موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


372. الموقف الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة

سأل بعضهم عن مسألة الرؤيا، وأنها أشكلت عليه من جهة التفرقة بين الرؤيا الصالحة والحلم. لأن الوارد أن الصالحة من الله وأن الحلم من الشيطان، ولم يظهر له هذه النسبة لأن العالم في النوم لا تفاوت بينهم. فإن كان بالنسبة إلى صلاح الرائي وعدمه فكثير من أهل الصلاح يرون في منامهم أشياء ظاهرها الحلم، وإن كان غير ذلك. وإن إنكار الرؤيا الذي حكاه في المواقف عن جمهور المتكلمين بقولهم: إنه خيالات هل يكفرون بذلك أم لا؟

فأجبته: الحمد لله وحده، والعلم عنده. ليعلم أن إدراك أمر الرؤيا صعب على العقل من حيث ذاته وآلاته التي يقتنص بها العلوم، لا من حيث استعداده وقبوله، فهو يدرك ما هو أعظم من أمر الرؤيا، كالتجليات الإلهية مع غموضتها ولطفها. ولا يدرك أمر الرؤيا إلاّ من علم الخيال المطلق والخيال المقيد، وعلم ذلك ركن من أركان الله العلم بالله تعالى . فنقول على جهة الإيماء والاختصار: إن الخيال المقيد مرتبة من مراتب الشعور تلّطف الكثيف المقيّد وتكثّف اللطيف المقيّد، والرؤيا المنامية شعبة منه. والحق تعالى جعل في عين الإنسان وفي سائر قواه نورين: نور يدرك به المحسوسات، وقد يدرك بعض المتخيلات يقظة، كما للأنبياء وبعض الأولياء وهي المسائل الثلاث التي يجتمع فيها النبيُّ والوليُّ، ومناماً وغيبة وفناء لغيرهم، ونور يدرك به المتخيّلات، أما في النوم أو حالة الغيبة عن المحسوسات، أو في حالة الفناء، أو في اليقظة، كما للأنبياء والأولياء. وكلا الإدراكين في العين ولا يقدر الإنسان أن يفرق بينهما إلا إذا كان من الكمل. وقد جعل الحق تعالى برزخاً بين عالم المعاني المجردة عن المواد وبين الأجسام المادية وهوالمسمى بالخيال المطلق وبالبرزخ، وهو حضرة ذاتية معقولة، إذا تنزلت المعاني المجردة عن المواد إليه تصورت بالصور المادية، كما تصور العلم باللبن والقيد بالثبات في الدين، وفي هذه الحضرة الخيالية لك شيء من المعاني والأجسام المادية صورة روحانية خيالية لا تقبل التجزي ولا الخرق والالتئام، مثل الصور التي في أذهاننا، فإذا نام الإنسان وغاب عن المحسوسات بسبب شيء مما قدمناه. وأراد الحق تعالى أن يريه شيئاً أمر الملك الموكل بالمرائي بإفاضة ذلك وكشفه للروح الإنساني في حضرة الخيال المقيد، إم بواسطة الشيطان، وهو إلقاء مافيه تحزين، وإما بواسطة النفس وهي الرؤيا التي فيه حديث النفس، أو بواسطة الملك، وهي البشرى المنسوبة إلى الله تعالى وقد وردت التفرقة بين هذه الثلاث فيما رواه الترمذي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم حديثاً)).

ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوّة. الرؤيا ثلاث: «فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا من تحزين الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه. فإذا رآى أحدكم ما يكره فليقم ولينتقل ولا يحدث به الناس». فبين صلى الله عليه وسلم أن التي من الله هي الرؤيا التي فيها بشرى، كأن يعمل الرائي عمل برّ، فيرى ما يحثه على الزيادة منه وملازمته، أو يكون عمل سوء فيرى ما يحذره منه ويخوفه سوء عاقبة ذلك الفعل. وبالجملة أن يرى كل ما ينتفع به في معاده ومعاشه. والتي هي من الشيطان هي أن يرى ما يورثه هماً وحزناً وغماً، وقد يكون ذلك وقد لا يكون، ولهذ لا تضره إذا لم يحدث بها أحدا، وهنا سر تركناه. وَبَيَّنَ صلى الله عليه وسلم دواء هذا التخزين والتمريض الشيطاني، وهو أن يقوم ويتفل عن يساره ثلاثاً ويستعيذ بالله من شرّها فإنها لا تضره، كما ورد في عدة أحاديث. وهذا كما يوسوس الشيطان للإنسان في يقظته ويلقي إليه أشياء توجب له غماً وحزناً. وقد لا تكون أبداً، لأن الشيطان عدو للإنسان يريد إدخال الضرر عليه يقظة ونوماً. ونسبة هذا القسم إلى الشيطان لكونه بواسطته وإلا فالكل من الله تعالى كما انقسمت الخواطر إلى رباني وملكي وشيطاني ونفساني، والكل من الله، كما قال:﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾[الشمس:91/8].

لأجل الواسطة وللأدب مع الحق تعالى في نسبة الخيرات، ونسبة الشرور إلى الوسائط من المخلوقات.

وقولكم: العالم لا تفاوت في النوم بينهم، بل بينهم تفاوت عظيم كما هو في اليقظة، فإن النوم أخو الموت، قال تعالى: ﴿{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾[الزمر:39/42].

وورد في الحديث: ((يموت المرء على ماعاش عليه)).

فليس نوم من غالب أوقات يقظته يقظة وحضوراً مع الله تعالى ومراقبته للشارع في حركاته وسكناته وكلامه وصحته كنوم من غالب أوقات يقظته غفلة عن الله تعالى ولهوا وهذيانا واشتغالا بالخلق عن الخالق. فإن الأول إذا نام على ما كان عليه في غالب يقظته، فلا تكون رؤياه غالباً إلا من الله تعالى لأنه إما معصوم كالنبي أو محفوظ كالولي أومعتنى به كخواص صلحاء المؤمنين، إذ ليس للشيطان سلطان على عباد الله المخلصين في يقظتهم، فكذلك في نومهم. وإن كانت رؤياه حديث نفس ممّ كان عليه في يقظته مع الله أو مع أحكامه، فإن حصل لهذا تخزين من الشيطان في رؤياه فهو نادر، والنادر لا اعتداد به ولا اعتبار له، ويكون ذلك ابتلاء يعود عليه بالخير، كما إذا وسوس له في يقظته فإنه من الذين:﴿ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾[الأعراف:7/201].

أو يكون ذلك ليس تحزينا في نفس الأمر ولكن الخطأ في التعبير.

والثاني إذا نام نام على ما كان عليه في يقظته فلا تكون رؤياه إلاّ من تلاعب الشيطان أو من حديث النفس مما كان عليه في يقظته، فإذا حصلت له رؤيا من الله ـ تعالى نادراً فإما أن يكون ممن سبقت له العناية الإلهية، وقد انتهت مدت قطيعته وتلاعب الشيطان به. وإما أن يكون لتلك الرؤيا تعلق بعيد من عباد الله الصالحين. قال البخاري رضي الله عنه باب رؤيا أهل الشرك والسجون، وساق ما ورد في قصة يوسف عليه السلام مع العزيزي، يشير أن أهل الشرك والفسق قد تصدق رؤياهم نادراً. قال بعض سادات القوم - رضوان الله عليهم -: لا تصدق رؤيا المشرك ومن في معناه من أهل الفسق إلا إذا تعلق بها حق لمؤمن. فليست رؤيا مطلق المسلم كرؤيا المسلم الصالح. وقد ورد في روايات: «الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح»، فالمسلم المطلق محمول على المسلم المقيد، ولا بدّ وقد تقدم في الحديث: «أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا».

وأما ما حكى عن جمهور المتلكمين من أن النوم يضاد الإدراك، وأن الرؤي خيالات باطلة، فهذا القول مستبعد جداً صدوره من مؤمن بكتاب الله وسنة رسوله، كيف مع شهادة الكتاب والسنة بصحة الرؤيا. ولو كشف الله تعالى لهذا القائل عن الخيال المطلق والمقيد لعلم أن إدراك الخيال أصح من إدراك الحس، لأن الحس له غلطات كما قيل، والخيال لا غلط في إدراكه أصلا وإنما الغلط في التعبير. وإن صح هذا القول عن أحد من العقلاء فمراده أن ما يتخيّله النائم إدراكاً بالبصر رؤية وكون م يتخيله إدراكاً بالسمع سمعاً باطلاً، ولا ينافي هذا حقيقته بمعنى كونه إمارة لبعض الأشياء، لذلك الشيء نفسه أو ما يضاهيه ويحاكيه، وإلا فإنكار الرؤيا للضرورة الطبيعية، فإنّ كل إنسان من مؤمن وكافر ومطيع وعاص يجدها من نفسه.

مرائي للمؤلف

1- كنت أسلم على بعض النصارى مواراة لهم أقول: «السلام عليكم». وأزيد «يا ملائكة ربّي». قصدي بالسلام الملائكة الذين معهم، فرأيت سيدنا الشيخ محي الدين فقال لي: إنك تسلم على فلان، وسمّى لي واحداً منهم كالكاره لذلك، فأردت أن أقول له : إن بعض الأئمة رخص في ذلك، ثم تأدّبت وسكت، ثم دعا بجوز غير مقشور من الجوز الذي قشره هش فأكل فأكلت معه.

2- رأيت شخصاً مجذوباً ناولني ورقة ففتحتها فإذا خطها مغربي وفيها أن عبد القادر الجيلالي قال إنك يعنيني من الأبدال أو أحد الأبدال، وكنت بشّرت بهذ من قبل، فأقول: إن كان من عند الله يمضه.

3- قيل لي: لم تكره الموت؟ فقلت: خوفاً ممّا بعده! فقيل لي: إيمانك به أمّنك منه، ثم ألقى عليّ:﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾[طه:20/45-46].

4- رأيت والدي - رحمه الله- في المنام أمرني بقراءة القرآن عليه، فابتدأت من أول البقرة ومازلت أقرأ إلى أن وصلت إلى :﴿ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾[الفجر:39/ 28- 29-30].

فأشار إليّ: حسبك، وقال:عنّي، وقمت أنا لصلاة الليل في الرؤيا وكأني أفقت من النوم، وجعلت أتأمل في تعبير الرؤيا، فجعلت الرؤيا لوالدي، وقلت في تفسيرها: إن والدي بقى له من عمره بعدد السور الباقين من الختمة، ثم حضر عندي والدي في تلك الرؤيا فقلت له: من العجب أنه لا يوجد معبّر يعبر هذه الرؤيا. ثم أفقت والله أعلم.

5- رأيت والدتي تتحدّث مع خالي، ابن آمنة - رحمهما الله - فقالت له: تعنيني أنه بشر بالقطبانية أو البدلية ولكن ما ناداه الحق تعالى بذلك، فقال لها: هل أصبح طاهرا؟ فقالت له: وصلّى من الليل أيضاً، فقال لها: نداء الحق تعالى ـ ليس بشرط، ولو رأى رؤية فهي كافية، والله أعلم.

6- رأيت في المنام قبل القيام بالتهجد الشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله عنه وكأنه يدرس لنا درساً في التصوف ليلا، فغلبني النوم ونمت، فأفقت في الوقت المختار للصبح فوجدت الشيخ عبد الغني صلّى الصبح مع أولئك الجماعة، فتوضأت وصليت الصبح، وجلسنا، فجاء الشيخ للجماعة وقال لهم: أعيدوا صلاتكم فإننا صلينا قبل الوقت!

7- رأيت كأني أطوف بالكعبة، وما هي الكعبة التي أعرفها، فطفت أربعة أشواط، ثم أقيمت الصلاة وأظنها صلاة المغرب.

8- رأيت كأن قارئاً يقرأ صحيح البخاري في أبواب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي القارئ: كيف فعلت أنت فيها لم وليت؟ فقلت له: أنا ما قبضتها، ولكن اسأل عمر بن عبد العزيز عنها، وعمر مقابل لنا في المسجد وهو في صحته، وجبل أحد مقابل لنا في ذلك المجلس، وكان اليوم عيدا وجمعة، فدخلت المسجد للصلاة فقام لي جماعة فقلت لهم: لا تقوموا ولكن افسحوا لي فجلسنا فجاء رجلان للجماعة التي أنافيه فقال: من رأى منكم الرؤيا؟ فكأنهما سمعا برؤيا عجيبة رآها واحد. فقام لهما ابن عمي السيد أحمد فقال: أنا، فقالا: رأيتها لنفسك؟ فقال: نعم. ثم راجعاه فقال: رأيته لذاك، وأشار إليّ، فإنه نفسنا وروحنا، فتقدّم إليّ الرجلان وقالا: من أين أنت ؟ فقلت: من جزائر الغرب فانصرفا.

9- اجتمعت بالشيخ، وكنت أمشي خلفه، وهو متوجّه إلى الشمال فخر ساجداً لذلك، فجاء عالم وجعل يلوم الشيخ ويقول: الشيخ غالط أو ساه في السجود لغير القبلة ونحن نقول: هذا الشيء لا تعرفه أنت. ثم بعد ذلك قلت للشيخ: نريدأن تقيم عندنا. فقال الشيخ: إخواني في البلدة الفلانية إذا لم أرجع إليهم يتفرقون.

10- قيل لي في الواقعة: ثم دنا فتدلّى الروح الأعظم بشرت في الواقعة بأن والدي - رحمه الله - مات على الإيمان.

11- اجتمعت في الواقعة بعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه مع نحو ثلثمائة من التابعين، فأخذت يده لأقبّلها فاختطفها منّي فقلت له: إنكم معشر التابعين كنتم تقبلون أيدي الصحابة فلم منعتني تقبيل يدك؟ وكانت قامته دون المربوع .

12- اجتمعت بالشافعي رضي الله عنه ومعه عالم كثير وما حصل كلام بيني وبينه.

13- اجتمعت بالشيخ سيدنا محي الدين رضي الله عنه فكنت معه زماناً طويلاً وقرأت عليه الفتوحات، وكنت أتذكر كلماته العويصة في غير الفتوحات لأسأله عنها، وكنت أحمد الله على ذلك إلى أن طلع الفجر في الواقعة، فقلت له: طلع الفجر أقوم أتوضأ لصلاة الصبح، فقمت وكان الشيخ متوضئاً، فلما شرعت في الوضوء أفقت، ثم بعد ساعتين اجتمعت به، وكان ذلك اليوم يوم عيد، وكنا ننظر إلى الصبيان يلعبون ألعاب العيد فحضر بين أيدينا كتاب من تأليف الشيخ رضي الله عنه ففتحته فإذا أوله (الحمد لله الذي أوجد السماء والأرض من أجله). فقلت لسيدنا: إنه تعالى قال:﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً﴾.

فقال لي: خلق السموات والأرض للإنسان، وخلق الإنسان له، يعني فهم مخلوقان من أجله. فسألته الدعاء فدرج ابن صغير من أبنائي فقلت له: وهذا أيضاً؟ فقال: وهذا أيضاً، فإنه مستقبل للدنيا. ثم بعد ساعتين اجتمعت به رضي الله عنه وكان أخي السعيد - رحمه الله - حاضراً، وكان ينفر من الحقائق ومطالعة كتب القوم في حياته فقلت له: اسأل الشيخ عما تريد؟ فقال لي: على وجه الجدل؟ فقلت: لا، ولكن أنظر المسائل العويصة التي كثر كلام الناس واختلافهم فيها فخذ من الشيخ ما تعتمده. ثم بعد صلاة الصبح نمت فرأيته أيضاً رضي الله عنه وكان ضيفاً عندنا، فلما حضر الأكل جاء لمحل الأكل فاستقبلته وأخذت يده لأقبلها فجعل يهرب بها لجهة الأرض وأن اتتبعها إلى أن وصلت إلى الأرض فقبلتها، فكان من جملة ما قال بروايته إلى الشيخ خليل المصري المالكي - الذي كان يسمّى بمالك الثاني صاحب المختصر المشهور في الفقه - أنه قال: الشاذلية الجنة درجة لهم، كأنه يريد الجنة التي هي لهم درجة واحدةن وم يعطيهم الله من الدرجات بعد الجنّة، والله أعلم به.

14- قيل لي في الواقعة: الأشياء ثلاثة عرض وجوهر ولا عرض ولا جوهر. فالعرض معروف، والجوهر الأرواح، ولا عرض ولا جوهر الوجود الحق.

15- قيل لي في الواقعة، خلقكم أطواراً، وهي أطوارهم.

16- رأيت في المنام واحداً من إخواني قال لي: ما معنى قول الشيخ الأكبر رضي الله عنه الجبر الوجوبي والجبر المكروه؟ وما علمت في أي كتاب ذكر هذا اللفظ أو المعنى الشيخ! فقلت: الجبر الوجوبي هو جبر العبد، بمعنى أنه يجب ان يعتقد أن العبد مجبور بالعلم الإلهي، لا يمكن له أن يخرج عما سبق به العلم القديم. والجبر المكروه هو جبر الحق تعالى بعلمه فيكره أن يطلق هذااللفظ عليه تعالى في مجالس العوام، لم يؤدي إليه، وإن كان حقا. كما يكره أن يقال هو تعالى خالق القردة والخنازير والكفر ونحوه، وإن كان حقا. ثم التفت فإذا الشيخ رضي الله عنه ورائي فسألته عن هذا فجعل يتفكّر في الجواب، فقلت في نفسي: إذا كان الشيخ بجلالة قدره يتفكر في الجواب فل نقص في حقنا إذا جهلنا. كان الشيخ محمد الخاني واقفا معنا فجعل يكلمني وقلبي مع الشيخ منتظراً لجوابه. قلت للشيخ: هل قرأت الفتوحات تدريسا في حياتك؟ فقال لا. فقلت: سبحان الله، إن الناس في ذلك الوقت أكثر طلباً للعلم وأشد حرصاً على الخير، فهل لمانع منكم أو من عدم الطالبين؟ فقال: المانع من جهتي.

17- قيل لي في الواقعة: من جاهد في سبيل الله كان الوجود جزاؤه.

18- قيل لي في الواقعة: ما تحول الحق في الصور إلا لتحول العباد في الاضطرار، يعني أنه ما تحول في صورة الاسم الغفار إلا لتحول المظطر للمغفرة، ول تحول في صورة الاسم التواب إلا لتحول المضطر للتوبة، ولا تحول في صورة الاسم المجيب إلا لتحول المضطر للإجابة، وهكذا في جميع الأسماء. قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا سألت فاسأل الله)).

أتى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا التي تفيد تحقيق ما بعدها إشارة إلى أنه لا يمكن لمخلوق الاستغناء عن جميع المخلوقين مادام حياً.

حكي عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه سمع إنساناً يقول في دعائه: اللهم لا تجعل لي حاجة إلى مخلوق. فقال: هذا يدعو على نفسه بالموت وهو لايشعر، وحيث كانت الحاجة لابدّ منها لكل حيّ إلى المخلوقين، أرشد صلى الله عليه وسلم إلى دواء ذلك، وهو أن يشهد عند حاجته إلى المخلوق وجه الحق في ذلك المخلوق، فإن للحق تعالى في كل مخلوق وجهاً خاصاً، فبذلك الوجه ينفع المخلوق ويضر، فمن احتاج على المخلوقين حالة كونه يشهدهم بهذا الشهود فما احتاج إلاّ إلى الله، ولا افتقر إلا إليه، وهو أكمل ممن استغنى عن المخلوقين مع شهودهم لا غير.

قول تعالى :﴿ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ﴾[ النساء: 4/165].

فيه تنبيه على أن بعثة الرسل ضرورة لقصور الكل عن إدراك جزئيات المصالح والأكثر عن إدراك كلياتها، ويقال فتر الشيء يفتر إذا سكنت حرارته وصار أقل مما كان عليه، وسميت المدة التي بين الرسل فترة لفتور الدواعي عن العمل بتلك الشرائع، وحصول الفترة يوجب احتياج الخلق إلى بعثة الرسل.

وقوله تعالى (يا معشر الجن والإنس) تحقيق القول فيه أنه تعالى بكت الكفار بهذه الآية الكريمة، لأنه أزال العذر وأزاح العلة بسبب أنه أرسل الرسل مبشرين ومنذرين فاعترفوا قالوا شهدنا على أنفسنا وقوله تعالى:﴿ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا﴾[الأعراف:7/173].

أي كراهية أن تقولوا، إنا كنا عن هذا لغافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا فاقتدينا بهم.

قوله: إن رآني منه فمنه فمني أراه، يريد أن الحق تعالى يرى عبده من رؤيته لذاته، فإن حقيقة العبد هي التي يرى الحق فيه أسماؤه أو ذاته، فتعينت بأسمائه. وكذلك العبد يرى الحق من رؤيته لذاته فإنه ليس غير الحق تعالى وإنم هو هو ظهور الحق ومظهر للحق تعالى فالعبد يرى الحق من رؤيته لنفسه، لأنه وجوده وحقيقته التي بها هو هو ، وإليه يشير القائل؛ كلانا ناظر ولكن نظرت ....الخ

19- اجتمعت بسيدنا الشيخ وجلست معه وكان يتكلم كثيراً وكنت أنظر إلى ذقن الشيخ فأرى فيها شعراً أسوداً ما عمها البياض، ثم قام الشيخ فماشيته وكنت أريد أن أقول يا سيدي هل لمعرفة الله من سبب؟ وأريد أسأله عن أشياء رمزها في كتبه وعن الملاحم المنسوبة له، وكلما أردت أن أتكلم يحضر معنا أناس وأشير إليهم بالبعد عنا، ثم قلت: يا سيدي، أنا عبدك، فضحك ثم أعدت وقلت له، أنا عبد الله، ثم عبدك، ثم أعدت. وقلت له: أنا عبد الله ثم عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عبدك. ثم قلت له: أريد أن تشرفني بخدامة إن كان البيت يحتاج إلى شيء من أمر المطبخ أو غير ذلك! فقال لي: الكنيف محتاج إلى إصلاح، فعزمت على إرسال معلمين لإصلاحه، ثم أفقت وقلت(1):

أردّد طرفي في الرسوم فلا أرى

 

سوى من به كانت رسوما وآثار

وأسألها عنه، فكلّ أجابني:

بأنه ما رآه يوما ولا أدرى

فقلت لهم: هذا عجيب فإنني

 

ما أبصرته إلا بكم متظاهر

عرفته منكم ثم زاد في عرفان

بأنني إياه ولكن منكر

عجبت له كيف اختفى بظهوره

 

فعين حجابه الظهور ولا أنفر

ألا فاعجبوا من ظاهر في بطونه

ومن باطن لا زال باد وظاهر

أيضاً:

ليتهم إذ ملكوني أسجحو

 

ليتهم إذ ما عفوا أن يصفحو

رحلوا العيس ولم أشعر بهم

ليت شعري أيّ واد صبّحو

أخذوا قلبي وماذا ضرّهم

 

أن يكونوا بجميعي جنحو

أيّ عيش يهنا لي من بعدهم

طار قلبي وعظامي ملحوا(2)

ويح أهل العشق هذا حظهم

 

هلكى مهما كتموا أو صرحو

اكتساب الثناء بفعل الخير والإحسان إلى عباد الله عمر ثان لانهاية له، فإن الإنسان لو ما عاش يلحقه الموت فيقطع ذكره إلاّ فاعل الخير فإنه حي على الدوام.

قال الحكيم الأكبر: الخلق عيال الله، والذي يحبه الله تعالى أكثر هو الذي ينفع عيال الله أكثر.

وقلت مادحاً شيخنا وأستاذنا الشيخ محمد الفاسي - قدّس الله روحه - في مكة المكرمة 31).

أمسعود! جاء السعد والخير واليسر

وولّت جيوش النحس ليس لها ذكر

ليالي صدود وانقطاع وجفوة

 

وهجران سادات ..فلا ذكر الهجر

فأيامُها أضحت قتاما ودجنة

ليالي لا نجم يضيء ولا بدر

فراشي فيها حشوه الهمُّ والضنى

 

فلا التذّ لي جنبٌ ولا التذّ لي ظهر

ليالي أنادي والفؤاد متيمٌ

ونار الجوى تشوي لما قد حوى الصدر

أمولاي طال الهجر وانقطع الصبر

 

أمولاي هذا الليل هل بعده فجر؟

أغث يا مغيث المستغيثين واله

ألمّ به، من بعد أحبابه الضرُّ

أسائل كلّ الخلق هل من مخبرّ

 

يحدّثني عنكم، فينعشني الخبر

إلى أن دعتني همّة الشيخ من مدى

بعيد، ألا فادن فعندي لك الذخر

فشمرت عن ذيلي الإزار وطار بي

 

جناح اشتياق، ليس يخشى له كسر

وما بعدت عن ذا المحب تهامة

ولم يثنه سهل هناك ولا وعر

إلى أن أنحنا بالبطاح ركابن

 

وحطت بي رحلي وتمّ لها البشر

يطاح بها البيت المعظّم قبلة

فلا فخر إلا فوقه ذلك الفخر

يطاح بها الصيد الحلال محرّمٌ

 

ومن حلّها حاشاه يبقى له وزر

أتاني مربي العارفين بنفسه

ولا عجب فالشأن أضحى له أمر

وقال: فإني منذ أعداد حجة

 

لمنتظر لقياك يا أيها البدر

فأنت بنيّ مذ «ألست بربكم»

وذا الوقت حقا ضمّه اللوح والسطر

وجدّك قد أعطاك من قدم لن

 

ذخيرتكم فينا ويا حَبذا الذخر

فقبّلت من أقدامه وبساطه

وقال: لك البشرى بِذَا قضي الأمر

وألقى على صُفري بإكسير سرّه

 

فقيل له: هذا هو لذهب التبر

وأعني به شيخ الأنام وشيخ من

له عمّة بعذبة وله الصدر

عياذي ملاذي عمدتي ثم عدّتي

 

وكهفي إذا أبدى نواجذه الدهر

غياثي من أيدي العداة ومنقذي

منيري مجيري عندما غمّني الغَمْرُ

ومحي رفاتي، بعد أن كنتُ رمة

 

وأكسبني عمرا، لعمري، هو العمر

محمد الفاسي له من محمد

صفي الإله الحال والشيم والغرُّ

بفرض وتعصيب غدا إرثه له

 

هو البدر بين الأوليا وهم الزهر

شمائله تغنيك إن رمت شاهد

هي الروض لكن شقّ أكمامه القطر

تضوّع طيبا كلُّ زهربنشره

 

فما المسك ما الكافور ما الندُّ ما العطر

وماحاتم؟ قل لي، وماحلم أحنف

وما زهد ابراهيم أدهم، ماالصبر

صفوحٌ يغض الطرف عن كلّ زلة

 

لهيبته ذلّ الغضنفر والنمر

هشوشٌ بشوشٌ يُلفَ بالرحب قاصد

وعن مثل حبّ المزن تلقاه يفترّ

فلا غضب حاشا بأن يستفزه

 

ولا حدّة كلا ولا عنده ضرٌّ

لنا منه صدرٌ ما تكدره الدل

ووجه طليق لا يزايله البشر

ذليل لأهل الفقر لاعن مهانة

 

عزيزٌ ولا تيهٌ لديه ولا كبر

ومازهرة الدنيا بشيء له يُرى

وليس لها يوما بمجلسه نشر

حريص على هدي الخلائق جاهد

 

رحيمٌ بهم خبير له القدر

كساه رسول الله ثوب خلافة

له الحكم والتصريف والنهي والأمر

وقيل له: إن شئت قل: قدمي عل

 

على كل ذي فضل أحاط به العصر

فذلك فضل الله يؤتيه من يش

وليس على ذي الفضل حصر ولا حجر

وذا وأبيك الفخر، لا فخر من غد

 

و قد ملك الدنيا وساعده النصر

وهذا كمالٌ كَلَّ عن وصف كنهه

فمن يدعي هذا، فهذا هوالسرُّ

أبوحسن، لو قد رآه أحبّه

 

وقال له: أنت الخليفة يا بحر

وماكلّ شهم يدعى السبق صادق

وإذا سيق للميدان بان له الخُسْرُ

وعند تجلّي النقع يظهر من عل

 

على ظهر جِرْدَبْل ومن تحته حمر

وما كلّ من يعلو الجواد بفارس  

 

إذا ثار نقع الحرب والجوُّ مغيرُّ

فيحمي ذمارا يوم لاذوا حفيظة

وكلُّ حماة الحيّ من خوفهم فرُّو

ونادى ضعيف الحيّ من ذا يغيثني؟

 

أما مِن غيور، خانني الصبر والدهر

وما كلُّ سيف ذو الفقار بحّده

و لاكلُّ كرار عَليّاً إذا كرّو

وما كلّ طير طر في الجو فاتك

 

وما كل صيّاح إذا صرصر الصقر

وما كلُّ من يُدْعَى بشيح كمثله

وما كلُّ من يدعى بعمر إذا عمرو

وذا مثلٌ للمدّعين ومن يكن

 

على قدم صدق، طبيبا له خبر

فلا شيخ إلاّ من يخلّص هالك

غريقا ينادي: قد أحاط بي المكر

ولا تسألن عن ذي المشائخ غير من

 

له خبرةٌ فاقت وما هو مغتر

تصفحّ أحوال الرجال مجرّب

وفي كلّ مصر بل وقطر له أمر

فأنعم بمصر ربّت الشيخ يافع

 

وأكرم بقطر طار منه له ذكر

فمكة ذي خير البلاد فَدَيتُه

فما طاولتها الشمس يوما ولا النسر(2)

بها كعبتان كعبة طاف حوله

 

حجيج الملا بل ذاك عندهم الظفر

وكعبة حجّاج الجناب الذي سم

وجل فلا ركن لديه ولا حجر

وشتان ما بين الحجيجيْن عندن

 

فهذا له ملك وهذا له أجر

عجبت لباغي السير للجانب الذي

نقدّس مما لا يجدّ له السير

ويلقى إليه نفسه بفنائه

 

بصدق تساوي عنده السرُّ والجهر

فيلقي مناخ الجود والفضل واسع

ويلقى فراتا طاب نهلا فما القطر

ويلقى رياضا أزهرت بمعارف

 

فيا حبذا المرأى ويا حبذا الزهر

ويلقى جنانا فوق فردوسها العلى

وما لجنان الخلد إن عبّقت نشر

ويشرب كأسا صرفةُ من مدامة

 

فيا حبذا كأس ويا حبذا خمر

فلا غول فيها ولا عنها نزفةٌ

وليس لها بردٌ وليس لها حرٌ

ولا هو بعد المزج أصفر فاقع

 

ولا هو قبل المزج قان ومحمرُّ

معتقةٌ من قبل كسرى، مصونة

وما ضمّها دنٌّ ولا نالها عصر

ولا شانها زقٌّ ولا سار سائر

 

بأجمالها، كلا، ولا نالها تجر

فلو نظر الأملاك ختم إنائه

تخلوا عن الأملاك طوعا ولا قهر

ولو شمّت الأعلام في الدرس ريحه

 

لما طاش عن صوب الصواب لها فكر

فيا بُعدهم عنها ويا بئس ما رضو

فقد صدّهم قصدٌ وسيّرهم وزر

هي العلم كلٌّ العلم والمركز الذي

 

به كلّ علم كلّ حين له دور

فلا عالم إلاّ خبير بشربه

ولا جاهلٌ إلا جهولٌ بها غِرُّ

ولا غبن في الدنيا ولا من رزيئة

 

سوى رجل عن نيلها حظّه نزر

ولا خسر في الدنيا ولا هو خاسرٌ

سوى واله والكفُ من كأسها صفر

إذا زمزم الحادي بذكر صفاته

 

وصرّح ما كنّى ونادى: نأى الصّبر

«وقال: اسقنني خمرا وقل لي: هي الخمر

ولا تسقني سِرا إذا أمكن الجهر

وصرّح بمن تهوى ودعنى من الكنى

 

فلا خير في اللذّات من دونها ستر»

ترى ذائقيها كيف هامت عقولهم

ونازلهم بسطٌ وخامرهم سكر

وتاهوا فلم يدروا من التيه من هم

 

وشمس الضحى من تحت أقدامهم عفر

قالوا: فمن يُرجى من الكون غيرنا؟

فنحن ملوك الأرض لا البيض والحمر

تميد بهم كاسٌ بها قد تولّهو

 

فليس لهم ذكر وليس لهم فكر

فيطربهم برقٌ تألقّ بالحمى

ويرقصهم رعدٌ بسلع له أزر

ويسكرهم طيب النسيم إذا سرى

تظنٌّ بهم سحرا وليس بهم سحر

وتبكيهم ورق الحمائم في الدجى

 

إذا ما بكت من ليس يُدرى لها وكر

يحزن وتلحين تجاوبتا بم

تذوب له الأكباد والجلمد الصخر

وتسبيهم غزلان رامة إذ بدت

 

وأحداقها بيضٌ وقاماتها سمر

وفي شمّها - حقا- بذلنا نفوسن

فهان علينا كلُّ شيء له قدر

وملنا عن الأوطان والأهل جملة

 

فلا قاصرات الطرف تثني ولا القصر

ولا عن أصيحاب الذوائب من غدت

ملاعبهم منّى الترائب والنحر

هجرنا لها الأحباب والصحب كلّهم

 

فما عاقنا زيد و لا راقنا بكر

ولا ردّنا عنها العوادي ولا العد

ولا هالنا فقرٌ ولا راعنا بحر

وفيها حلا لي الذلُّ من بعد عزة

 

فيا حبذا هذا ولو بدءه مرُّ

وذلك من فضل الإله ومنّه

عليّ فما للفضل عدٌ ولا حصر

وقد أنعم الوهّابُ فضلا بشربه

 

فلله حمد دائم وله الشكر

فقل لملوك الأرض أنتم وشأنكم

 

فقسمتكم ضيزى وقسمتنا كثر

خذ الدنيا والأخرى أباغيها مع

 

وهات لنا كأسا فهذا لنا وفر

جزى الله عنّا شيخنا خير ما جزى

 

به هاديا فالأجر منه هو الأجر

أمولاي إني عبد نعمائك التي

 

بها صار لي كنزٌ وفارقني الفقر

وصرت مليكا بعدما كنت سوقة

 

وساعدني سعدٌ فحصباؤنا درٌ

أمولاي إنّي عبدنا بك واقف

 

لفيضك محتاج لجَدواك مضطرّ

فمر أمر مولى للعبيد فإنني

 

أنا العبد، ذاك العبد، لا الخادم الحرُ

هنيئا لنا يا معشر الصحب إنن

 

لناحصن أمن ليس يطرقه ذّعر

فنحن بضوء الشمس والغير في دجى

 

وأعينهم عميٌ وآذانهم وقر

ولا غرو في هذا وقد قال ربّن

 

تراهم عيون ينظرون ولا بصر

وغيم السماء، مهما سما، هان أمره

 

فليس يرى إلا لمن ساعد القدر

ألا فاعملوا شكرا لمن جاد بالذي

 

هدانا ومن نعمائه عمّنا اليسر

وصلّوا على خير الورى خير مرسل

 

وروح هداة الخلق حقا وهم ذرُ

عليه صلاة الله ما قال قائل

 

أمسعود جاء السعد والخير واليسر

تمت هذه الطبعة من كتاب المواقف بحمدالله ومَنِّه خاتما هذا الكتاب بالاستغفار الذي قاله حجة الإسلام الغزالي وهو:

(نستغفر الله مما ادعيناه وأظهرناه من العلم والبصيرة بدين الله تعالى مع التقصير فيه، ونستغفره من كل علم وعمل قصدنا به وجهه الكريم، ثم خالطه غيره، ونستغفره من كل وعد وعدناه من أنفسنا، ثم قصرنا في الوفاء به، ونستغفره من كل نعمة أنعم به علينا، فاستعملناها في معصيته، ونستغفره من كل تصريح وتعريض بنقصان ناقص وتقصير مقصر كنا متصفين به، ونستغفره من كل خطرة دعتنا إلى تصنيع وتكلف، تزينا للناس في كتاب سطرناه، أوكلام نظمناه، أو علم أفدناه أو استفدناه)

وبدعائه الذي ردده:

(نسأله الله العظيم أن يجعلنا ممن آثره واجتباه، وأرشده إلى الحق وهداه، وألهمه ذكره حتى لا ينساه، وعصمه عن شر نفسه حتى لا يؤثر عليه سواه، واستخلصه لنفسه حتى لا يعبد إلا إياه).

اللهم آمين ولك الحمد والشكر يا رب العالمين.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!