The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين ، إذ لا مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلتك ، ولا قطيعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك .


لَوْلا مَيَادِينُ النُّفُوسِ مَا تَحَقَّقَ سَيْرُ السَّائِرِينَ ، إذ لا مَسَافَةَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ حَتَّى تَطْوِيَهَا رِحْلَتُكَ ، وَلاَ قَطِيعَةَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ حَتَّى تَمْحُوَهَا وُصْلَتُكَ .


يعني لولا شهوات النفوس ومألوفاتها التي تخوض فيها وتتعشقها كما تخوض الفرسان في الميادين الواسعة التي تجول فيها الخيل ما تحقق سير السائرين أي ما تصور سير من أي مريد . فإن الله تعالى أقرب إليه من حبل الوريد ولو تطهرت النفوس لعلمت أنها في حضرة القدوس . فالسير إلى الله إنما هو قطع عقبات نفسك . فإن البعد منسوب إليك لا إلى ربك إذ لا مسافة حسية بينك وبينه تقطعها رحلتك لأنها لا تكون إلا بين متماثلين . ولا قطعة بضم القاف أي لا مقاطعة توجب البعد المعنوي بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك لأن ذلك لا يكون إلا بين متعاديين وأين أنت من معاداة ربك . فليس ثم حجاب يمنع وصولك غير نفسك ولا يزول ذلك الحجاب إلا بإماتتها وتطهيرها من كل ما يغضب رب الأرباب ولا يكون ذلك في الغالب إلا بتسليمها لشيخ عارف بما لها من الأحوال فإنك تصل بالانقياد إليه إلى أعلى مراتب الكمال.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


Veuillez noter que certains contenus sont traduits de manière semi-automatique !