موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

38 - شرح تجلي ما تعطيه الشرائع

 

 


38 - متن نص تجلي ما تعطيه الشرائع :

تنزلت الشرائع على قدر أسرار الخليقة إلا أن الشريعة تنزلت عيوناً تقوم كل عينٍ بكثير من أسرار الخليقة .

فإذا كان عين الوحدة منها أو الاثنين أدرك أسرار الخليقة في النوم وإذ انضافات العيون بعضها إلى بعض أدركها في اليقظة وهذا الإدراك أحد الأركان الثلاثة التي يجتمع فيها الرسول والولي .

والإدراك لها على الحقيقة للرسول من كونه ولياً لا من كونه رسولاً ولهذا وقعت المشاركة من عمل بما علم ورثة الله ما لم يعلم واتقوا الله ويعلمكم الله .

38 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :

 « ومن شرح تجلي ما تعطيه الشرائع، ولنذكر نص التجلي أولا . قال :  «تنزلت الشريعة" ... " واتقوا الله ويعلمكم الله" .

قال جامعه : سمعت الشيخ يقول ما هذا معناه : إن للأنبياء عليهم السلام خصایص لا يعلمها إل الأولياء .

وتنسب العوام إلى الأولياء أمورا كثيرة تخصصهم بها . وليس الأمر كذلك .

واعلم أن الشرائع تنزل على قدر المصالح وما تعطيه مصلحة الوقت بإرادة الله تعالى . وتنزل الشرائع عيونا، أي مختلفة قال تعالى : "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً " [المائدة/48]

فيجيء الشارع يحرم عين ما حلل الآخر، وذلك بالنسبة إلى الزمان والأشخاص.

فالشريعة أحكام كثيرة نزلت بحسب ما تطلب الشريعة، من حيث لا تشعر الأمة، وذلك كاختلال مزاج المريض الذي يجهل حاله ويعلمه الطبيب دونه، فصارت العلامة تطلب من الطبيب ما فيه مصلحة ذلك الشخص، وهذه السنة الذوات الحقيقية، يخاطب النفوس به بأربابها، وإن لم يدرك الحس ذلك. وهذا هو كلام النفس الذاتي، وهو اللسان الذي ل يكذب ولا يغلط، بخلاف لسان الظاهر.

ولهذا نهى عليه الصلاة والسلام عن كثرة السؤال الظاهر، إذ يتصور الغلط والفضول في لسان الحس .

واعلم أن الإدراك منه ما يكون حسا، ومنه ما یکون خيالا، كإدراك النائم والمكاشف بالمثل.

إذا اجتمعت العينان أدرك صاحبها الأسرار نوما. وإذا كثرت العيون له أدرك الأسرار نوما ويقظة .



38 - شرح تجلي ما تعطيه الشرائع

262 - (تنزلت الشريعة على قدر أسرار الخليقة) أي على قدر ما تعطيه مصلحة أوقاتهم ويقتضيه تعديل أحوالهم .

ولذلك تختلف الشرائع بحسب اختلاف الأزمنة والأحوال والأخلاق فالشريعة تحلل في زمان عين ما حرم في زمان آخر، وتأتي بما يقوم به سلطان حملتها، على أهل زمانهم، فيما غلب عليهم من التصرفات الخارقة، كالسحر في زمان موسی، المقابل منه بأية العص ؛ والطب في زمان عیسی، المقابل منه بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ؛ والبلاغة الخارقة في زمان سيدنا محمد صلى الله عليه، المقابل منه بالقرآن المنزل عليه في حد الإعجاز المقول عليه : "فأتوا بسورة من مثله " [البقرة:۲۳] .

(إلا أن الشريعة تتزلت عيونا، يقوم كل عين بكثير من أسرار الخليقة) أي تنزلت الشريعة عيونة متنوعة الآثار، تجري على النفوس الممتثلة لها كماء الحياة المطهر إياها من الأدناس الطبيعية، الرافع عنها حدث الإمكانية، المنشئ في ذواته قوة الإشراف والاطلاع الكشفي.

263 - (فإذا كان عين الواحدة منها أو الاثنين أدرك) النفوس به (أسرار الخليقة في النوم) إذ كل ما أخذت النفوس من أسرارها في النوم، فإنما مأخذها إما عالم الشهادة، الذي هو أحد طرفي الخيال النومي؛ فلها في هذا المأخذ من الشريعة عين ؛ وإما مأخذها عالم الغيب الذي هو الطرف الآخر له، فلها أيضا من هذا المأخذ منها عين أخرى . ولذلك خصص النوم من عيون الشريعة بالعينين.

264 - (وإذا انضافت العيون بعضها إلى بعض، أدركه) أي أدركت النفوس المطهرة بها أسرار الخليقة في الخيال المطلق (في اليقظة) .

ولذلك قال : ( وهذا الإدراك ) النفسي للخيال المطلق في اليقظة (أحد الأركان الثلاثة التي يجتمع فيها الرسول والولي) ، وهي العلم اللدني، ورؤية الخيال المطلق في اليقظة .

والفعل بالهمة فهما يجتمعان في هذه الثلاث، وينفصلان بكون الرسول متبوعة وكون المولى تابعة فشأن النفوس المطهرة في انضياف العيون لها، إدراك الخيال المطلق في اليقظة، كما كان إدراكه بالعينين في النوم.

وربما أن يكون المراد بالعيون التي نزلت به الشريعة، عيون البصائر والأبصار، فإن منتهى أمر المذعن لها الممتثل أمرها ونهيها الملتزم حكم العبودية على مقتضاها، غاية التقدس القاضية بفتح عيون البصائر ونفوذ عيون الباصرة حتى يرى بها المذعن ويشاهد ما لا يعهد برؤيته وشهوده في عالم الخليقة، كرؤية الخيال المطلق في اليقظة . وهو ظرف لتروحن كل صورة، وتجد كل معنى .

ويرى الشيء في سعته ونوریته ولطافته، من البعد الأبعد قريبا.

ومن هنا قال حارثة :  «رأيت عرش ربي بارز» . وقد زوي له صلى الله عليه في سعته الأرض، حتى رأى مشارقها ومغربها.

265 - (والإدراك له) أي لتلك الأركان الثلاثة المشتركة، (على الحقيقة للرسول من کونه وليا لا من كونه رسولا، فهو) أي هذا الإدراك (الولاية) خاصة، (ولهذا وقعت المشاركة) بين الرسول والولي فيها .

(من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) سواء كان العامل رسولا أو ولي ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) [البقرة: 282].

.






 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!