قال السالك، فانشد وقدارشد

(1) يا سائلي من أنا علما وتصوير

أنا الكتاب الذي سماه مسطور

( 2) رقم تضمنه رق فتبصره

في صفحة الطور مطويا ومنشور

( 3) بني الاله له في السقف تكرمة

بيتا رفيعا بسر السر معمور

(4 )اجري له اللّه صونا من لطائفه

بحرا يطوف ببيت اللّه مسجور

( 5)فالرقم علم بأقلام الارادة في

رق تضمن معني الناروالنورا

( 6)والنفس بيت وسر الصدق ساكنه

به يكون كمال الجود مشهور

( 7) أنا الرداء أنا السر الذي ظهرت

بي ظلمة الكون (اذ) صيرتها نور

( 8) انظر وجودي من ذات الا له تجد

حقا يقينا ومني باطلا زورا قال السالك، ثم قال الى أنا الخليفة أيها الطالب، وأن الوزير والكاتب، خليفة الذات، في تدبير الافعال من كرسي الصفات. أنا المثل وأنت المثال، والثاء الثوب الذي مال، كاتب من حيث ان اكتب في صحائف قراطيس العقول، سر كل منقول ومعقول، وزير من حيث ان احمل ثقل الاجسام، للعرض على العلى العلام، فذاتي واحدة، وصفاتي متعددة فاسجد الّي ان اردت الاسماء، واعلم ان الاسم يدلعلىالمسمي، والكل فيك، فاقنع بما يكفيك، وأمسك عمالا يعنيك، ثم قال عجلا، وأنشد مرتجلا.

هيهات ما الوارد والصادر اللامرشاءه القادر

يا ناظرا لحلة من خارج انسانك الحلة يا ناظر

ان الهيولي سوسها واحد صرفها    الفلك الدائر

فناطق من ذاته باطن وناطق من وصفه ظاهر

قبولها الصورة من ذاتها والعين منها قبله عابر

وجودها وقف على سورها وجود معني شاءه القادر

يصرف الانجم في عالم لأفلاك ذا آت وذا سائر

وشمسه في شرقه ترتقي وبدره في غربه غائر

صرف في المركز أحكامه فعاقل او أهوج حائر

والبحر قد فاض على شطه امدّه ذا القمر الزاهر

والشمس في الاكوان فعالة يثني علىها الغصن الناضر

فان يكن ري فمن ذاته قد ارتوي الاول والآخر

فالغير في الاوصاف والكون في الذات فساد حجل طاهر

من لبس ايجاد جسوم بدت فيما يراه البصر القاصر

والعقل من اين لي اين من علم لعين حاكم قاهر

ان زلزلت ارضي وان كورت شمسي من الناظم والناثر

فانظر الى الحكمة مجهولة غطي علىها شفعنا الساتر

صلي علىه اللّه من واحد نور على ارواحنا باهر

ما استبق البدر وشمسالضحيوأنتظم الاول والآخر

قال السالك: فلما أكمل انشاده، وضرب بعصا اعجازه أعواده،خررتبين يديه ساجدا، واعتكفت في حضرته عابدا، وقلت أنت البغية والمني، والسر المتمني.