موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

57 – شرح تجلي العلة

 

 


57 – متن تجلي العلة : رأيت الحلاج في هذا التجلي . فقلت له يا حلاج : هل تصح عندك علية ؟ وأشرتُ . فتبسم وقال لي : تريد قول القائل : يا علة العلل ويا قديماً لم تزل ؟ . قلت له : نعم . قال لي : هذه قولة جاهل !!! اعلم أن الله يخلق العلل وليس بعلة . كيف يقبل العلة من كان ولا شيء ؟؟ ! . وأوجد لا من شيء وهو الآن كما كان ولا شيء ؟؟ ! جل وتعالى . لو كان علة لارتبط ولو ارتبط لم يصح له الكمال تعالى الله عم يقول الظالمون علواً كبيراً . قلت له : هكذا أعرفه . قال لي : هكذا فينبغي أن يُعرف فاثبت . قلت له : لم تركت بيتك يخرب ؟ . فتبسم وقال : لما استطالت عليه أيدي الأكوان حين أخليته فأفنيت ثم أفنيت ثم أفنيت وخلّفت هارون في قومي فاستضعفوه لغيبتي فأجمعوا على تخريبه فلم هدّوا من قواعده ما هدّوا رددت إليه بعد الفناء فاشرقت عليه وقد خلت به المثلات فأنفت نفسي أن أُعمر بيتاً تحكمت فيه يد الأكوان فقبضت قبضي عنه فقيل مات الحلاج !!! والحلاج ما مات . ولكن البيت خرب والساكن ارتحل . فقلت له : عندي ما تكون به مدحوض الحجة . فأطرق وقال : " وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " [يوسف : 76] . لا تتعرض . فالحق بيدك وذلك غاية وسعي . فتركته وانصرفت .

57 - املاء ابن سود كين على هذا الفصل :

 « ومن شرح تجلي العلة . وهو ما هذ نصه. و رايت الحلاج في هذا التجلي وذلك غاية وسعی. فتركته وانصرفت .

قال جامعه : سمعت شيخي يقول في اثناء [الأصل : اثا] شرحه لهذا التجلي م هذا معناه . انه لما اجيت بالحلاج - رحمه الله ! - في هذا التجلي وسألته عن العلية، هل تعح عنده ام لا ؟

فقال : هو قولة جاهل، يعني ارسطو . ثم نزه نزها حسنا .

فقلت، عند سماعي تنزهه : هكذا اعرفه .

فقال : هكذا ينبغي أن يعرف، فاثبت ! -

قال الشيخ : وينبغي للمتناظرين، اذا ادعى أحدهم القوة في أمر ما، ان يدخل عليه الآخر في ذلك المقام بنسبة لا يعلمها، فيفضحه في دعواه من نفسه وبریح (نفسه) حينئذ مؤنة التعب .

ولما قال الحلاج للشيخ ۔ سلام الله عليه : "اثبت !" ولم يكن مقامه يقتضي له هذا القول الشيخ، قال له (ابن عربي) ؛ «لم تركت بيتك يخرب؟» - فتبسم عند سماعه اشارة الشيخ . واجاب بما لا يطابق مقصود الشيخ واشارته .

فقال له الشيخ حينئذ، لما كفاه مؤنة نفسه بجوابه : عندي ما تكونبه مدحوض الحجة . ففهم حينئذ الإشارة، وعرف ما كان حمل منه : "فاطرق ! ". هكذا أعرفه .

فقال : هكذا ينبغي أن يعرف، فائبت .

قال الشيخ : وينبغي للمتناظرين إذا ادعى أحدهما القوة في أمر ما، أن يدخل عليه الآخر في ذلك المقام بنسبة لا يعلمها فيفضحه في دعواه من نفسه ويريح نفسه حينئذ مؤنة التعب.

ولما قال الحلاج للشيخ سلام الله عليه : اثبت، ولم يكن مقامه يقتضي له هذا القول للشيخ . قال له ابن عربي : لم ترکت بيتك يخرب فتبسم عند سماعه إشارة الشيخ .

وأجاب بما لا يطابق مقصود الشيخ وإشارته . فقال له الشيخ حينئذ لما كفاه مؤنة نفسه بجوابه : عندي ما تكون به مدحوض الحجة .

ففهم حينئذ الإشارة وعرف ما كان حصل منه، فأطرق ".

57 – شرح تجلي العلة

323 - ( رأيت الحلاج في هذا التجلي ) القاضي بتحقيق كونه - تعالى ! هل هو علة تستلزم وجود العالم في الأزل وقدمه أو ليس بعلة؟

(فقلت له : يا حلاج، هل تصح اعندك علية ؟ وأشرت --) إشارة تفهمه أني لم أقل بها . -

( فتبسم ! ) تبسما يفهمني انه لم يقل بها .

( وقال لي : تريد بقول القائل : ( با علة العلل، ويا قديما لم يزل - قلت له : نعم ! - قال : هذه قولة جاهل ! ) – یعنی من أسس قاعدة الفلسفة .

ثم قال : ( اعلم أن الله يخلق العلل ) المستلزمة لوجود معلولاتها، (وليس بعلة) لشيء أبدا . (كيف يقبل العلة من كان) في الأزل ولاشيء معه .

(وأوجد ) العالم (لا من شيء وهو الآن كما كان:ولا شيء) فإن العالم نظرا إلى نفسه، باق على عدميته لم يشم رائحة من الوجود .

(جل وتعالى لو كان علة لارتبط) بمعلوله (ولو ارتبط لم يصح له الكمال) إذ الارتباط يشعر بالافتقار. فارتباطه تعالى بالمعلول إن كان من مقتضى ذاته فيكون عن إيجاب لا عن اختيار (تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبير) بل إنه تعالی شاء في الأزل أن يخلق الخلق، فخلق في الأبد كما شاء في الأزل منة على ما أوجده من غير أن يجب عليه إيجاده .

( قلت له هكذا أعرفه قال لي هكذا ينبغي أن يعرف فاثبت ) على ما عرفت.

324 - فلما شهد ذوق الحلاج بتجرید الحق عن الحقائق والأحوال مطلقا حكم في شهوده أنه الغاية القصوى في مواطن الكمالات الإنسانية فأعطاه مقامه علما صحيحا في منع علية ذات الحق والارتباط بينها وبين الذوات .

ولم يشهد له ذوقه بتحقيق الارتباط بين أسمائه تعالی والأعيان الخلقية من حيثية توقف ظهور الأسماء على وجود الأعيان.

ووجود الأعيان على ظهور الأسماء.

فشاهد الحلاج عند تخاطبه في عالم النور، أن مقتضی مقام الشيخ تحقيق هذ الارتباط الأسمائي الناشئ من مشاهدة الحق والحقائق، والوحدة والكثرة معا بل مزاحمة.

فأعطاه طیش غلبة الحال التي ذهبت بها من هذا العالم أن يقول له : فاثبت . زاعما بأن هذا التحقيق ناشئ من مشهد الفرق الأول، حيث لم يكن له قدم وذوق في مشهد الفرق الثاني .

وهو مشهد التلوين بعد التمكين حتى يشهد له ذوقه بجمع الحق والحقائق وظهورهما بلا مزاحمة. ثم يثبت ارتباط الأسماء بالأعيان الكونية .

ولهذا طلب الثبات من الشيخ على القدر الذي شهد به ذوقه وحاله مشعرا بأن هذا القدر هو المنتهی .

 «وليس وراء عبادان قرية» ولم يحكم ذوقه بأن وراء عبادان بحرا زاخرا ينبغي فيه الغوص إلى لا غاية . فلما استشعر الشيخ بما لديه، سأل منه مسألة ينتهي التحقيق فيها إلى إفحامه وإعلامه بأن مقامه دون الغاية المطلوبة في الكمال .

ولذلك قال قدس سره :

325 -
(قلت له : لم تركت بيتك يخرب ؟) ولا جنحت إلى سلم يحفظه عن الخراب ( فتبسم) مستشعرة بإصابة سهمي الغرض (وقال) متمسكا بما يقتضيه مقامه حالتئذ (لما استطالت عليه أيدي الأكوان ) بالمنع والتحجير واستتباعهم إياه في طرق تقليدهم ( حين أخليته ) بحکم الانسلاخ القاضي بخلاص لطيفتي من شرك التقييد إلى فضاء الإطلاق (فأفنيت) أي صرت فانية عن كل ما تراءى لي في المشاهد النفسية من الرسوم الظاهرة.

( ثم أفنيت ) عن كل م تراءى لي في المشاهد الروحية من الرسوم الباطنة (ثم أفنيت) عن كل ما تراءى لي في المشاهد القلبية من الرسوم الجامعة الكونية . فوجدت إذ ذاك البيت مفتقرة إلى التدبير، وقد حكم المقام على لطيفتي بالسراح والانطلاق ( وخلفت هارون ) أي الهيئة الروحانية المتولدة في البيت من إشراق المرتحل عنه بحكم الانسلاخ لتدبر فيه على سنن ما يعطيه حال المرتحل عنه في إشرافه عليه ( في قومي ) من الجوارح والجوانح والقوى البادية والحاضرة، ( فاستضعفوه لغيبتي ) عن البيت .

وقد انغمروا في لذات الأحوال القاضية برفع التحجير (فأجمعوا على تخريبه) بإبراز نتائج الأحوال بلسان الشطح ( فلما هدوا من قواعده ) القاضية بالتزام التحجير، هدوا، رددت إليه ) من حال الانسلاخ ( بعد الفناء ) أي بعد فنائي في المشاهد الثلاث المذكورة ( فأشرفت عليه ) بصحوى المفيق .

(وقد حلت به المثلات) بما هدوا فيه (فأنفت نفسي أن أعمر بيتا تحكمت فيه يد الأكوان) من القوى الباطنة والظاهرة العائدة تحت سورة الحال إلى إطلاقها الطبيعي، النابية في سراحها عن التزام التحجير.

( فقبضت قبضتي عنه ) وهي التي تركها فيه للتدبير حالة غيبته عنه . ( فقيل مات الحلاج، والحلاج ما مات، ولكن البيت خرب والساكن ارتحل ) .

326 - قال قدس سره : لما سمعت منه هذا المقال (فقلت له : عندي ما تكون به مدحوض الحجة) ولعله قدس سره كان يقول له : إن تدبير المخلف عنك في البيت إنما كان على قدر ما أعطاه حالك في مرتقاك .

والخلل إنما تطرق عليك بما حكم عليك شهودك بعدم الارتباط بين الحق والخلق مطلقا، حيث جردت الحق عن الحقائق، ولم تنظر إلى الارتباط بين الشؤون الذاتية في الأصل .

فإن ظهور المفاتيح الأول الكامنة في غيب الأحدية الذاتية بحكم الاشتمال تفصيلا من الحضرة الإلهية الأسمائية إنما هو مرتبط بوجود الأعيان الكونية التفصيل .

ووجود الأعيان مرتبط بظهور المفاتيح في الحضرة الإلهية على التفصيل .

فلو سرحت في هذا المشهد حققت شهودا أن مشاعرك هي مواقع نجوم الأسماء، بل هي الأسماء المشخصة المفصلة في أعيانها، وعرفت أن لا ظهور لها ولأحكامها التفصيلية إلا بتلك المواقع.

وحکمت بالجمع بين الحق والحقائق . ولا أطلقت مطلقا ولا قيدت مطلقة .

بل قلت : بالإطلاق في التفييد وبالتقييد في الإطلاق. فأخذت بتدبير يحفظ عليك بيتك، ولا أنفت عنه .

ثم أعطيت فيه حق العبودية كما ينبغي، وحق الألوهية كما ينبغي . وجمعت عليك تجلي بحر التوحيد مالك وجمعت عليه ماله .

ولا زاحمت الربوبية بقولك : أنا . فكنت من الفائزين، باغيا غايات الكمال. ولذلك لما استشعر الحلاج بوقوع هذا التعرض أنصف في نفسه ( فأطرق وقال : وفوق كل ذي علم عليم . لا تعترض فالحق بيدك وذلك غاية وسعي ) وحق استعدادي (فتركته ) في المسارح البرزخية (وانصرفت) إلى العوالم الحسية.






 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!