبرني أبي، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه، قال:

بينم نحن قعود مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل من جبال تهامة إذ أقبل شيخ بيده عصى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه السلام، ثم قال: «نعمت جنّ رعيتهم، من أنت؟» ، قال: أنا هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فما بينك وبين إبليس إلا أبوان، فكم أتى لك من الدهور؟» ، قال: قد أفنيت من الدنيا عمرها إلا قليلا، ليالي قتل قابيل هابيل كنت ابن أعوام، من الثلاثة إلى عشرة لا غير، أفهم الكلام، وآمر بإفساد الطعام، وقطيعة الأرحام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بئس عمل الشيخ المتوسم، والشاب المتلوّم» ، قال: زدني من الترداد، إني تائب إلى الله عز وجل، إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى وأبكاني، وقال: لا جرم، إني على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، قال: قلت: يا نوح، إنني ممن اشترك في دم السعيد الشهيد هابيل بن آدم، فهل تجد لي عند ربك توبة؟ قال: «ي هام، همّ بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة، إني قرأت فيما أنزل الله عز وجل على أنه ما من عبد تاب إلى الله عز وجل بالغ أمره ما بلغ إلا تاب الله عليه، قم و توضأ واسجد لله سجدتين» ، قال: ففعلت من ساعتي ما أمرني به، فناداني: «ارفع رأسك، فقد نزلت توبتك من السماء» ، قال: فخررت لله ساجدا جذلا.

وكنت مع هود في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني.

فقال: ل جرم، إني على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وكنت مع آزر و يعقوب، وكنت مع يوسف بالمكان الأمين، وكنت ألاقي الياس في الأودية، وأنا ألقاه الآن، وإني لقيت موسى بن عمران، فعلّمني من التوراة، وقال: إن لقيت عيسى ابن مريم فأقرئه مني السلام، وقال: إني لقيت عيسى، وقال عيسى: إن لقيت محمدا عليه الصلاة والسلام فأقرئه مني السلام، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه فبكى، ثم قال: «و على عيسى السلام ما دامت الدنيا، وعليك السلام يا هام بأدائك الأمانة» ، قال:

يا رسول الله، افعل بي ما فعل موسى، إنه علّمني من التوراة، فعلّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة، والمرسلات، وعمّ، والتكوير، و المعوذتين، والإخلاص، وقال: «ارفع إلينا حاجتك، ولا تدع زيارتنا» ، قال: فقال عمر: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعد إلينا، فلسنا ندري أحي هو أم ميت؟ قلنا: إذا ثبت إسلام هذا الشيطان فليس يريد قتادة بقوله: إن الشيطان لا يسلم إلا الشيطان الذي هو القرين.

حدثن أبو بكر بن أبي الفتح الحنفي بمكة، ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن يحيى الأنصاري الدمشقي سبط الإمام أبي الفرج الحنبلي، قال: ثنا سعد الخير أبو الحسن محمد بن سهل الأنصاري، حدثنا أبو سعيد محمد بن محمد بن محمد بن مطرز، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا مسعود بن يزيد القطان، ثنا أبو داود، ثنا عبّاد بن يزيد عن موسى بن عقبة القرشي، أن هشام بن العاص، ونعيم بن عبد الله، ورجلا آخر قد سمّاه، بعثوا إلى ملك الروم زمن أبي بكر، وفي حديث شرحبيل بن مسلم الخولاني، عن أبي أمامة الباهلي، عن هشام بن العاص، قال: بعثني أبو بكر الصدّيق ورجلا آخر إلى هرقل صاحب الروم أدعوه إلى الإسلام، فخرجنا حتى قدمنا الغوطة، فنزلنا على جبلة بن الأيهم الغساني.

قال في حديث موسى بن عقبة: فدخلنا على جبلة بن الأيهم وهو بالغوطة، فإذا عليه ثياب سود، و إذا كل شيء حوله أسود، فقال: يا هشام كلّمه. فكلّمه ودعاه إلى الله عز وجل، و قال: ما هذه الثياب السود؟ فقال: لبسته نذرا ولا أنزعها حتى أخرجكم من الشام كلها، قال: فقلنا: فانبذها، أو كلمة تشبهها، فو الله لنأخذها منك حتى نمنعك مجلسك هذا، فو الله لنأخذه منك، ونملك الملك الأعظم إن شاء الله، أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، قال:

فأنتم إذا السّمراء؟ قلنا: نحن السعداء، قال: لستم هم، قلنا: ومن هم؟ قال: هم الذين يصومون النهار ويقومون الليل، قلنا: نحن هم والله، قال: فكيف صلاتكم؟ فوصفنا له صلاتنا، قال: فالله يعلم لقد غشيه سواد حتى صار وجهه كأنه قطعة طابق، ثم قال: قوموا، فأمر بنا إلى الملك، فانطلقنا، فلقينا الرسول بباب المدينة، فقال: إن شئتم أتيتكم ببغال، وإن شئتم أتيتكم ببراذين، فقلنا: لا والله، لا ندخل عليه إلا كم نحن، فأرسل إليه أنهم يأبون، فأرسل أن خلوا سبيلهم، قال: فدخلنا معتمين متقلدي السيوف على الرواحل، فلما كنا بباب الملك إذا هو في غرفة له عالية، فنظر إلينا، قال: فرفعنا رءوسنا، فقلنا: لا إله إلا الله، قال: فالله يعلم لانتفضت الغرفة كلها حتى كأنها عزق نفضته الريح، فأرسل إلينا

أن هذا ليس لكم أن تجهروا بدينكم عليّ، قال: فأرسل إلينا أن ادخلوا فدخلنا، فإذا هو على فراشه إلى السقف، وإذا عليه ثياب حمر، وإذا كل شيء عنده أحمر، وإذا عنده بطاركة الروم.

قال: و إذا هو يريد أن يكلمنا برسول، فقلنا: لا والله لا نكلمه برسول، وإنما بعثنا إلى الملك، فإن كنت تحب أن نكلمك فأذن لنا أن نكلمك. فلما دخلنا عليه ضحك، فإذا هو رجل فصيح بكثير العربية، فقلنا: لا إله إلا الله، فالله يعلم لقد نقض السقف حتى رفع رأسه هو وأصحابه، فقال: ما أعظم هذه الكلمة عندكم، فقلنا: هذه كلمة التوحيد، قال:

التي قلتموها؟ قلنا: نعم، قال: فإذا قلتموها في بلاد عدوكم نقضت سقوفكم؟ قلنا: لا، قال: فإذا قلتموها في بلادكم نقضت سقوفكم؟ قلنا: لا، وما رأيناها فعلت هذا، وما هو إلا لشيء عزّت به. فقال: ما أحسن الصدق، فما تقولون إذا فتحتم المدائن؟ قلنا: نقول:

لا إله إلا الله والله أكبر، قال: تقولون لا إله إلا الله ليس معه شيء، والله أكبر من كل شيء؟ قلنا: نعم. قال: فما منعكم أن تحيوني تحية لنبيكم؟ قلنا: إن تحية نبين لا تحلّ لك، وتحيتك لا تحل لنا فنحيّيك بها. قال: وما تحيتكم؟ قلنا: تحية أهل الجنة. قال: وبها كنتم تحيّون نبيكم؟ قلنا: نعم، قال: وبها كان يحييكم؟ قلنا: نعم. قال: فمن كان يورث منكم؟ قلنا: من كان أقرب قرابة. قال: وكذلك ملوككم؟ قلنا: نعم.

قال: فأمر لنا بنزل كثير، ومنزل حسن، فمكثنا ثلاثا، ثم أرسل إلينا ليلا، فدخلنا عليه و ليس عنده أحد، فاستعاد كلامنا، فأعدنا عليه فإذا عنده شبه الربعة العظيمة مذهبة، و إذا فيها أبواب صغار، ففتح منها بابا، فاستخرج منه خرقة حرير سوداء فيها صورة بيضاء، فإذا رجل طويل أكثر الناس شعرا، قال: أتعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذ آدم.

ثم أعادها وفتح بابا آخر فاستخرج حريرة سوداء فيها صورة بيضاء، فإذا رجل ضخم الرأس عظيم، له شعر كشعر القط، أعظم الناس إليتين، أحمر العينين، قال: أتعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا نوح.

ثم أعادها وفتح بابا آخر واستخرج منه حريرة بيضاء فيها صورة بيضاء، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية كأنه حيّ يبتسم، قال: أتعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا إبراهيم.

ثم أعادها وفتح بابا آخر استخرج منه حريرة سوداء فيها صورة بيضاء، قال: أتعرفون من هذا؟ قلنا: هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال: هذا والله محمد رسول الله، قال: فالله يعلم أنه قام، ثم قعد، وقال: والله إنه لهو. ثم قال: الله بدينكم إنه نبيكم؟ قلنا: الله بديننا إنه نبيّنا كأننا ننظر إليه حيا. قال: أم إنه كان آخر البيوت، ولكنني عجّلته لكم لأنظر ما عندكم.

ثم أعادها وفتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، فإذا صورة أدماء سحماء، وإذا رجل جعد، قطط، غائر العينين، حديد النظر، متراكب الأسنان، مقلص الشفة، كث اللحية، كأنه غضبان، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا موسى. فإذا إلى جانبه صورة تشبهه، إلا أنه مدهان الرأس، عريض الجبين، في عينيه قبل، فقال: هل تعرفون هذا: قلنا: لا، قال: هذا هارون بن عمران.

ثم فتح بابا آخر فاستخرج حريرة بيضاء، فإذا صورة رجل أدم، سبط، ربعة، كأنه غضبان، حسن الوجه، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا لوط.

ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء، فإذا فيها صورة رجل أبيض، مشرّب بحمرة، أقنى الأنف، خفيف العارضين، حسن الوجه، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا إسحاق.

ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء، فإذا فيها صورة رجل تشبه صورة إسحاق، إلا أنه على شفته السفلى خال، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا يعقوب.

ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، فيها صورة رجل أبيض، حسن الوجه، أقنى الأنف، حسن القامة، يعلو وجهه النور، يعرف في وجهه الخشوع، يضرب إلى الحمرة، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا إسماعيل جدّ نبيكم.

ثم فتح بابا آخر واستخرج حريرة بيضاء، فيها صورة كأنها صورة آدم، كأن وجهه الشمس، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا يوسف.

ثم فتح بابا آخر فاستخرج حريرة بيضاء، فيها صورة رجل أحمر، خميص الساقين، أخفش العينين، ضخم البطن، ربعة، أشبه الخلق بامرأة عجوز، متقلدا سيفا، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا داود.

ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء، فإذا فيها رجل ضخم الأليتين، طويل الرجلين، راكب على فرس طويل الرجلين، قصير الظهر، كل شيء منه جناح تحت الريح، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا سليمان بن داود.

ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة أو خرقة سوداء فيها صورة بيضاء، وإذا رجل شاب شديد سواد اللحية، يعلوه صفرة، صلت الجبين، حسن اللحية، كثير الشعر، حسن الوجه، حسن العينين يشبهه كل شيء منه، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا عيسى ابن مريم.

ثم أعادها، وأمر بالربعة فرفعت، قلنا: من أين لك هذه الصور؟ لأنّا نعلم أنها على م صوّرت عليه الأنبياء عليهم السلام، لأنّا رأينا صورة نبينا عليه الصلاة والسلام مثله؟ فقال: إن آدم سأل ربه عز وجل أن يريه الأنبياء من أولاده فأخرج له صورهم في خرق حرير من الجنة، وكانت في خزانة آدم عند غروب الشمس، فاستخرجها ذو القرنين من مغرب الشمس، فلما كان دانيال صوّرها هذه الصور فهي بأعيانها، فو الله لو تطيب نفسي الخروج عن ملكي ما باليت أن أكون عبدا لأسدكم بمكة، ولكني عسى أن تطيب نفسي.

ثم أجازنا وأحسن جائزتنا وسرّحنا، فلما أتينا أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه، حدّثناه بما رأيناه، وما قال لنا، وما أدنانا، فبكى أبو بكر، وقال: مسكين، لو أراد الله به خيرا لفعل.

ثم قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم واليهود يجدون نعت محمد صلى الله عليه وسلم عندهم في التوراة والإنجيل، وقد جمعت في سياق الحديث بين الروايتين، و إن رواية شرحبيل حدثنا بها عبد الوهاب بن علي ببغداد، عن محمد بن ضياعة، عن أحمد بن الحسين، عن أبي عبد الله الحافظ، كتب إليه أن أبا محمد عبد الله إسحاق البغوي أخبرهم، قال: حدثنا إبراهيم بن هيثم البلدي، قال: حدثنا عبد العزيز بن الوليد بن مسلم بن إدريس، قال: ثنا عبد الله بن إدريس بن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، عن هشام بن العاص الأموي، ثنا أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن الفضل الفزاري، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، عن أبي عبد الله الحافظ، قال: حدثني أبو العباس أحمد بن سعيد البغدادي ببخارى، قال: ثنا عبد الله بن محمود، قال: أنبأنا عبدان بن سنان، قال:

حدثني العباس القزويني الطالقاني كتابة، عن أبي عبد الله الحافظ، قال: حدثني أحمد بن عبد الله البرقي، قال: ثنا يزيد بن يزيد اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا منزلا فإذا رجل في واد يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور المثاب لها، قال: فأشرفت على الوادي، فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع، فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأين هو؟ قلت: هو يسمع كلامك، قال: فائته فأقرئه السلام وقل له أخوك الياس يقرئك السلام، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فجاءه حتى لقيه وعانقه وسلم عليه، ثم قعدا يتحدثان، فقال له: يا رسول الله، إني ما آكل في السنة إلا يومان، وهذا يوم فطري، فآكل أنا وأنت، فنزلت عليهما مائدة من السماء، خبزا وحوتا وكرفس، فأكلا وأطعماني، فصلينا العصر، ثم ودّعه، ثم رأيته مرّ في السحاب نحو السماء.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!