موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


363. الموقف الثالث الستون بعد الثلاثمائة

قال تعالى:﴿ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾[هود:11/107 والبروج 85/16].

سأل بعض الإخوان توضيح كلام سيدنا وعمدتنا خاتم الأولياء المحمديين الشيخ محي الدين رضي الله عنه في الإرادة في عقيدة الخواص من الفتوحات فقلت: قال سيدنا: مسألة الإرادة في حق الحق كونه تعالى مريداً ومخصصاً لوجود ممكن ما، أي ممكن من الجواهر والأعراض، ليس تخصيصه تعالى وإرادته لوجوده من حيث هو وجود فقط، من غير اعتبار ممكن آخر وملاحظته، فإن لفظة التخصيص مؤذنة بمخصص منه، لكن تخصيصه وتعلق الإرادة بتخصيصه من حتيث نسبته، أي الممكن المخصص المراد الممكن ما من الممكنات تجتوز نسبته التي خصصته الإرادة بها أن تكون تلك النسبة لممكن آخر، فالوجود للممكن، أي ممكن كان، من حيث ذلك الممكن نفسه خاصة مطلقاً، لا من حيث اعتبار ممكن ما، ولا ملاحظته، ليس بمراد ولا واقع أصلاً فلا يكون الممكن أي ممكن كان مراداً ومخصصاً، إلاّ باعتبار ممكن ما. وإذا كان الإمر كما ذكرنا إلاّ بممكن ما ل مطلقاً، فليس بمراد من حيث ذاته لكن من حيث نسبته لممكن ما تجوز أن تكون تلك النسبة لممكن آخر من الممكنات فافهم. وكذ سأل إيضاح كون الحقيقة تثبت الإرادة، فقلت: حيث أن الإرادة صفة كمال فإنها تخصيص ممكن ما حيث نسبته لممكن ما تجوز نسبة ذلك لممكن آخر، وذلك لقبول الممكن من حيث أنه قابل لأحد الأمرين. فالتخصيص والترجيح إنّما هو بين الممكنات. وإيضااح كون الحقيقة تنفي الإختيار، فقلت:إن الإختيار في حق الحق ليس بصفة كمال، إذ هو ترجيح إيجاد ممكن من حيث عينه وذاته، لا باعتبار ممكن آخر كما هو في الإرادة. فإن معنى الاختيار يرجع إلى الجواز، والجواز في حق الحق محال لما يطلبه الجواز العقلي من الترجيح من المرجح، ومحال أن يكون لله مرجح يرجح له أمراً دون أمر. فلا يجوزأن يقال يجوز في حق الحق أن يفعل كذا وأن لا يفعل، وإنما يجوز أن يقال ف يالممكن أن يكون وأن لا يكون. واما الخطاب الارد في القرآن بالاختيار فإنّما هو من حيث النظر إلى الممكن من حيث حققته القابل للأمرين معرى عن علته وسببه.وهذا معنى دقيق لم يصل إليه المتكلمون بأفكارهم:﴿ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ﴾[ البقرة:2/105].

تذييل: كتبه ناسخ هذه المواقف الشيخ محمد الخاني:

يقول العبد محمد بم محمد بن عبد الله بن مصطفى الخاني نسبة، الدمشقي مولداً ووطناً، الخالدي طريقة الأكبري مشرباً، إني قد تشرفت ولله الحمد بصحبة وخدمة صاحب هذه المواقف الشريفة الأمير عبد القادر بن السيد محي الدين بن المصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد المختار بن عبد القادر بن خدة بن أحمد بن محمد بن عند القوي بن علي بن أحمد بن عبد القوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن أحمد ابن محمد مسعود بن طاووس بن يعقوب بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن ادريس ابن ادريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، الذي ولد في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتان وألف، واشتغل بطلب العولم إلى أن ساح مع والده في بلاد الشرق سنة إحدى وأربعين، واجتمع بالقطب الشهير الشيخ خالد الكردي المجدد العثماني قدس سره، راجعين من الحج في طريقه وأخذا منها الاذن في الطريقة الخالدية النقشبندية في الشام، ودخل والده في الرياضة عند والدي المرحومين في جامع محلة السويقة بإشارة من الشيخ المذكور ثم توجها إلى زيارة الغوث في بغداد ثم إلى الحج مرة ثانية ثم إلى بلادهما. وبويع بالسلطنة على برية الجزائر سنة ثمان وأربعين، وخطب على المنابر باسمه، وجاهد في اللهحق جهاده إلى أنت تنحا عنها وسلم الوطن لدولة فرنسا لأمورة مشهورة سنة أربعة وستين، ورحل إلى بلاده ودخل قصر قرية امبواز يوم الجمعة ثاني عشر في عشر ذي الحجة سنة أربع وستين وبقي فيه إلى أن أته سلطان فرنسا لويس نابليون الثالث بنفسه مبشراً بتسريحه إلى بلاد الإسلام نهار السبت ثاني محرم سنة تسع وستين، وكان خروجه من القصر المذكور نهار السبت تاسع عشرى شهر صفر السنة المذكورة متوجهاً إلى قسطنطينية في زمن سلطانها المرحوم عبد المجيد خان عليه الرحمة والرضوان، فدخلها نهار الجمعة سابع عشر شهر ربيع الأول من السنة لمذكورة، واجتمع به وأكرمه وأنزله وعطمه، ثم ذهب على بلدة بورسا مستوطناً لها قرير العين ناعم البال فدخلها نهار الاثنين سابع شهر ربيع الثاني كذلك، ومكث بها إلى خامس ربيع الأول سنة اثني وسبعين فحصل بها زلازل قوية اقتضت أن يتوجه إلى الشام لحسن حظها فدخلها، في العشرين منه، وجعلها دار إقامته باخله وخدمه وحشمه. وفي سنة تسع وسبعين تجه للحجاز متجرداً لطل المرشد إلى الله فأخذ الإذن بالطريقة الشاذلية من المرحوم محمد الفاسي قدس سره، وفتح عليه بها، ومحد شيخه بقصيدة عظيمة سنذكره إن شاء الله، وجاور في مكة مدة وفي المدينة الشريفة مدة وحج حجتين كنت معه في أولاها، ورجع إلى الشام فرحاً مسروراً. ثم في سنة إحدى وثمانين توجه إلى قسطنطينية مرة ثانية لمبايعة سلطانها الشهير عبد العزيز خان عليه سوابق الرحمة والإحسان، واجتمع به وأكرمه وعظمه وأعطاه أعظم نيشان عنده، ثم منها إلى باريز مركز مركز دولة فرنس لأجل سلطانها لويز نابليون السابق، فاجتمع به وأنزله وبجله، ثم منها إلى لوندرة مركز دولة الانجليز، فأكرموه وفخموه، ثم منها إلى الشام محل إقامته. ثم في سنة ست وثمانين توجه إلى بلدة مصر بدعوة من واليها اسماعيل باشا له لأجل رؤية البرزخ الذي فتحوه بين البحر الأبيض والأحمر، ثم رجع إلى محل إقامته مبجلاً معظماً. وفي تلك السنة قرأ في مدرسة دار الحديث في رمضان صحيح البخاري رواية طالدراية كله وحضرته عليه وأجازني به. ولا زال قدس الله سره مشتغلاً بعباداته ومجاهداته ومساعداته للمظلوم والضعيف بماله وبنفسه وبقلمه، محبوباً لكل الطوائف لا تأخذه في الله لومة لائم إلى أن حصل له داء حصار البول فأورد هيكله المنون سحر ليلة السبت تاسع عشر شهر رجب الفرد سنة ثلاثمائة بعد الألف الضريح في قبة سيدنا ومولانا الشيخ محي الدين الأكبر بعد أن غسل في داره وصلى عليه هذا العبد في جامع بني أميّة وواراه قدس الله سرهمات وأفاض علينا فيضهما وبرهما وألحقنا على أحسن حال بهما. وكنت أراجعه في بعض مسائل وأسئلة حل بعض مشكلات الفتوحات والفصوص وغيرهما، ولكثرة حبه للخير وبذله مع كثرة اشتغاله كان يقيد ما ظهر له بالكشف ويوضحه ويعطيني إياه وكنت حريصاً عليه، فأقيده في المواقف بإذنه كما يشير في ذلك قوله في بعض المواقف قد سألني بعض الإخوان. والتصريح باسمي في شرح فص شعيب وفص إسماعيل وفص آدم عليهم الصلاة والسلام وعليه، وجزاه الله عني خير ماجاز به أحدا، فإن تفضلاته على هذا العبد لا تنضبط. وكنت طلبت منه شرح خطبة الفتوحات وشرح فص آدم فابتدأ بهما ولم يتمهم فوجدت ما كتبه في كناشه مع بعض فائد أخرى ومبشراته، من جملتها بعض ما قيدته هن فأحببت تقييدها كالذيل لمواقفه خوف ضياعها مستمداً ومستأذناً من روحانيته الشريفة قدس الله وطهر روحه اللطيفة.فممّا كتبه قوله:


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!