موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

59 - شرح تجلي سريان التوحيد

 

 


59 – متن تجلي سريان التوحيد : رأيت ذا النون المصري في هذا التجلي وكان أطرف الناس . فقلت له : يا ذا النون عجبت من قولك وقول من قال بقولك : أن الحق بخلاف ما يتصور ويتمثل ويتخيل . ثم غشي علي . ثم أفقت وأنا أرعد ثم زفرت . وقلت : كيف يخلي الكون عنه والكون لا يقوم إلا به . كيف يكون عين الكون وقد كان ولا كون ؟؟ ! يا حبيبي !! ي " ذا النون " .
وقبلته وقلت : أنا الشفيق عليك لا تجعل معبودك عين ما تصورته منه ولا تحجبنك الحيرة عن الحيرة وقل ما قال فنفيَّ وأثبت : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " [الشورى : 11] . ليس هو عين ما تصور ولا يخلو ما تصور عنه . فقال ذو النون : هذا علم فاتني وأنا حبيس والآن قد سرح عني فمن لي به وقد قبضت على ما قبضت . فقلت يا ذا النون : ما أريدك هكذا . مولانا وسيدنا يقول : " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " [الزمر : 47] . والعلم لا يتقيد بوقت ولا مكانٍ ولا بنشأة ولا بحالة ولا بمقام . فقال لي : جزاك الله خيراً، قد تبين لي ما لم يكن عندي وتجلت به ذاتي وفتح لي باب الترقي بعد الموت وما كان عندي منه خبر . فجزاك الله خيراً .

59 - إملاء ابن سودکین:

 « ومن تجلي سريان التوحيد وهو ما هذا نصه . رأيت ذا النون المصري في هذا التجلي وكان من أظرف الناس. . فجزاك الله عني خيرا.

قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :

أما سربان التوحيد فهو قوله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " [الإسراء :23] .

وذلك أنه ما عبد، حيث ما عبد في كل معبود إلا الألوهية .

ورتب الله تكوين الأسباب عندها غيرة أن يكون جناب الألوهية مستهضما .

ولذلك ذل الشريك لكونه واسطة إلى الإله . فبعد عن نسبة الألوهية .

فصاحب الشريك أكثف حجابا وأكثر عذابا لأنه أخطا الطريق الخصوص بنسبة الألوهية إلى من لم يؤمر بنسبتها إليه .

وأخطأ بإضافة الشريك الذي يقربه إلى الله زلفى .

وقوله سلام الله عليه : رأيت ذا النون في هذا التجلي . هو كقول ذي النون وغيره : مهما تصور في قلبك وتمثل في وهمك فالله تعالی بخلاف ذلك .

قال الشيخ : وهذا الكلام مقبول من وجه، مردود من وجه. فرده : من كونك أنت الذي تصوره في وهمك وتضعه في تركيبك .

وأما وجه قبوله : فهو إذا قام عندك ابتداء من غير تعمل له أو تفكير فيه، فذلك تجل صحيح، لا يصح أن ينكر ولا يرد .

واعلم أن جميع الأكوان على علم صحيح بالله تعالى فلا تنطق إلا عن حقيقة، ولا يقع فيها من مظاهر الحق، فلا يصح أن يخلو عنه كون أصلا لأنه متی أخليت عنه الكون فقد حددته .

ولا يصح أن يكون الحق تعالی عين الكون . فإنه تعالى قبل الكون، كان ولا كون.

فإذا عرفته سبحانه من هذين الوجهين، فهي معرفة الإطلاق التي لا حد فيه .

فلا تحجبنك الحيرة من الحيرة بحيث تقول : قد حرت فيه فلا أعرفه .

بل من شرط معرفته تعالى الحيرة فيه فقل ما قال، لما نفى وأثبت : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" .

ثم ذهب ذو النون المصري إلى أن الترقي منقطع بعد الموت .

وذلك إنما هو الترقي في درجات الجنة خاصة، وأما الترقي في المعاني فدايم أبدا. فتعظیم جناب الحق دايم أبدا .

وهي عبادة ذاتية عن تجل لا ينقطع ولا ينقطع مزيدها.

وأما هذه العبادة التكليفية فهي الني تسقط بسقوط التكليف.

فانظر إلى كل عبادة تنسب إلى ذلك فتميزها . وانظر إلى كل علم ذاتي فميره . والله يقول الحق .

59 - شرح تجلي سريان التوحيد

331 - سری توحيد الألوهية على مقتضى : "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه" فيما عبد في كل معبود .

فلم يعبد فيه « المعبود أي معبود » إلا الألوهية التي هي حق الإله .

فلا خطا في عبادة الألوهية بل الخطأ في نسبة الألوهية إلى ما ليست بحقه.

332 - قال قدس سره : (رأيت ذا النون المصري في هذا التجلي و كان من أطرف الناس. فقلت له: يا ذا النون، عجبت من قولك، و قول من قال بقولك: إن الحق بخلاف ما يتصور ويتمثل ويتخيل) .

وكيف يخلو من الحق کون ولا وجود له إلا بظهوره فيه . فالقائل بالتخلية قائل بالتحديد .

فمن قال : إنه تعالی بخلاف ما يتصور فإنما قال به نظرا إلى حقيقته حقائق تجلياته وإلى جهة تنزيهها مطلقا. وأما من حيث ظهوره، فهو مع كل شيء بصورة ذلك الشيء.

فالشيء بدونه لم يشم رائحة من الوجود . فعلى هذا إنما يقال : إن الحق إنم هو بحسب التصور والتخيل ونحوهما.

333 - وقال قدس سره : ( ثم غشي علي ) بشهود عظمة التجلي (ثم أفقت وأنا أرعد) بما أثمرت مقارنة القديم بالحادث من غير حجاب ( ثم زفرت ) عند شهودي ظهور الحق في الحقائق ووجودها به .

( وقلت كيف يخلى الكون عنه، والكون لا يقوم إلا به ) ومع هذا لا يصح أن يكون عين الكون، ( كيف يكون عين الكون وقد كان ولا كون ) ثم قلت ( يا حبيبي یا ذا النون، وقبلته وقلت أن الشفيق عليك، لا تجعل معبودك عين ما تصورته منه ولا تحجبنك الحيرة ) في التنزيه المطلق ( عن الحيرة ) في وجوه التشبيه ( فقل ما قال ) الحق في الجمع بين الحكمين (فنفى وأثبت) حيث قال : " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير "[الشورى : 11] .

فأدرج التشبيه في نص التنزيه، بالكاف، وأدرج التنزيه في نص التشبيه بتقديم ضمير الفصل  «هو»  المفيد للحصر.

فعلم أن ( ليس هو عين ما تصور، ولا يخلو ما تصور عنه )

334 - (فقال ذا النون : هذا علم فاتني وأنا حبيس) البرازخ التي ليس فيها مقام الكثيب "موطن الرؤية في الجنة" .

( والآن قد سرح عني ) ما كان قابلا للاستفادة ( فمن لي به ) استفادة وإفادة .
وقد قبضت على ما قبضت ولا أعرف وجه الترقي بعد الموت .
(فقلت : يا ذا النون، ما أريدك هكذ) أن تكون على قطع الرجاء وعدم الإشراف على موارد البغية .

(مولانا وسيدنا يقول) عن الله تعالى :" وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " [الزمر/47] .

فالترقي من حيث التجليات المختصة بالعبادة التكليفية، ساقط بسقوط التكليف وما يختص من ذلك والترقي الذي يختص بالتجليات المختصة بالعبادة الذاتية التي ل تتوقف على الأمر. فدائم.

وهكذا الترقيات المتجددة بتجدد العلم والشهود في المواقف الآجلة والمواطن الجنانية.

ولذلك قال قدس سره :

( والعلم لا يتقيد بوقت ولا بمكان ولا بنشأة ولا بحالة ولا بمقام فقال لي) : يعني ذا النون

(جزاك الله خيرا قد أبين لي ما لم يكن عندي وتجلت به ذابي وفتح لي باب الترقي بعد الموت، وما كان عندي منه خبر فجزاك الله عني خيرا ) .










 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!