موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


311. الموقف الحادي عشر بعد الثلاثمائة

قال سيدنا محي الدين: خاتم الوراثة المحمّدية (رضي الله عنه) في باب الصلاة، في فصل القنوت من الفتوحات:

تقول بهم؟  وتعتبهم؟ وماذ

بتحقيقي؟! فقل لي ما أقول

أقول لهم، وقد علموا بأني

 

أقول بهم؛ فقل لي، ماتقول!

إذا عبد تحقق إذ يقول

بأني قائل، وهو المقول

أأعتب مثله، والعدل نعتي

 

فقل بي ما تقول، وما نقول

قوله: تقول بهم.... البيت. هذا سؤال استفهام واستعلام من الحق تعالى. يقول (رضي الله عنه) ياربّ، إنّك تقول بعبيدك كما قلت: ﴿فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ﴾[التوبة:9/6].

فأنت القائل المتكلم بصورة محمد (صلى الله عليه وسلم) وأخبر رسولك عنك، إنك القائل على لسان عبدك: ((سمع الله لمن حمد)).

كما أخبر عنك تعالى اسمك (صلى الله عليه وسلم) أنك عند لسان كلّ قائل. وهذا يقتضي أنهم عدم في وجودك، فلا يكلّفون بفعل ولا ترك ولا أمر ولا نهي، وماذ بتحقيقي؟! فإن تحقيقي إنهم مكلفون مأمورون منهيون. ووعدت المطيع منهم بالثواب، وأوعدت العاصي منهم بالعقاب. وعدلك يقتضي أنّ لا تؤاخذهم بقول ولا فعل، حيث كنت أنت القائل بهم، الفاعل منهم. فقل لي: ما أقول في ذلك؟ وما اعتمده هنالك! فأني محتار لم يقر بي قرار.

قوله: أقول بهم..... البيت. هذا جواب الحق تعالى للشيخ، وسؤال أيضاً، يقول تعالى: إني قائل بهم كما قلت، وإنهم فناء في وجودي كما ع لمت. وإني مستفهمك، والمراد من هذا الإستفهام الإخبار: أرأيت هل علم عبادي الذين كلفتهم أني قائل ومتكلم بهم؟!... وأني أنا الفاعل التارك منهم، وأنهم عدم في وجودي؟! فقل لي: ما تقول في جواب سؤالي هذا؟ فلا جرم أنه يكون الجواب: إن العبيد المكلفين قسمان: قسم علموا أن صورهم أعراض مجتمعة، هي أحوال أعيانهم الثابتة في العدم، والمقوم له وجودك الحق، عرفوا أنَّ وجودهم المنسوب إليهم هو عين وجودك، وصفاتهم المنسوببة إليهم عين صفاتك، وأفعالهم المنسوبة إليهم عين فعلك. والقسم الآخر من العبيد المكلفين، توهّموا أنَّ لهم وجوداً مستقلاً مغايراً لوجودك، وصفات مغايرة لصفاتك.

قوله: إذا عبد تحقق... البيتين. جواب عن جواب السؤال، في قوله: ((فقل لي ما تقول))، أخبر تعالى أن القسم الذي تحقق، أن الحق قائل ومتكلم، وهو المقول به، وأن الحق وجود، وهو موجود بذلك الوجود عينه، وأنَّ الحق فاعل، وهو مفعول فيه وبه، أنه لا يُعَاتِب هذا القسم من العبيد المكلفين، فضلاً عن عقابه، ولا يؤاخذهم بشيء ممّا نسب إليهم ظاهراً من قول وفعل: ﴿فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ [الفرقان: 25/70].

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَ يَعْلَمُونَ﴾[الزمر: 39/ 9].

وأمَّا القسم الثاني من العبيد المكلفين، فإنما عذابه جهله بنفسه، وبم هو عليه. فعذابه صادر منه إليه، فناره وعقاربه وحياته ومقامعه إنما هي أعماله رُدَّت عليه. فجهله وأفعاله وأقواله السّيئة هي هنا أعراض، وفي الدار الآخرة تصير أجساماً مؤلمة. قال تعالى: ﴿وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَ يَشْعُرُونَ﴾[الأنعام: 6/123].

وفي الحديث الصحيح عنه تعالى: ((إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم وأردّه عليكم فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد شراً فلا يلومن إلاَّ نفسه)).

يقول تعالى: ما حكمتُ لأحد أو عليه إلاَّ به. فهو الذي جعلني أحكم بم حكمت له أو عليه. فمن وجد خيراً فليحمد الله، فإنه الموجد لذلك. ومن وجد شراً فل يلومّن إلاَّ نفسه، فإنَّ استعداده اقتضى ذلك الشرّ، وطلبه بلسان استعداده، وا لحق ـ تعالى جواد لا يبخل، أعطى كلّ شيء خلقه، وهو استعداده. فقل بي: ما تقول أنت وينسب إليك ظاهراً، وقل بي ما نقول، وينسب إليَّ من القول، فإني القائل في الحالين.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!