---

حديث حسن مرويّ عن الحسن

روينا من حديث ابن ثابت قال: نبأ إبراهيم بن مخلد بن جعفر القاضي، نبأ محمد بن أحمد بن إبراهيم الحلبي، نبأ محمد بن يونس، نبأ مكي بن قمير العجلي، نبأ جعفر بن سليمان، عن سعيد بن طريف، عن الأصبع بن نباتة، قال:

دخلنا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه على الحسن نعوده، فقال له علي: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ فقال: أصبحت بحمد الله بارئا. قال: كذلك أنت إن شاء الله.

ثم قال الحسن: أسندوني، فأسنده علي إلى صدره. فقال الحسن: سمعت جدي صلى الله عليه وسلم و قال لي يوما:

«ي بنيّ، عليك بالقناعة تكن من أغنى الناس، وأدّ الفرائض تكن من أعبد الناس، . ي بنيّ، إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى، توقى بأهل البلاء يوم القيامة، فل ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، ويصب عليهم الأجر صبا» . وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّما يُوَفَّى اَلصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ .

ومم قيل في إفراط المحبة:

بلغ الهوى من قلبي المجهودا والحب أخلقني وكنت جديدا

يا عاذلي لو ذقت من ألم الهوى لوجدته صعبا عليك شديد

كما قال الآخر:

ما للهوى أخذ الهوى بدمي تحكم الحب في روحي وفي بدني

ما حل للحب أن الحب أعدمني صبري وحرم أجفاني على الوسن

قال مجنون بني عامر:

وشغلت عن فهم الحديث سوى ما كان منك وحبكم شغلي

وأديم لحظ محدثي ليرى أن قد فهمت وعندكم عقلي

وكما قال الضحّاك:

يقولون مجنون بسمراء مولع ألا حبذا جنّ بها وولوع

وكيف أطيع العاذلات وحبها يؤرّقني والعاذلات هجوع

وإني لأخفي حبّ سمراء منهم ويعلم قلبي أنه سيشيع

وكما قال أحمد بن طاهر:

جنون الهوى فوق الجنون ولا يرى هوى عاقل إلا كآخر جاهل

يزين للمعشوق ما هو فاعل ويغوي إذا ما لجّ في العذل عاذل

وكما قال الآخر:

محب بكت عيناه من حب قاتل فيا قاتلا يبكي عليه قتيل

خليلي جفاني كان روحي لروحه خليلا وهل يجفو الخليل خليل

وكما قال الآخر:

ونفس كان الهوى مولع بها ليس بقصد إلا لها

أعللها بالمنى تارة وطورا أصانع عذّاله

ولنا في النظاميات:

أغيب فيفنى الشوق نفسي فألتقي فلا أشتفي فالشوق غيبا ومحضرا

ويحدث لي لقياه ما لم أظنه مكان الشفا داء من الوجد آخر

لأني أرى شخصا يزيد جماله إذا ما التقينا نصرة وتكبّر

فلا بدّ من وجد يكون مقارنا لما زاد من حسن نظاما محرّر