موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


قال أبو حازم

طالبة و مطلوبة: طالب الدنيا يطلبه الموت حتى يخرجه، وطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى توفيه رزقه.

روينا عن الحسن البصري أنه قال: بينما أنا أطوف إذ أنا بعجوز متعبدة، فقلت: من أنت؟ قالت: من بنات ملوك غسان. قال: فمن أين طعامك؟ قالت: إذا كان آخر النهار جاءتني امرأة مزيّنة فتضع بين يديّ كوزا من ماء ورغيفين. قلت لها: أتعرفينها؟ قالت:

اللهم لا. قلت لها: هي الدنيا، خدمت ربك عز ذكره، فبعثها إليك لتخدمك.

وحدثني بعض العارفين، عن الشيخ العارف الكبير أبي عبد الله الغزالي الذي كان بالمرية من أقران أبي مدين، وأبي عبد الله الهواري، وأبي يعزى، وأبي شعيب السارية، وأبي الفضل السكري، وأبي النجار، وتلك الطبقة. قال أبو عبد الله: كان يحضر مجلس شيخنا أبي العباس بن العريف الصنهاجي-و هو آخر من ظهر من المؤدبين في هذه الطريقة-رجل لا يتكلم، فإذا فرغ الشيخ خرج. فوقع في قلبي منه شيء أحببت أن أعرفه و أعرف موضعه، وتبعته عشية يوم بعد انفصالنا من مجلس الشيخ من حيث لا يشعر بي.

فلما كان في بعض سكك المدينة، يعني المرية، وإذا بشخص قد تلقّاه من الهواء، وانقضّ عليه انقضاض الطائر، بيده رغيف حسن، فتناوله منه، وانصرف عنه، فجذبته من خلفه وقلت له: السلام عليك، فعرفني فردّ السلام، فقلت له: من هذا الشخص عافاك الله الذي ناولك الرغيف؟ فتوقف، فأقسمت عليه، فقال: يا هذا، هذا ملك الأرزاق يأتيني كل يوم بما قدّر لي من الرزق حيث كنت من أرضى ربي.

ومرّ زياد بن أمية مع أبيه بالحيرة، فنظر إلى دير، فقال لخادمه: لمن هذا؟ فقال:

دير حرقة بنت النعمان بن المنذر، فقال: ميلوا بنا إليه لنسمع كلامها. فجاءت، فوقفت خلف الباب، فكلّمها الخادم، فقال لها: كلّمي الأمير. قالت: أوجز أم أطيل؟ قال: بل أوجزي. قالت: كنا أهل بيت طلعت الشمس علينا، وما على الأرض أحد أعزّ منا، فما

غابت تلك الشمس حتى رحمنا عدوّنا. قال: فأمر لها بأوساق من شعير، فقالت: أطعمتك يد شبعاء جاعت، ولا أطعمتك يد جوعاء شبعت. فسرّ زياد بكلامها. فقال لشاعر معه:

قيّد هذ الكلام، لا يدرس. فقال:

سل الخير أهل الخير قدما ولا تسل فتى ذاق طعم الخير منذ قريب

قيل للخنساء: صفي لنا صخرا. قالت: كان قطر السّنة الغبراء، ودعاف الكتيبة الحمراء.

قيل: فمعاوية؟ قالت: كان حيا الجدب إذا نزل، وقرى الضيف إذا حلّ. قيل:

فأيهم كان عليك أحنى؟ قالت: أما صخر فسقام الجسد، وأما معاوية فجمرة الكبد، وأنشدت:

أسدان محمرّا المخالب نجدة غيثان في الزمن الغضوب الأعسر

قمران في النادي رفيعا محتد في المجد فرعا سؤدد متخيّر

عرض رجل بليلى الأخيليّة من قومها، فقال:

أل حيّيا ليلى وقولا لها هلا فقد ركبت طرفا أغرّ محجّلا

فأجابته:

تعيّرني داء بأمّك مثله وأي جواد لا يقال له هلا

روى لنا أبو عبد الله محمد بن زرقون أن ليلى الأخيلية دخلت يوما على عبد الملك بن مروان، فقال لها: يا ليلى، هل بقي في قلبك من حب ثوبة فتى الفتيان شيء؟ قالت: ي أمير المؤمنين، وكيف أنساه وهو الذي يقول:

ولو أن ليلى في ذرى متمنّع بنجران لالتفّت على قصورها

حمامة يطن الواديين ترنمي سقاك من الغرّ الغوادي مطيره

أبيني لنا لا زال ريشك ناعما وبيضك في خضراء غض نضيره

تقول رجال لا يضرّك نأيها بلى كل ما شفّ النفوس يضيرها

يذهب ريعان الشباب ولم أزر كواعب في همدان بيض نحوره

قال: عمرك الله أن تذكريه.

روينا عن بعض الأدباء ببلادنا أن غانمة بنت عامر بلغها في زمان معاوية ثلب بني أمية بني هاشم وهي بمكة، فقالت لأهل مكة:

أيه الناس، إن بني هاشم سادت فجادت، وملكت وملكت، وفصلت وفصلت،

و اصطفت واصطفيت، ليس فيها كدر عيب، ولا أقلّ ريب، ولا خسروا طاغين، ولا خازين، و لا نادمين، ولا من المغضوب عليهم، ولا الضالّين.

إن بني هاشم أطول الناس باعا، وأمجد الناس أصلا، وأعظم الناس حلما، وأكثر الناس علما و عطاء.

منّا عبد مناف الذي يقول الشاعر فيه:

كانت قريش بيضة فتفلّقت فالمخّ خالصها لعبد مناف

وولده هاشم الذي هشم الثريد لقومه، وفيه يقول الشاعر:

عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف

ومنّا عبد المطلب الذي سقينا به الغيث، وفيه يقول الشاعر:

ونحن سنيّ المحل قام شفيعنا بمكة يدعو المياه تفور

ومنّا ابنه أبو طالب عظيم قريش وسيّدها، وفيه يقول الشاعر:

أتيته ملكا فقام بحاجتي

ومنّا العباس بن عبد المطلب، أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه ماله، وفيه يقول الشاعر:

رديف رسول الله لم تر مثله ولا مثله حتى القيامة يولد

ومنّا حمزة سيّد الشهداء، وفيه يقول الشاعر:

أبا يعلى بك الأركان هدّت وأنت الماجد البرّ الوصول

ومنّا جعفر ذو الجناحين، أحسن الناس جمالا، وأكملهم كمالا، ليس بغدّار، ول جبّار، بدّله الله بكلتا يديه جناحا يطير به في الجنة، وفيه يقول الشاعر:

هاتو كجعفرنا ومثل عليّنا إنّا أعزّ الناس عند الخالق

ومنّا أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفرس بني هاشم، وأكرم من احتفى و انتعل، وفيه يقول الشاعر:

عليّ ألّف الفرقان صحفا ووالى المصطفى طفلا صبيّا

ومنّا الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم سيّد شباب أهل الجنة، و فيه يقول الشاعر:

يا أجلّ الأنام يا ابن الوصيّ أنت سبط النبي وابن عليّ

ومنّا الحسين بن علي، حمله جبريل عليه السلام على عاتقه، وكفى بذلك فخرا، وفيه يقول الشاعر:

ح‍ بّ الحسين ذخيرة لمجنّة يا ربّ فاحشرني غدا في حزبه

يا معشر قريش، إني والله آتية معاوية، وقائلة له في بني أمية ما يعرق منه.

فتوجهت، فلما سمع بقدومها أمر بدار الضيافة، فنظّفت، وألقى فيها فرش، فلما قربت من المدينة استقبلها يزيد في حشمه ومماليكه، فلما دخلت المدينة أنت دارا فيها عمرو بن غانم. فقال لها يزيد: إن أبا عبد الرحمن يأمرك أن تنتقلي إلى دار ضيافته، و كانت لا تعرفه، فقالت: من أنت كلاك الله؟ قال: أنا يزيد بن معاوية. قالت: لا رعاك الله يا ناقص، لست بزائد، فتغيّر لون يزيد، وأتى أباه فأخبره، فقال: هي أسنّ قريش، وأعظمهم حلما. قال يزيد: كم تعدّ لها؟ قال: كانت تعدّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة عام، وهي من بقية الكرام.

فلما كان من الغد أتاها معاوية فسلّم عليها، فقال: على أمير المؤمنين السلام، وعلى الكافرين الهوان والملام، ثم قالت: أفيكم عمرو بن العاص؟ قال عمرو: ها أنذا، فأسمعته ما يكره، وأسمعت معاوية كذلك. فقال معاوية: أيتها الكبيرة، أنا كافّ عن بني هاشم. قالت: فإني أكتب عليك كتابا، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه أن يستجيب خمس دعوات، فلئن لم تنته جعلتها كلها فيك. فخاف معاوية، فحلف أن لا يعود لمثل ما بلغها أبدا. فهذا آخر ما كان بين معاوية وبين بني هاشم من المفاخرة.

حدثن أبو جعفر بن يحيى قال: لما استوثق أمر العراق لعبد الله بن الزبير، وجّه إليه مصعب وفدا، فلما قدموا عليه قال: وددت أن لي بكل خمسة منكم رجلا من أهل الشام، فقال رجل من أهل العراق: يا أمير المؤمنين، علقناك، وعلقت بأهل الشام، وعلق أهل الشام إلى مروان، فما أعرف لنا مثلا إلا قول الأعشى:

علقته عرضا وعلقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل

فما وجدنا جوابا أحسن من هذا. ينظر أيضا إلى هذا قول الآخر:

جننت بليلى وهي جنّت بغيرنا وأخرى بنا مجنونة لا نريدها

وروينا من حديث ابن مروان قال: نبأ الحربي قال: أوصى بعض أهل العلم ابنه، وكانت له حظوة من السلطان:

يا بني، إياك أن تلبس من الثياب ما يديم النظر إليك، وعليك بالبياض الناعم، واجتنب الوشي، قلما يلبسه إلا ملك أو غني، وإياك أن يجد منك أحد خلوقا، وعليك بالزنجبيل و اللبان، فإنه يطيب خلوف فمك، ويصبح عليك بدنك، ويحدّ لك ذهنك، وإياك وحاشية الملوك أن تتعرض لهم، فإنهم يرضيهم منك اليسير ما لم يروا منك تحاملا

لبعض على بعض، وكن من العامة قريبا يكثر دعاؤهم لك، ولا تنسب إلى دناءة، فإنك ل تستقيلها، والسلام.

حدثن أحمد بن يحيى بقرطبة قال: اجتمع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر، وعمرو بن أهتم، فذكر عمرو الزبرقان قال:

بأبي أنت و أمي يا رسول الله، إنه لمطعام، جواد الكف، مطاع في أدانيه، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره. فقال الزبرقان:

بأبي و أمي يا رسول الله، إنه ليعرف مني أكثر من هذا، ولكنه يحسدني. فقال عمرو:

والله يا نبيّ الله إن هذا لذ المروءة، ضيق العطن، لئيم العم، أحمق الخال، والله ي نبي الله ما كذبت في الأول، ولقد صدقت في الآخر. رضيت فقلت بأحسن ما أعلم، و سخطت فقلت بأسوإ ما أعلم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكما» .

قال قسام بن زهير:

يا معشر الناس، إن كلامكم أكثر من صمتكم، فاستعينوا على الكلام بالصمت وعلى الصواب بالفكرة.

يقال: ينبغي للعاقل أن يحفظ لسانه كما يحفظ موضع قدمه. ومن لم يحفظ لسانه فقد سلّطه على هلاكه.

قال الشاعر:

عليك حفظ اللسان مجتهدا فإن جلّ الهلاك في زلله

وأنشدنا أبو بكر بن خلف اللخمي في مجلسه:

يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرّجل

ولأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه في ذلك:

أحزن لسانك أن تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق

كان عندنا شاب صالح، سأل أباه أن يتركه يمشي إلى خدمة أبي مدين بجباية، ونحن بإشبيلية، فأبى عليه والده، وكان له أخ صغير، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم و هو يقول لأبيه: «دع محمدا يمشي حيث سأل، فإني سأبشره بالساحل» . فقصّ عليه وعلى أبيه، فدعا بولده السائل وخلاّه لوجهه، فأخذ الولد يبكي، فقلت له: ما أبكاك مع هذه البشارة؟ فقال:

أخاف من قوله تعالى: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ . فقلت: لا جزاك الله عن نفسك خيرا، ولا عن جهلك في تأويلك، هو ما قلت. وسافر عنّا، فلحق بأبي مدين، فأكرمه مدة، ثم هجره، وطرده من عنده، فلما كان بعد عشر سنين، اجتمعت به بمنزلة بإشبيلية، وقد بدّل الله حالة الموافقة منه بالمخالفة، والطاعة بالمعصية، و الإيمان بالزندقة، ففارقته، وخرج ما عبر به رؤيا أخيه. فنسأل الله العافية من كلمة تؤدي إلى الهلكة في دين أو دنيا.

و لبعضهم:

وجرح السيف تأسوه فيبرا وجرح الدهر ما جرح اللسان

جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان

حدّث محمد بن قاسم رواية قال:

تكلم أربعة من الملوك بأربع كلمات، كأنما رميت عن قوس واحدة.

قال كسرى: أنا على ردّ ما لم أقل أقدر مني على ردّ ما قلت.

وقال ملك الهند: إذا تكلمت بكلمة ملكتني وكنت أملكها.

وقال قيصر: لم أندم على ما لم أقل وقد ندمت على ما قلت.

وقال ملك الصين: عاقبة ما قد جرى به القول أشد من الندم على ترك القول.

ولبعضهم في المعنى:

لعمرك م شيء علمت مكانه أحق بسجن من لسان مدلل

على فيك مما ليس يعنيك قوله بقفل شديد حيث ما كنت أقفل

روينا من حديث المالكي قال: حدثنا أبو صالح، نبأ علي بن حجر، قال بعض الحكماء: من طاب ريحه زاد عقله، ومن نظفت ثيابه قلّ همّه.

روينا من حديث ابن أبي الدنيا، نبأ محمد بن الحارث، عن المدائني قال: قالت عائشة رضي الله عنها: خلال المكارم عشرة، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد ول تكون في سيّده.

صدق الحديث، وصدق الناس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، والتذمم للجار و الصاحب، وصلة الرحم، وقري الضيف، وأداء الأمانة، ورأسهن الحياء.

وقال بعضهم: كتمان سرّك يعقبك السلامة، وإفشاؤك سرك يعقبك الندامة، والصبر على كتمان السر أيسر من الندم على إفشائه.

و في الحكمة: ما أقبح بالإنسان أن يخاف على ما كان في يده اللصوص فيخفيه، ويمكّن عدوّه من نفسه بإظهار ما في قلبه من سرّ نفسه أو سرّ أخيه.

قال معاوية رضي الله عنه: ما أفشيت سرّي إلى أحد إلا أعقبني طول الندامة وشدة الأسف، و لا أودعته جوانح صدري فحكّمته بين أضلاعي إلا أكسبني مجدا وذكرا وثناء ورفعة. فقيل: ولا ابن العاص؟ فقال: ولا ابن العاص.

وكان يقول: ما كنت كاتمه عن عدوّك فلا تظهر عليه صديقك. يريد، والله أعلم، ما سمعت أبا بكر بن خلف بن مناف أستاذنا ينشده في مجلسه مرارا. وفي وصيته أبياتا ويقول:

احذر عدوّك مرة واحذر صديقك ألف مرة

فلربما هجر الصدي‍ ق فكان أعلم بالمضرّة

في الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كتم سرّه كانت الخيرة في يده، ومن عرّض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن. وضع أمر أخيك على أحسنه، و لا تظنن بكلمة خرجت منه سوءا. وما كافأت من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله جلّ اسمه فيه. وعليك بإخوان الصدق فإنهم زينة عند الرخاء، عصمة عند البلاء» .

روينا من حديث الدينوري عن الأصمعي، على ما حدّث عنه الرياشي، قال: كان يقول أبا الأسود: العمامة جنة في الحرب، ومكنّة في الحر والقر، وزيادة في القامة.

أنشدني بعض الأدباء، وكان إلى جانبه من يحبّه، فعبته بعض الحاضرين فيه بما لم يحسن وجهه عند العاتب. فالتفت إلى المحب، فقال وهو يسمعه:

رأى وجه من أهوى عدوي فقال لي أجلّك عن وجه أراه كريها

فقلت له وجه الحبيب مراءة وأنت ترى تمثال وجهك فيه

وذلك بقرطبة، وكان الحبيب سعيد بن كرز، والمحب أبو بكر الزهري.

وأنشدن بعض الأدباء مما أنشده المازني لبعضهم:

لئن كنت محتاجا إلى العلم إنني إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج

ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ولي فرس للجهل بالجهل مسرج

فمن شاء تقويمي فإني مقوّم ومن شاء تعويجي فإني معوّج

وما كنت أرضى الجهل خدنا ولا أخا ولكنني أرضى به حين أحوج

ألا ربما ضاق الفضاء بأهله وأمكن من بين الأسنّة مخرج

روين من حديث ابن ودعان، قال: نبأ أبو عبد الله الصيرفي، عن محمد بن القاسم، عن أبي منصور، عن الحجبي، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك، قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا معشر المسلمين، شمّروا فإن الأمر جد، و تأهبوا فإن الرحيل قريب، وتزوّدوا فإن السفر بعيد، وخفّفوا أثقالكم فإن وراءكم عقبة كئود لا يقطعها إلا المخفّون. أيها الناس، إن بين يدي الساعة أمورا شدادا، و أهوالا عظاما، وزمانا صعبا، يتملك فيه الظّلمة، ويتصدر فيه الفسقة، فيضطهد الآمرون بالمعروف، ويضام الناهون عن المنكر. فأعدوا لذلك الإيمان، وعضّوا عليه بالنواجذ، والجأوا إلى العمل الصالح، وأكرهوا عليه النفوس، واصبروا على الضرّاء، تقضوا إلى النعيم الدائم» .

أنشد الحطيئة عمر رضي الله عنه، وكعب الأحبار عنده، فقال:

من يفعل الخير لا يعدم جوائزه لا يذهب العرف بين الله والناس

فقال كعب: يا أمير المؤمنين، هذا الذي قاله مكتوب في التوراة. فقال عمر: كيف ذلك؟ قال: في التوراة مكتوب: من يصنع الخير لا يضيع عندي، ولا يذهب بيني وبين عبدي.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!