موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

40 - شرح تجلي الظنون

 

 


40 - متن نص تجلي الظنون:

ظنون الولي مصيبة فإن كشف له من خلف حجاب الحسد فيجد الشيء من نفسه ول يعرف من أين جاء ويعرف مقامه.

فيعرف أن ذلك لغيره فينطق به فيكون حال الغير فهذا ظن عندنا.

وفي هذا المقام أيضاً يكون الأكابر منا وليس بظن في حقهم وإنما يجري الله على لسانه ما هو الحاضر عليه من الحال.

فيقول الحاضر قد تكلم الشيخ على خاطري والشيخ ليس مع الخاطر حتى لو يقل له ما في ضمير هذا الشخص ما عرف.

سئل أبو السعود البغدادي عن هذا المقام فقال: " لله قومٌ يتكلمون على الخاطر وما هم مع الخاطر ".

وأما صاحب الظن فلولا السكون الذي يجده عنده بلا تردد ما تكلم به.

وهذا المقام عييٌ على الأولياء وحصرهم فما بالك بفهمهم.

ومن هنا ينتقلون إلى تلقي الأقدار قبل نزولها على أن لها بطأً في النزول يدور القضاء في الجو في مقعر فلك القمر إلى الأرض ثلاث سنين وحينئذٍ ينزل ويعرفون الأولياء ذلك بحالة يسميها القوم: " فهم الفهم ".

ومعنى فهم الفهم لفهمهم الأعمال أولاً ثم يفصلون بقوة إحدى ذلك الأعمال فتلك قوة فهم الفهم.

40 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :

 « ومن تجلي الظنون . قوله في أول هذا التجلي : ظنون الولي مصيبة . فيكون حال الغير.

فسمعته يذكر في أثناء شرحه لهذا التجلي : إن هذا الظن في الأولياء ليس بظن . لكونه خطرله أمر محقق . لكن صاحب ذلك الأمر غير معين عند الولي باسم وعينه . وصاحب هذا المقام أعلى من تعين لكون الأول مشغولا بربه لم يلتفت إلى الكون . فإذ ورد الوارد وهو غير مناسب المرتبة الولي، علم أنه لغيره . كما لو خطر له خاطر التنزه والفرجة في بستان، وهذا لا يقتضيه مقامه، فيعلم الشيخ حينئذ أن بعض من يرتبط به قد قام عنده ذلك .

فيخبر الشيخ به جملة، فيسر به صاحبه.

وربما قال صاحب الخاطر: إن هذا كان خاطري .

فيقول الشيخ : الحمد لله . ثم قال الشيخ، رضي الله عنه : وهذا مقام عن الأولياء وحصرهم. .

فتلك القوة : فهم الفهم. قال الشيخ رضي الله عنه : ومن أجل هذا البطء به، أمكن تلقي الشياطين لكثير من الأحكام والقضايا النازلة إلى العالم بعد حين، قبل وصولها إلى الأرض.

فيغربها كثير من الصلحاء فضلا عن العوام فيقول الصالح : هذا غيب قد اطلعت عليه وليس هو غيبة ولا حقا. فتفطن ترشد".

40 - شرح تجلي الظنون

268 - إذا استجلب التجلي من الغيوب إلى الولي الحاضر بسره مع الحق، واردة لا يناسب مقامه وحاله وتجهل نسبته حيث لا يتعين له محل مناسب باسمه وعينه، يسمى ذلك في حقه ظنة وذلك في الحقيقة ليس بظن، فإنه کشف محقق من وراء حجاب .

وليس من شأن الولي الحاضر مع الحق أن يمعن بنظره الكشفي في تعيين محل مناسب . فإنه حالتئذ لا يلتفت إلى الكون من غير داع ذي سلطان .

ولذلك قال قدس سره :

269 - (ظنون الولي مصيبة فإنه کشف له من خلف حجاب الجسد . فيجد الشيء في نفسه) ولا يقدر على دفعه .

(ولا يعرف من أين جاء ويعرف مقامه) حيث يعرف أنه غير مناسب الحاله ومقامه . كما لو وجد في خاطره الشغف إلى طلب المناصب الدنيوية المعينة .

(فيعرف أن ذلك لغيره) لا له، فينطق به فيكون ذاك (حال الغير ) ولكن انعكست صورته في مرآة خاطره، بمناسبة ما .

قال قدس سره : (فهذ) أي ظهور الوارد الغريب المجهول المحل، خاطر الولي (ظن عندن) فإطلاق الظن علیه راجع إلى مجرد العرف.

270 - (وفي هذا المقام أيضا يكون الأكابر منا. وليس بظن في حقهم وإنما يجري الله على لسانه ما هو الحاضر عليه من الحال) أي حال من هو الحاضر عليه (فيقول الحاضر) إذن : (قد تكلم الشيخ على خاطري، والشيخ في الواقع (ليس مع الخاطر) لذهوله في الحضور مع الحق عن الكون. (حتى لو قيل له ما في ضمير هذا الشخص ) مع وروده بعينه على خاطره وجريانه على لسانه (ما عرف) أنه وارده المنطوق به .

(سئل أبو السعود البغدادي عن هذا المقام فقال: الله قوم يتكلمون على الخاطر وما هم مع الخاطر) حيث ذهبت قلوبهم في غمرات الشهود وهي الاهية عن غير مشهودها .

(وأما صاحب الظن فلولا السكون الذي يجده عنده بلا تردد ما تكلم به) فإنه علم ذوقة أن السكون وعدم التردد، من علامات الكشف الصحيح واليقين التام.

فاستدل بوجودهما في ذوقه . أن الظنون الناشئة من آثار التجلي، هو الكشف المحقق في نفس الأمر ولذلك نطق به .

ألا ترى أن البرودة الناتجة من السكون، كيف يضاف إليها اليقين فيقال : حصل برد اليقين وتثلج الخاطر في فهم المقصود.

271 - (وهذا مقام عي الأولياء وحصرهم) مع كونهم عبروا عما وجدو فيه من الظنون بأبلغ البيان ونطقوا به (فما ظنك بفهمهم) في مقام الإشراف الشهودي والاطلاع الكشفي الخالص عن الشوائب التي تقبل التسمية بالظنون .

(ومن هن) أي من مقام فهمهم (ينتقلون إلى تلقي) معرفة (الأقدار) و تحقیق تفصيله (قبل نزوله) إلى المحل المتعين له (على أن له بطئا في النزول يدور القضاء في الجو من مقعر فلك القمر إلى الأرض ثلاث سنين، وحينئذ ينزل ويعرف الأولياء ذلك بحالة يسميها القوم فهم الفهم ومعنى  «فهم الفهم»  لفهمهم الإجمال أولا ثم يفصلون بقوة أخرى ذلك الإجمال. فتلك القوة ) المفصلة هي (فهم الفهم) .

272 - اعلم أن الأقدار إذا انفصلت عن الغيب، على حكم ما ثبت في لوح القضاء المنطبع في العرش، إنما انفصلت على حكم الإجمال والشعور الإنساني المتعلق بها من هذه الحيثية الإجمالية هو الفهم.

وإذا انفصلت الأقدار عنه «الغيب» على حكم ما ثبت في لوح القدر المنطبع في الكرسي، إنما انفصلت على حكم التفصيل والإدراك الإنساني المتعلق بها من هذه الحيثية التفصيلية . هو فهم الفهم.

فالأقدار المنفصلة على حكم ما ثبت في اللوحين، بعد مرورها على الأدوار السماوية، لا يتم تفصيلها محققة إلا في عالم الاستحالة الطبيعية العنصرية.

فإن عالمها يعطي الكون والفساد. إذ الأعلى يستحيل إلى الأدني، والأدنى إلى الأعلى .

بخلاف العالم السماوي، فإنه لا يعطي إلا الكون فقط . فتدور الأقدار قبل نزولها إلى الأرض في العوالم الثلاث، في كل عالم منها تحت حكم دور کامل من أدوار العرش والكرسي الحاملين لوح القضاء ولوح القدر، فتتم في قوتها المتضاعفة، بسراية حكم المزجة والاستحالة فتقوى في طلب محلها.

ففهم الأولياء إنما يتعلق بها، قبل نزولها إلى محالها المخصوصة بها. بالنسبة القضائية العرشية، وفهم فهمهم يتعلق بها بالنسبة الكرسوية القدرية فافهم. "الكرسي وية"



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!