موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

52 - شرح تجلي منك وإليك

 

 


52 - متن تجلي منك وإليك : لله خزائن نسبية يرفع فيها توجهات عبيده المفردين فتقلب أعيانه فتعود أسرار إلهية بعين الجمع بما منهم فيردها عليهم بما إليهم . ولهم خزائن فيقلبون أعيانها على صورة أخرى فيرفضونها إليه بم منهم فتقلب أعيانها على صورة عرفانية فيرسلونها بما إليهم فينقلبون عنها في صورة أخرى بما منهم هكذا قلباً لا يتناهى في الصورة والعين واحدة فإليهم عرفان ومنهم أعمال

52 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :

 « ومن تجلي إليك ومنك وهو : أن الله تعالی خزائن نسبية يرفع فيها . فإليهم عرفان ومنهم أعمال. قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا الفصل ما هذا معناه : «إليك» ، عبارة عما يرد من الحق إليك.

و «منك» : عبارة عما یكون منك إلى الله تعالی فهي بالنسبة إلى الحق معارف عندنا تكون منه إليك . وبالنسبة من العبد إلى الحق تكون عمل. ولله خزائن يرفع فيها توجهات عباده التي هي عملية فيقلب عينها عرفانية، فتعود أسرارا إلهية .

وذلك أن الأمر يلبس حلة ما ينسب إليه . فيراها في الحس حسية و في الأرواح روحانية وفي كل حضرة بما يقتضيه حكم تلك الحضرة على تعدد الحضرات , وهذه التوجهات هي تنوعات اللطيفة.

فهي بحقيقتها تتوجه إلى الله تعالی بما منها لا بأمر آخر. فيكون توجهه عملا . فينظر الحق إلى ذلك التوجه إذا عرج إليه فيكسوه حلة عرفانية .

فيعود بها ذلك التوجه فيعطي تلك الحلة أثرة إلهية ومزيدة عرفانية . فيزيد الاستعداد ويقوى بذلك الأثر الإلهي، وينتج عملا أتم من العمل الأول .

فيعمله العبد متوجها به إلى جناب الله تعالى على نية القربي فيعرج إليه سبحانه بما منك عملا فينظره أيضا، فيكسوه حلة العرفان ويرده إليك بمزيد آخر عرفاني أعلى من الذي تقدم، فيزداد المحل بذلك استعدادا فيستعد لعمل آخر أتم ما تقدم من أعمالك هكذا أبدا وتقديرة . إليك ومنك .

إذ لا مناسبة مع الحق على الحقيقة لكون أصلا. وكل ما تتحلى به من المعرفة إنما هو عائد إليك ولا يعود إلى الحق منه شيء، فلهذا كان خلعة عليك لأنه بقدر طاعتك وتوجهك عرجت التوجهات لا بقدر المطاع، وبقدر استعدادك قبلت فمنك وإليك، فالأعيان المتوجهة عرجت أعمالا، فقلب الله أعيانها فصيرها أسرارا إلهية بعين الجمع وهي حضرة الحق.

وكان التوجه من العبيد بما منهم. أي بحقائق العبيد وبقدر استعدادهم وم يطيقونه، لا بقدر ما يستحقه الحق من الجلال . فيردها الحق إليهم بما لهم أي بقدر ما يقبلونه .

ثم يبقى الأمر دورية هكذا أبدا . يعرج وينزل إلى غير نهاية . وعين المعرفة التي تنزل إليهم هي التي تصعد عملا وتكون سلما . فعلم ينزل وعمل يصعد. واتقوا الله ويعلمكم الله . والله يقول الحق ".

52 - شرح تجلي منك وإليك

303 - مدار التحقيق في هذ التجلي أن تعرف أن لا نزول لشيء من الحقائق الإلهية كما هي إليك إذ لا مناسبة بينك وبين الحق، فلا سعة في استعدادك ولا قوة لقبول حقائقها الأقدسية ولا صعود لشيء من أعمالك وتوجهاتك إلى حضرتها الذاتية .

إذ لا مناسبة أيضا بين ما هو من الحادث وبين القديم. فما تنزل منه تعالى إليك هي أعمالك وتوجهاتك الصاعدة إلى خزائنه النسبية : واسعة ووسعی وعلية وعلي ولكن الأعمال والتوجهات بعد انتهائها إلى تلك الخزائن تأخذ صبغة إلهية على قدر استعداد القابل لها، وعلى قدر صفاء العمل ومنتهاه من الخزائن.

فما منك يعود بتلك الصبغة إليك فيعطي على قدر صبغته لاستعدادك زيادة في السعة والكمال . فتصعد منه أعمال وتوجهات أصفى وأقدس إلى خزائن أعلى من الخزائن الأولى .

فيأخذ الصاعد إليها صبغة أتم وأبهج من الصبغة الأولى .

ثم يعود إليك ما منك. فيعطي بقدر صبغته الاستعدادك ما يعطي، حتى يصعد منه ما يصعد.. هكذا إلى لا غاية .

ولذلك قال قدس سره :

304 - (الله خزائن نسبية) علية وعليا، واسعة ووسعي (يرفع به)  « الباء»  بمعنی  «في»، (توجهات عبيده المفردین) الصادرة عنهم، على قدر قوة إخلاصهم في أعمالهم (فتقلب) إذن (أعيانه) أي أعيان توجهاتهم الخالصة حالة انصباغها بالصبغة الإلهية (فتعود أسرارة إلهية بعين الجمع وتوجهاته) أي في عين الجمع وتوجهاتها النزيهة (بما منهم) أي بقدر ما من حقائقهم وتوجهاتهم في طاعاتهم وبحسبها لا بحسب عين الجمع وتوجهاته النزيهة .

(فيرده) أي الأسرار الإلهية (عليهم بما إليهم) أي بقدر ما يقبلون من توجهات عين الجمع المقلبة أعيان توجهاتهم أسرارة إلهية.305 - (وهم خزائن) أخرى أوسع وأعلى لصدور الأعمال والتوجهات الخالصة، على قدر صفاء استعداداتهم، بسراية ما عاد عليها من أعمالهم المنقلبة أسرارة (فيقلبون أعياه) كما انقلبت في الخزائن الأول على صورة أخرى أجمل وأتم من الأعمال والتوجهات المرفوعة أولا إذ برد أعيانها الأول المنقلبة أسرارة، إليهم اتسع استعدادهم وتخلص عن شوائب الاعتلال والاختلال فنشأت منه طاعات وتوجهات بحسبه صفاء وكمال (فيرفعوها إليه) تعالي (بما منهم فتقلب أعياه على صورة) أخرى أتم وأجمل، (عرفانية) بها يطلع العارف على أحكام الجمعين الإلهية والإنسانية وحقائقهم (فيرسلها إليهم فيقلبون عينها في صورة أخرى بما منهم) بحسب استعداداتهم المترقبة في مناهج الكمال.

306 - ( هكذا قلبا ) بعد قلب ( لا يتناهي في الصور ) فعين المعارف التي تنزل إليهم هي التي تصعد أعمال وتوجهات : فعلم ينزل وعلم يصعد واتقوا الله ويعلمكم الله ( والعين واحدة فإليهم ) من الخزائن النسبية ( عرفان ومنهم ) بحسب أطوار الاستعدادات صفاء واتساعة (أعمال) .



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!