موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

75 - شرح تجلي نور الغيب

 

 


75 - متن تجلي نور الغيب كنا في نور الغيب فراينا سهل بن عبد الله التستري . فقلت له : كم أنوار المعرفة يا سهل ؟ فقال نوران : نور العقل ونور الإيمان . قلت : ما مدرك نور العقل وما مدرك نور الإيمان ؟ فقال مدرك نور العقل : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " [الشورى : 11] .

ومدرك نور الإيمان للذات بلا حد . قلت : فأراك تقول بالحجاب . قال : نعم . قلت : يا سهل. حددته من حيث لا تشعر لهذا سجد قلبك فمن أول قدمٍ وقع الغلط. قال : قل . فقلت يا سهل مثلك من يسأل عن التوحيد فيجيب . وهل الجواب عنه إلا السكوت ؟! .
تنبه يا سهل .
ففني ثم رجع . فوجد الأمر على ما أخبرناه . فقلت يا سهل : أين أنا منك ؟ . فقال : أنت الإمام في علم التوحيد . فقد علمت ما لم أكن أعلم في هذا المقام . وأنزلته إلى جنب النوري في علم التوحيد وواخيت بينه وبين ذي النون المصري . وانصرفت . 75 - إملاء ابن سودكين :

 « ومن تجلي نور الغيب وهذا نصه : كنا في نور الغيب . . وآخیت بينه وبين ذي النون المصري وانصرفت

قال جامعه سمعت شيخي يقول في اسد شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :

ليس له شن، هذا هو توحيد العقل .

وقوله تعالى : "وهو السميع البصير" [الشورى:11]، هذا هو توحيد الإيمان . يدرك هذا بنور الإيمان .

ولهذا قال سهل رحمه الله : إن نور المعرفة نوران : نور عقل ونور إيمان . وأما قولنا : نور الغيب، فإن النور إذا كان قويا في نفسه، فمن شرطه أن لا يكشف لك فيه شيء، فإن کشف لك فيه شيء فلضعف النور.

فالنور القوي هو الحجاب وهو نور الغيب . واعلم أن الإيمان يتعلق بالغيب، ويثبت ما حصل الإيمان به . ونور الإيمان يكشف ما أثبته الإيمان وصدقه .

وقد أثبت الإيمان أنه تعالی «بصير» بلاحد، و «سميع» بلا حد. فالإيمان يعم العقل وزيادة . لأنك إذا وقفت مع ما يستقل به العقل وهو أنه تعالی ليس كمثله شيء. فحينئذ لا يثبت العقل من حيث دليله أنه تعالی سميع بصير، إذ تقع المماثلة عندئذ بين الخالق والمخلوق، وقد تقرر عنده أنه تعالی ليس كمثله شيء، والإيمان أثبت ذلك. وأثبت كونه تعالی سميع بصيرة .

ثم کشف نور الإيمان هذه الزيادة التي لم يكن في قوة العقل إثباتها . ثم أخذ سهل يفصل النورين بما تقدم ذكره . وقصد تنزيه الحق بذلك فقالت له حددته بم حكمت عليه به، من حيث لا تشعر.

لقولك : «لا حد له» . ومن كان حده "أن لا له لا حد له" و "لا حد له" هو حده . وأما الجواب ههنا . فهو السكوت أو الجمع بين الضدين .

فقلت له : لهذا سجد قلبك من أول قدم لكونه قصد السجود دون غيره .

إذ لم يكن هذا التهيؤ أولى بقلبك من غيره، إذ السجود حالة مخصوصة من بين أحوال عامة .

وقلب المعارف لا يتقيد . بل جميع الأحوال عنده بنسبة واحدة . فكيف لك أن حددت قلبك بالسجود الأبدي . فدل ذلك على أنك حددت الربوبية بأمر حکمت به عليها .

وقد تلتبس الربوبية بالعبودية في تجليات كثيرة، فتطلب أنت الإطلاق فل تجده فيخرج منك حدك الذي اعتمدت عليه من كونه تعالى  «لا حد له» . وأما نزوله، أي سهل التستري، بين يدي الشيخ فكان اختبارا من الشيخ في حقه .

لأنه قال بغیر حد.

ولما دعاه إلى النزول بين يديه رأى الحق يدعوه في مظهر الشيخ، فنزل بين يديه وأخذ عنه، لكونه مظهرا من مظاهر الحق، والمظهر هو الحد.

فقد أخذ عن الحد، ولزمه ثبوت الحد. ولما فني سهل رأى الحق كما ذكر له الشيخ .

وأما قول الشيخ له : وهل الجواب عنه إلا السكوت يعني التوحيد لأن التوحيد لا لسان له إنما هو للخطاب، والخطاب يستدعي مخاطبة ثانيا .

وإذا حصل الثاني «المخاطب» فلا توحيد. فالجواب في التوحيد إنما هو السكوت . فلذلك نبه الشيخ عليه .

وأما قول الشيخ : فأجلسته إلى جنب النوري فالإشارة فيه لاتفاقهما في العبارة والأمور الظاهرة.

وقوله : وآخيت بينه وبين ذي النون المصري، أي لاشتراكهما في الذوق الباطن، فكانت أمهما حقيقة واحدة . لأنه قد يقع الاشتراك في أمر ما بين اثنين فياخذه أحدهما کشفا وذوقا من الباطن، ويأخذه الآخر من باب الفهوم وصفاء الذهن والعقل، فاشتركا من وجه وتفرقا من وجه .

فمثل هذا الأخير يقال فيه : أجلسته إلى جانبه لكونهما اتفقا في الوجه الظاهر من المقام. وأما إذا شاركه في الأصول الغيبية فقد رضع معه من الأم وشاركه في أمور الفطرة الذاتية . فأخذها من أم الكتاب في أول مراتبه . فتحقق ".

75 - شرح تجلي نور الغيب


388 -
هذا النور إذا اشتد ظهوره . لا يكشف فيه شيء قطعة. فهو من فرط ظهوره، حجاب .

والغيب به بالنسبة إلينا غيب . وإذا خفي أعطى الكشف والاضطلاع.

قال قدس سره : (كنا في نور الغيب.

فرأينا سهل بن عبد الله التستري. فقلت له: كم أنوار المعرفة يا سهل ؟

فقال: نوران : نور عقل، ونور إيمان قلت: فما مدرك نور العقل وما مدرك نور الإيمان ؟ فقال : مدرك نور العقل ليس كمثله شيء) إذ في قوة العقل أن يستقل في التنزيه ويبلغ غاية التحقيق فيه .

وليس له أن يستقل في شق التشبيه إلا بضرب من التأويل وصرف النصوص عن ظاهرها إلى وجه يرجع إلى أصل التنزيه .

(ومدرك نور الإيمان، الذات بلا حد) أي الذات باعتبار سلب الاعتبارات المحدودة عنها . فأخرج بها القيد حيثية ظهور الذات في المظاهر التي هي الحدود.

والذات مع كونها لا حد لها في حقيقتها، لها في كل اسم بحسب حيطته حد. ونور الإيمان يكشف ما أثبته الإيمان عند تعلقه بالغيب .

فأثبت الإيمان أنه تعالی سميع بصير. فأثبت فيهما ما لزمه ثبوت الحد وأثبت أيضا أنه سميع بلا حدود وبصير بلا حد، فأثبت أيضا ما أثبته العقل تنزيها

389 - قال قدس سره : (فقلت) له (أراك تقول بالحجاب) حيث قيدت الذات بلا حد والقيد بلا حجاب . (قال: نعم. قلت: يا سهل) أنت مع تحرزك عن التحديد .

(حددته من حيث لا تشعر) إذ من وصف بأن لا حد له . فل حد له هو حده .

(لهذا سجد قلبك) أي لقولك بالحجاب والتقييد. انحصر قلبك في السجود من العبادات الذاتية دون غيره .

ومقتضی حال القلب أن يحاذي في كل آن شان الحق في كل عبودية يقتضيها ول ينحصر في شيء منه (من أول قدم وقع الغلط) فانحصرت وکنت برهة من الزمان، تقول لم يسجد القلب ؟

حتى سمعت العباداني يقول : للأبد.

فلما انفحم سهل رحمه الله (قال) له (قل) له : ما عندك من الأجوبة التي يستحقها سؤالك.

(قلت: حتى تبرك بين يدي) تنزل من يلقي القياد إلى محل المراد .

ولما قيد سهل رحمه الله مدرکه الإيماني بقوله : بلا حد، دعاه قدس سره إلى نفسه بقوله : حتى تنزل بين يدي، فامتثل وألقى قياد قابليته إليه .

(فجث) بين يديه فشاهد الحق في حد مظهريته فلزمه ثبوت الحد في مدرکه الإيماني.

كما لزمه عدم ثبوته من حيثية مشهد قال فيه : بلا حد

390 - (قلت له: يا سهل مثلك من يسأل عن التوحيد فيجيب، وهل الجواب عنه إلا السكوت) أو الجمع بين الضدين بمعنى أن تقول : بحد، وبلا حد. (تنبه يا سهل) لما فات عنك في مدرك التوحيد.

(ففني) إذ ذاك سهل فيم شاهد من مظهريته، قدس سره .

( ثم رجع ) بوارد الصحو إلى مدرك نتائج الفناء . (فوجد الأمر كما أخبرناه فقلت: يا سهل أين أنا منك) في هذا المدرك الغريب (قال: أنت الإمام في علم التوحيد فقد علمت ما لم أكن أعلم في هذا المقام) حيث علمت أن التوحيد الذاتي لا لسان له . وقد كل لسان من عرف الحق بهذا التوحيد.

واللسان إنما هو للتخاطب، والتخاطب يستدعي المتخاطبين، فأين التوحيد ؟

ثم قال : (فأنزلته إلى جنب النوري في علم التوحيد) لاتفاقهما في المشرب . يقال أجلست فلانا إلى جنب فلان إذا وجدهما على رأي في أمر.

ثم قال : (وواخيت بينه وبين ذي النون المصري) فإنه وجدهما في التوحيد مرتضعي ثدي واحد. فإن ذا النون قال : إن الحق بخلاف م يتصور ويتخيل ويتمثل. فأخلى الكون عنه مع أنه لا يقوم إلا به .

وإن سهلا حد الربوبية بلا حد. فأخلى الحدود عنها ثم قال : (وانصرفت) من المشاهد المشحونة باللطائف الفهوانية إلى عالم الإحساس .



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!