موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

84 - شرح تجلي بأي عين تراه

 

 


84 - متن تجلي بأي عينٍ تراه إذا تجلى الحبيب باي عينٍ تراه ؟ . . . بعينه لا بعيني فم يراه سواه . فمن زعم أنه يدركه على الحقيقة فقد جهل . وانما يدركه المحدث من حيث نسبته إليه . كما علمه من حيث نسبته إليه . فالمحب لا يرى محبوبه بعين محبوبه . ولو رآه بعينه ما كان محباً . والمحبوب يرى محبه بعين المحب لا بعينه . وربما يقال في هذا المقام : فكان عيني فكنت عينه . . . وكان كوني وكنت كونه يا عين عيني يا كون كوني . . . الكون كونه والعين عينه

84 - إملاء ابن سودکین :

 « ومن شرح تجلي بأي عين تراه، نصه :  «إذا تجلى الحبيب ........ والكون كونه ...

= قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه هذا التجلي ما هذا معناه :

قوله : «بأي عين تراه» هذا استفهام.

فإذا قرأته أجبت: تراه بعين الحق، كما قال تعالى : "كنت سمعه وبصره" فحينئذ يعلم أنه ما رأي الحق إلا الحق .

قوله : «المحب یری محب» .

وانظر إلى قوله تعالی : «کنت بصره» أي بنسبة خاصة كان العبد عليها، اقتضت تلك النسبة أن يكون الحق بصره .

واعلم أني إذا رأيتك لا بعلمی منك فقد رأيتك بعيني ولنفسي، وإذا رأيتك لعلمي منك أنك تحب أن أراك، فقد رأيتك بعينك لا بعینی. وكذلك الحق معك ؛ إنما يراك بعينك لا بعينه، لأنه لو تجلى لك كما ينبغي لجلاله لتدكدك وجودك وانعدمت.

وإنما يتجلى لك تعالى بأمر يناسب وجودك ويوافق ذاتك.

فما رآك الحبيب أيضا إلا بعينك، كما رأيته بعينه : بنسبتين مخصوصتين بكل واحد من الحب والمحبوب، على ما يليق به .

وقوله في آخر التجلي : "فكان عيني فكنت عينه" أي لكون كل من المحبين تصرف على مراد محبوبه . والسلام ".

84 - شرح تجلي بأي عين تراه

434 - الرؤية في هذا التجلي، قد تضاف إلى المحب، وقد تضاف إلى المحبوب . فإن أضيفت إلى المحب فهو: إما يراه بعينه أو بعين المحبوب . والرؤية إنما تصح بحكم المحاذاة وبحسبه
بين الرائي والمرئي، ولا بقاء لعين المحب إلا إذا كانت الرؤية بعين المحبوب .

على مقتضی : کنت له بصرا .

فإن رأى المحب في هذا التجلي بعين نفسه شيئا فهو راء نفسه بصورة الوقت في مرآة المحبوب.

وإن أضيفت الرؤية إلى المحبوب فهو إما أن يرى بعينه أو بعين المحب. فإن رأى بعينه فلا بقاء لعين المحب معه كما سبق . وإن رأى بعين المحب فتثبت عينه ول تزول .

قال قدس سره مستفهما :

435 - (إذا تجلى الحبيب …. بأي عين تراه)

فأجاب عن نفسه فقال :

(بعينه لا بعيني …. فما يراه سواه)

إذ لا بقاء للسوى في رؤيته بعينه . (من زعم أنه يدرکه) بقوته الحادثة الواهية (على الحقيقة فقد جهل) إذ لا محاذاة ولا مقارنة بين الحادث والقديم.

وعلى تقدير ثبوتها. لا بقاء له فيها مع القديم فلا إدراك : فإن الإدراك فرع بقائه .

( وإنما يدركه المحدث من حيث نسبته إليه) في كونه موجودة به مدركا به تعالى لا بنفسه.

كما علمه تعالى من حيث نسبته إليه في عرصة غیب علمه بكونه تعينة من تعيناته وشأن من شؤونه .

436 - (فالمحب یری محبوبه بعين محبوبه . ولو رآه بعينه ما كان محب) أي لم يبق له وجود حتى يتصف بكونه محبة .

(والمحبوب یری محبه بعين المحب لا بعينه) إذ لو رآه بعينه الانعدم وجوده (وربما يقال في هذا المقام) الأنزه :

(فكان عيني فكنت عينه …. وكان كوني وكنت كونه)

فإنه إذا ثبت أنه عين وجودي، فأكون أنا عين كونه . إذ ليس لي وجود يغایر كونه.

(يا عين عيني یا کون کوني …. الكون كونه والعين عينه)

يقول : ليس لي وجود ولا عين فما يضاف إلي كونا وعينا هو في الحقيقة : كونه وعينه. وأنا باق على عدميتي دائما لا محيد لي عنها.

85 - شرح تجل من تجليات الحقيقة

85 - متن تجلي ومن تجليات الحقيقة
إذا ما بدا لي تعاظمته . . . وإن غاب عني فإني عظيم فلست الحميم ولست النديم . . . ولكنني إن نظرت القسيم فلا يحجبن بعين الحديث . . . فإن الحديث بعين القديم حبيبي ! قِدَمُك أظهر حدثي أو حدثي أظهر قدمك ؟ . لا أعرف فعرفني إذا كنت بك . حبيبي ! لا أعرف . فإن ثمَّ من أعرف وإذا كنت بي فإن حقيقتي أن لا أعرف . فإذ ولا بد من الجهل . فكن عيني حتى أراك . فسبحان من يُرى ولا يُعلم

85 - املاء این سودكين :
"ومن تجليات الحقيقة وهذا نصه : "اذا ما بدا لی تعاظمه … فسبحان من يرى ولا يعلم"

قال جامعه سمعنا شيخي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذ معناه :

"إذا ما بدا لي تعاظما لظهور سلطانه على . فألبس الذل والتواضع "وإن غاب عني" لبست حلته التي کسانی عند التجلي، لكوني خليفة أظهر بحلية المستخلف. فأكون عظيم عند الأكوان التي عدت إليها الكوني الظاهر عند الكون بصورته .

فغيبة الولي هاهنا إنما هي عن تجل خاص وحضور في تجل آخر شانه فيه إظهار هذا الوصف وقوله : «فلست الحميم ولست القسيم» ، أي قاسمته فيما ظهر لي به فكنت قسيمه بهذا الاعتبار

وقوله : "فلا تحجين بعين الحديث" البيت، أراد الحديث هاهنا الحدوث، أي لا تقل أنا محدث، ومن أين يكون للمحدث عظمة؟

فاعلم أن العظمة حصلت لك من تجلى «العظيم» لك لا منك.

وأيضا فإن المحدث هو الدليل على القديم، وتارة يكون مدلولا، أي بالقديم ظهر المحدث.

فهل جعلتني يا إلهي دليلا عليك، أو جعلت نفسك دليلا علي ؟

إذ قد ثبت قدمك وحدوني، فهل عرف حدوثي من قدمك ؟

أو من قدمك عرف حدوثي ؟ فذهب الحكماء إلى أنه من قدمه تعالی عرف الحدوث؛ وذهب المتكلمون إلى أنه بالحدوث عرف القدم.

وقوله : «إذا كنت بك فلا أعرف» أي أنت حينئذ عيني. وإذا كنت بي فلا أعرف أيضا، لأنني إذا کنت بي كنت مشهودة لنفسي غائبة منك، ففي الحالتين أنا مسلوب عن المعرفة، فإن ولا بد من الجهل فكن يا إلهي عيني حتى أراك بك.

وقوله : «فسبحان من یری ولا يعلم» ، أي تشهده ولا تنضبط لك كيفية ما رأيت، بل تبقی حائرة . وبهذا القدر تعرف تجلى الحق خاصة.

لأنك عند انفصالك مما تشاهده وتراه، أن رأيت عندك علما بذلك المشهد أو مسکت منه صورة فبما مسكته تعرف حكمه، وإن لم تقدر على تحصيل أثره جملة واحدة، فحينئذ تعلم أنه تجلي الق، فهذا میزانه .

فاعلم وتحقق وقل : "رب زدني علم ".

85 - شرح تجل من تجليات الحقيقة

437 - وهي "الحقيقية" سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه . إذ من آثار وصف حدوثك الافتقار و الذلة، وهما مسلوبان عنك بظهور على الحق وعزله فيك .

حالة كونك بالحق لا بنفسك.

بخلاف نفس الحدوث : فإنه بظهور القديم فيك، غير مسلوب عنك. فإذا تجلى هو بنفسه، في غناه وعظمته لك ظهرت أنت في محل التقابل بافتقارك وعبوديتك. وإذا غاب عنك في صورة مظهريتك، كان هو العظيم فيك، وهو الفاعل بك منك في الكون . وكنت أنت العظيم به في ولاية خلافته.

كما قال :

438 - (اذا ما بدا لي تعاظمته) أي بإظهار افتقاري إليه وعبوديتي له

(وإن غاب عني فإني العظيم) أي بكونه هو فاعبي مني في الكون وأنا لابس حلق خلافته ظاهر فيه بصورته مسلوبة مني باو صافه آثار حدوٹی و عدستي.

(فلست الحميم ولست النديم ولكنني إن نظرت القسيم) أي شأني فيما ظهر لي منه في هذا التجلي أن أكون قسيما لاصاحبا ولا نديما.

فإنه تصرف في الكون على مقتضى الربوبية. وتصرفت أنا فيه، به، على مقتضى الخلافة وكوني على الصورة .

(فلا تحجبن بعين الحديث) أي لاتجين عن كوني في محل تراني فيه بصفة الحدوث وآثاره (فإن الحديث بعين القديم)

يقول: حدوثي الذي تراني فيه، إنما هو قائم بعين القديم الذي له ولاية الربوبية في العالم بالمحو والانبات والحل والعقد .

فقربي إليه أعطائي التصرف به، وقربه إلي أعطاني تصرفه بي . فافهم

ثم قال :

439 - (حبيي قدمك أظهر حدثي أو حدثي أظهر قدمك) هذا لسان من قام في هذا التجلي، على مشاهدة الحقيقة من حيث تعارض المتقابلات عليها، ولم يسنح له من الحق ما يعطي التحقيق ويزيل الشبهة .

ولذلك لم يعلم أن القديم دليل على الحادث، كما هو رأي البعض، وهو رأي من قال بدلالة المؤثر على أثره أو بالعکس . كما هو رأي من قال بدلالة الأثر على المؤثر فقال : (لا أعرف) أي شأني أن لا أعرف بي شيئا.

(فعرفني إذا كنت بك) فإن العلم الكاشف عن حقيقة كل شيء كما هي مساوق لوجودك الظاهر بي . فعرفني بنجل خاص علمي حتى أعلم الحقيقة وأحكامها المتقابلة من حيث ما علمتها أنت. فيكون علمي بها إذن علما لدنيا خالص عن تعارض الشبهات فيه ثم كرر فقال :

440 - (حبيبي لا أعرف) وشأني أن لا أعرف شيئا . فإن علمت، فعلمي من لدنك، ومعرفتي بك وليس لي أن أعرف في مرتبة أنا فيها على عدميتي شيئا.

(فإن ما ثم من أعرف. وإذا كنت في فلا أكون. وإذا لم أكن لا أعرف. فإن حقيقتي) الباقية على عدميتها من مقتضاه (أن لا تعرف فإذ ولا بد من الجهل) الذي هو مقتضي حقيقتي، (فكن عيني حتى أراك بك) .

ولا كان الحق مع كونه مشهودة في كل شيء غير محصور في تعينه قال : (فسبحان من يرى ولا يعلم) فإنه تعالى لا تعين فيه، من حيث محض ذاته فلا ينضبط في تعين إلا بقدر ما به تعين من المراتب والأعيان والصور والأحوال والصفات ونحوها. فلذلك لا يعلم وإن كان مشهودا من حيث تعينه .



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!