موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

97 - شرح تجلي القلب

 

 


97 - متن تجلي القلب أول ما يقام فيه العبد إذا كان من أهل الطريق في باب الفناء والبقاء . فإذا تحقق به، استشرف على معرفة القلب الذي وسع الحق . فإذا علم قلبه عرف أنه البيت الذي يحسن فيه السماع وهو المعبر عنه بالمكان، الذي هو احد شروط السماع . وعند ذلك يحصل له علم السماع فيسمع الحق بالحق في بيت الحق . وبالسماع وقع الخروج إلى الوجود والعدم . 97 - إملاء ابن سودكين :
 «ومن تجلي القلب، نصه :  «أول ما يقام فيه .. إلى الوجود من العدم»  .

قال جامعه سمعت شيخي في أثناء شرحه لهذا التجلي، يقول ما هذا معناه :

أول ما يقام العبد فيه، إذا ما كان من أهل الطريق، في الفناء والبقاء . فيستشرف حينئذ على معرفة القلب. فيعلم عمن فني ومع من بقي .

فالعوام بقوا مع الكون وفنوا عن المكون. وقامت بهم المواجيد في الولد والدنيا والدراهم، وجميع محبوبات الطباع.

وأما المريدون فبالضد من ذلك فإذا تحققوا بالفناء واستشرفوا على معرفة قلوبهم التي وسعت الحق، يعرفون سر الحق ويؤهلون للسماع من الحق بالحق في كل شيء ومن كل شيء.

ومن كان هذا مقامه في السماع، فإنه لا يعترض عليه إذا سمع السماع المقيد، إلا أن يكون قدوة فيتركه «السماع المقيد» لئلا يفتح للمريدين باب البطالة .

كما قالت الأشياخ : إذا رأيت المبتدي يحوم حول السماع فاعلم أن فيه بقية من البطالة . واعلم أن مقام السماع هو الأول والآخر؛ وهو السماع المطلق لا المقيد. لأنه أول ما خوطبت به الأعيان ب «کن» ، فبرزت لتنظر من دعاها .

ثم نظرنا حكمها في آخر مرتبة وهي الجنة . فرأينا أنهم إذا دخلوا الجنة يقال لهم: تمنوا.

فيقولون : قد بلغنا الأماني، وهل أبقيت لنا شيئا؟ أو ماهذا معناه .

فيقول الحق : «نعم بقي لكم رضائي عنكم فلا أسخط عليكم أبد»  فيكون هذا السماع خاتمة أمرهم و مکمل طيب عيشهم، أبد الأبد.

فبالسماع كملت المراتب آخرا، وبالسماع وجدت الأعيان أولا.

وقد قالوا : إن الخاتمة عين السابقة » .

97 - شرح تجلي القلب


471 -
(أول ما يقام فيه العبد) للمشاهدة (إذا كان من أهل الطريق) أي من السائرین في مناهج الارتقاء بقدم الحال .

(في باب الفناء والبقاء) فيعلم على مقتضی عطية المقام أنه إذا فني عما فنی، وإذا بقي مع ما بقي .

فإذا تحقق بهذا التجلي يرى قلوب أهل الغرة عمياء، حيث فنوا عن المكون وبقوا مع الكون، ویری نفوسهم زائغة عن الحق بنزوعها إلى الشهوات ومألوفات الطباع، ویری قلبه في سراح وسعة، لا يقبل الحد والغاية، فيتعين أن يسع فيه الحق ويؤهل للسماع منه به .

ولذلك قال :

472 - (فإذا تحقق به استشرف على معرفة القلب) فإنه إذ ذاك في بينونة يستمر تقلبه فيها بين الفناء والبقاء .

فيعلم أن حقيقته التي تتقلب بينهما، هي القلب (الذي وسع الحق. فإذا علم قلبه) بصفة اعتداله واستوائه القائم لجمع الحق والخلق معا في سعته بلا مزاحمة، (عرف أنه البيت الذي يحسن فيه السماع) أي السماع المطلق المستفاد من أنحاء الوجود. (وهو) أي بیت القلب هو : ( المعبر عنه بالمكان الذي هو أحد شروط السماع ) يريد قول من قال : إن السماع شروطه ثلاثة : الزمان والمكان والإخوان .
( وعند ذلك ) أي وعند اطلاعه على حقيقة قلبه (يحصل له علم السماع) مطلق ومقيدا . ومن هو المسمع ومن هو السامع وما هو المسموع . ولم يحصل له هذا العلم أيض إلا بالحق. (فيسمع الحق بالحق في بيت الحق، وبالسماع وقع الخروج إلى الوجود من العدم ) إذ أول ما خوطبت به الأعيان الثابتة كلمة كن. فكما برزت الأعيان بسماعها من العدم إلى الوجود، برز العبد المنتهي إلى مقام الكمال، بسماع الحق بالحق في بيت القلب من حال الفناء إلى البقاء.




 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!