موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

80 - شرح تجلي عمل في غير معمل

 

 


80 - متن تجلي عمل في غير معمل كم ماشٍ على الأرض ؟! كم ساجدٍ عليها وهي لا تقبله ! . كم داعٍ لا يتعدى كلامه لسانه ولا خاطرهُ، محله !. كم من ولي حبيب في البيّع والكنائس ؟ !. كم من عدوٍ بغيضٍ في الصلوات والمساجد يعمل في حق هذا، وهو يحسب أنه يعمل لنفسه ؟!. حقت الكلمة ووقفت الحكمة ونفذ الأمر : فلا نقص ولا مزيد . بالنرد كان اللعب ولم يكن بالشطرنج . قاصمة الظهر وقارعة الدهر، حكمٌ نفذ لا راد لأمره ولا معقب لحكمه . انقطعت الرقاب . اسقط في الأيدي . تلاشت الأعمال . طاحت المعارف . اهلك الكون السلخ والخلع : يسلخ من هذا ويخلع على هذا .

80 - إملاء ابن سودكين:

 «ومن تجلي عمل في غير معمل، وهذا نصه : كم ماش على الأرض ..ويخلع على هذا.

قال جامعه سمعت شيخي سلام الله عليه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي م هذا معناه وأصله :

حاصل هذا التجلي أن الله تعالى جعل الأعمال على تنوعها من الخير والشر مراتب معلومة تطلبها تلك الأعمال بذواتها .

فيرى العامل الخير فيما يبدو للناس، وهو معيب عند الله . يعمل أعمال كثيرة من البر لكنها تشوبها سمسمة من باطن العمل تناقض ذلك العمل بالذات .

فلا يصح لذلك العمل أن يساکن صاحب تلك السمسمة . فيرى العمل يطلب محل يناسبه ولا يكون لتلك السمسمة فيه أثر البتة فيرى العامل الممكور به الذي هذا نشأته من الشر يقتضي رتبة تناسبه .

وهو فيما يجري عليه من أعمال البر کالساعي من التجار في رزق غيره ينقله من موطن إلى موطن . فعمله عنده عارية يطلب محلا يناسبه .

ويكون ذلك المحل الذي يناسبه هو البر المنقول، الطالب مرتبته بالذات لعبد من عمال الشر فيما يبدو للناس .

إلا أن الله كتبه لأحد من أحبابه وأوليائه يظهر أثر سعادته عند خاتمته .

فیری محل هذا السعيد ظاهرا عن تلك السمسمة التي تقر عنها عمل الأول من البر.

فيجعل الله تعالی عمل ذلك الشقي منشورة على هذا المحل السعيد. ويطلب عمل هذا الآخر من الشر عند ورود الخير على محله، لذلك المحل الخبيث الذي استدعاه من وجود تلك السمسمة فيه منه .

فإذا بلغ الكتاب أجله، تاب الله على عبده وختم له بالخير وأظهر عليه حلة السعادة وجعل جميع حسنات الأول في ميزانه تطلب محله بالخاصية كما تطلب الطيور أوكارها فتسارع إليه وتتناثر عليه .

وهذا معنى قوله تعالى : "وقمنا إلى ما عملوا من عمل فجعله هباء منثورا" [الفرقان:23] أي نثرناه على غيرهم.

واعلم أن لكل عبد من أهل الجنة في الجنة مرتبتان، ولكل عبد من أهل النار في النار مرتبتان.

فالمرتبة الواحدة اقتضاها عمله، والمرتبة الأخرى هي موروثة له من بدله الذي أبدله الله تعالى مكانه في الجنة، وأبدل الآخر مكان هذا في النار .

فصار لكل واحد منهما منزلتان في موطنه وورث هذا حسنات هذا، وهذا سيئات هذا . فهذه هي خاصية هذا التجلي .

وهذا معنى قوله : کم ماش على الأرض . إلى آخر التجلي .

قوله : أهلك الكون الخلع والسلخ، فتحقق بالتقوى وتطهر من خفي الآفات والهوى . ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدة.

والله يقول الحق، سبحانه .

80 - شرح تجلي عمل في غير معمل

408 - العمل على ضربين : عمل صالح، وعمل غير صالح.

فالعامل بالعمل الصالح قد ينطوي استعداده على مثقال سمسمة من الشقاوة وهي تابي العمل الصالح.

والعامل بالعمل الغير الصالح قد ينطوي استعداده على مثقال سمسمة من السعادة وهي تأبي العمل الغير الصالح .

فكل واحد من هذين العملين : عمل في غير معمل .

ولذلك إذا بلغ الكتاب أجله جعل الله العمل الصالح هباء عن صاحب سمسمة الشقاوة منشورة على صاحب سمسمة السعادة .

فإذن يسبقه الكتاب فيموت سعيدة. وجعل العمل الغير الصالح هباء عن صاحب سمسمة السعادة، منثورة على صاحب سمسمة الشقاوة .

فإذن يسبقه الكتاب فيموت شقية . فيرث كل منهما مع ما لهما في الجنة والنار، ما للآخر.

409 - قال قدس سره : (کم ماش على الأرض والأرض تلعنه. كم ساجد عليها وهي لا تقبله . کم داع لا يتعدى كلامه لسانه ولا خاطره محله.

كم من ولي حبيب في البيع والكنائس. كم من عدو بغيض في الصلوات والمساجد يعمل هذا في حق هذا وهو يحسب أنه يعمل لنفسه) .

مثله كمثل من يسعى في تحصيل رزق الغير. فإذا حصل كان عارية يطلب محلا قدر له . والرزق قد يكون حلالا وقد يكون حراما .

فكل منهما يطلب محلا يناسبه . فمن يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.

410 - (حقت الكلمة ووقعت الحكمة ونفذ الأمر، فل نقص ) عما قدر (ولا مزید ) عليه.

وقد ضرب قدس سره مثلا لطلب الرزق محله حيث قال : (بالنرد كان اللعب) ولذلك انتقل مال الراهن إلى اللاعب الذي هو محله المناسب، بما جاء على الراهن في لعبه من نقوش الكعبتين من غير أن يكون لتدبيره واختياره في دفعها أثر ولا لقصد اللاعب في إتيانها حسب مراده أثر.

وهذا نظير انتقال العمل الصالح من صاحب سمسمة الشقاوة إلى صاحب سمسمة السعادة من غير اختيارهما أو بالعکس .

(ولم يكن) اللعب (بالشطرنج) ليكون للفكر والتدبير في الدفع والجلب، مجال . ولما كانت نقلة أعمال البر والشر من كل واحد من العاملين إلى الآخر، من غير تدبیرهما .

قال في تلك النقلة إنها : ( قاصمة الظهر وقارعة الدهر حكم نفذ ) في عرصة التقدير الأزلي حسب اقتضاء الاستعدادات الأصلية ؛ (لا راد لأمره ولا معقب لحكمه. انقطعت الرقاب. أسقط في الأيدي) طبق الحكم الأزلي (تلاشت الأعمال) حيث صارت هباء منثورة .

(طاحت المعارف) حتى انسلخ بلعام من آيات الله في تحقيق الاسم الأعظم فعاد جاهلا به.

قد (أهلك الكون السلخ والخلع .. يسلخ من هذا ويخلع على هذ) كما خلعت

خلع الحياة من الأبناء المذبوحين لموسى عليه السلام. وخلعت عليه تأیید وإمداد له باجتماع روحانيتهم عليه.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!