موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السابع والسبعون ومائة في معرفة مقام المعرفة]

و قال في الباب السابع والسبعين ومائة: ليس من شأن أهل اللّه أن يتصرفوا بلفظة كن إذا أعطوها فربما يكون ابتلاء، واختبارا، وجعلوا بدلها بسم اللّه في كل فعل أرادوه قال: وإنما استعملها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، في غزوة تبوك ليعلم خواص أصحابه ببعض أسرار اللّه في خلقه وما سمع منه قبل ذلك ولا بعده تصرف بها وقال فيه: لم نعرف من الأسماء الإلهية اسما يدل على الذات في جميع ما ورد علينا في الكتاب والسنة إلا الاسم اللّه على خلاف في ذلك لأنه اسم علم لا يفهم منه إلا ذات المسمى ولا يدل على مدح ولا ذم وهذا في مذهب من لا يرى أنه مشتق من شيء ثم على قول الاشتقاق هل هو مقصود للمسمى وليس بمقصود للمسمى كما إذا سمينا شخصا بيزيد على طريق العلمية وإن كان هو فعل من الزيادة ولكن ما سميناه به لكونه يزيد وينمو في جسمه وعلمه مثلا وإنما سميناه به لنعرفه ونصيح به إذا أردناه فمن الأسماء ما يكون بالوضع على هذا الحد فإذا قيلت على هذا فهي أعلام وإذا قيلت على طريق المدح فهي أسماء صفات وبهذا ورد جميع الأسماء الحسنى ونعت بها كلها ذاته سبحانه وتعالى من طريق المعنى وأما الاسم اللّه فنعت به من طريق الوضع اللفظي فالظاهر أن الاسم اللّه للذات كالعلم ما أريد به الاشتقاق وإن كانت فيه رائحة الاشتقاق كما قاله بعضهم. قال: وأما أسماء الضمائر فإنها تدل على الذات بلا شك وما هي مشتقة من لفظة هو ذا وأنا وأنت ونحن والياء من أني والكاف من أنك فأما هو فهو اسم لضمير الغائب وإما ذا فهي من أسماء الإشارة مثل قوله: ذٰلِكُمُ اَللّٰهُ رَبُّكُمْ [الأنعام: 102] . وكذلك لفظه ياء المتكلم مثل قوله: فَاعْبُدْنِي وأَقِمِ اَلصَّلاٰةَ لِذِكْرِي [طه:14] وكذلك لفظه أنت وتاء المخاطب مثل قوله: كُنْتَ أَنْتَ اَلرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة: 117] ولفظة: نحن ولفظة: أنا مشددة. ولفظة: قوله إِنّٰا من قوله: إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَلذِّكْرَ [الحجر: 9] وكذلك حرف كاف الخطاب نحو: إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ [البقرة: 129] فهذه كلها أسماء ضمائر، وإشارات وكنايات تعم كل مضمر ومخاطب ومشار إليه ومكنى عنه، وأمثال هذه ومع ذلك فليست أعلاما ولكنها أقوى في الدلالة من الأعلام فإن الأعلام قد تفتقر إلى النعوت وهذه لا افتقار لها قال: وأما لفظة هو فهي أعرف عند أهل اللّه من الاسم اللّه في أصل الوضع لأنها تدل على هوية الحق التي لا يعلمها إلا هو وأطال في ذلك. قلت: وذكر الشيخ أيضا في الباب التاسع والسبعين وثلاثمائة ما نصه اعلم أنه ثم أسماء الهيئة تطلب العالم ولا بد كالاسم الرب، والقادر، والخالق، والنافع. والضار، والمحيي، والمميت، والقاهر، والمعز، والمذل. ونحو ذلك وثم أسماء الهيئة لا تطلب العالم ولكن تستروح منها نفس من أسماء العالم كالغني، والعزيز، والقدوس. وأمثال هذه الأسماء.

قال: وما وجدنا للّه تعالى أسماء تدل على ذاته خاصة من غير تعقل معنى زائد على الذات أبدا فإنه ما ثم اسم إلا على أحد أمرين إما يدل على فعل وهو الذي يستدعي العالم ولا بد وإما يدل على تنزيه وهو الذي يستروح منه صفات نقص كون تنزه الحق تعالى عنها غير ذلك ما أعطانا اللّه فما ثم اسم علم ما فيه سوى العلمية للّه تعالى أصلا إلا إن كان ذلك في علمه وما استأثر به في غيبه مما لم يبده لنا قال: وسبب ذلك أنه تعالى ما أظهر أسماءه لنا إلا للثناء بها عليه فمن المحال أن يكون فيها اسم علم أصلا. لأن الأسماء الأعلام لا يقع بها ثناء على المسمى لكنها أسماء أعلام المعاني التي تدل عليها وتلك المعاني هي التي يثنى بها على من ظهر عندنا حكمه بها فينا هو المسمى بمعانيها والمعاني: هي المسماة بهذه الأسماء اللفظية كالعالم والقادر وباقي الأسماء فللّه الأسماء الحسنى وليست إلا المعاني لا هذه الألفاظ لأن الألفاظ لا تتصف بالحسن والقبح إلا بحكم التبعية لمعانيها الدالة عليها، فلا اعتبار لها من حيث ذاتها فإنها ليست بزائدة على حروف مركبة ونظم خاص يسمى اصطلاحا انتهى. وذكر أيضا في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة ما نصه اعلم أن الاسم اللّه بالوضع إنما مسماه ذات الحق تعالى عينها، الذي بيده ملكوت كل شيء وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن كل اسم إلهي يتضمن أسماء التنزيه من حيث دلالته على ذات الحق تعالى، ولكن لما كان ما عدا الاسم اللّه من الأسماء مع دلالته على ذات الحق تعالى يدل على معنى آخر من نفي وإثبات من حيث الاشتقاق لم تقو أحدية الدلالة على الذات قوة هذا الاسم كالرحمن وغيره من الأسماء الإلهية الحسنى وقد عصم اللّه تعالى هذا الاسم العلم أن يتسمى به أحد غير ذات الحق ولهذا قال: في معرض الحجة على من نسب الألوهية إلى غير اللّه تعالى: قل سموهم فلو سموهم ما قالوا: إلا بغير الاسم اللّه فقد علمت أن الاسم اللّه يدل على الذات بحكم المطابقة كالأسماء الأعلام على مسمياتها وأطال في ذلك فتأمل هذا المحل وحرره واللّه يتولى هداك. وقال: ليس في أسماء اللّه اسم مرادف قط للاتساع الإلهي بل ليس في الوجود كله تكرار جملة واحدة. وقال: في حديث إن للّه تعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة قد خرج بذلك ما أخذناه نحن من طريق الاشتقاق على جهة المدح فإنها لا تحصى كثرة وهذه التسعة والتسعون اسما لم تقدر على تعيينها من وجه صحيح لأن الأحاديث الواردة فيها كلها مضطربة لا يصح منها شيء وكل اسم إلهي يحصل لنا من طريق الكشف فلا نورده في كتاب وإن كنا ندعو به في نفوسنا لما يؤدي إليه ذلك من الإنكار علينا وأطال في ذلك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!