The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها. ولأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه. فأي علم لعالم يرضى عن نفسه؟! وأي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه؟!.


أصْلُ كُلَّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوَةٍ الرَّضَا عَنِ النَّفْس، وأصْلُ كُلَّ طَاعِةٍ وَيَقَظَةٍ وَعِفَّةٍ عَدَمُ الرَّضَا مِنْكَ عَنْها. ولأنْ تَصْحَبَ جَاهِلاً لا يَرْضَى عَن نفسِه خيرٌ لكَ مِن أنْ تَصْحَبَ عَالِماً يرضى عَنْ نَفْسِه. فأيُّ عِلْمٍ لعَالِمٍ يَرْضَى عَنْ نفسِه؟! وَأيُّ جَهْلٍ لجَاهِلٍ لا يَرْضَى عَنْ نَفْسِه؟!.


يعني أن النظر إلى النفس بعين الرضا يوجب تغطية عيوبها ويصير قبيحها حسناً . والنظر إليها بعين السخط يكون بضد ذلك على حد قول القائل: .

وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا .

فمن رضي عن نفسه استحسن حالها فتستولي عليه الغفلة عن الله تعالى فينصرف قلبه عن مراعاة خواطره فتثور عليه الشهوة وتغلبه لعدم وجود المراقبة القلبية التي تدفعها فيقع في المعاصي لا محالة . فعطف الغفلة والشهوة على المعصية من عطف السبب على المسبب . وكذا عطف اليقظة والعفة على الطاعة فإن اليقظة التي هي التنبه لما يرضي الله تعالى والعفة التي هي علو الهمة عن الشهوات يتسبب عنهما الطاعة التي هي اتباع المأمورات واجتناب المنهيات . وإنما كان الرضا عن النفس أصل كل المعصية لأنها أمارة بالسوء فهي العدو الملازم . و في الحديث: " أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك " وناهيك قول يوسف الصديق: { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي أن النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } ( 53 ) يوسف . ولله در الإمام البوصيري حيث قال: .

وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم .

ولا تطع منهما خصماً ولا حكما فأنت تعرف كيد الخصم والحكم .

ولما كان الرضا عن النفس من شأن من يتعاطى العلوم الظاهرية التي لا تدل على عيوب النفس نهى المصنف عن صحبتهم بقوله: ولأن تصحب بفتح لام الابتداء الداخلة على أن المصدرية أي لَصُحْبَتُكَ جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك في تحصيل فائدة الصحبة التي هي الزيادة في حالك من أن تصحب عالماً بالعلوم الظاهرية يرضى عن نفسه . فإن المدار في الانتفاع بالصحبة إنما هو على العلم بعظمة الله وجلاله وإحسانه الذي ينشأ عنه معرفة النفس وعيوبها لا على العلوم العقلية والنقلية . فأي علم أي نافع لعالم بالعلوم الظاهرية يرضى عن نفسه . و أي جهل ضار لجاهل بالعلوم الظاهرية لا يرضى عن نفسه لعلمه بعيوبها فإنه وإن قَلَّتْ بضاعته من الأحكام لا بد أن يحصلها بالوقائع على مدى الأيام . فلا ينبغي للمريد أن يصحب إلا من يكون عارفاً بعيوب نفسه غير راض عنها ليقتدي به في أفعاله فإن الطبع سراق .

كما قال بعضهم: .

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قري بالمقارنة يقتدي .

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!