موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

27 - شرح تجلي الإنتظار

 

 


27 متن نص تجلي الإنتظار :

المحقق إذا صرف وجهه نحو الكون لما يراه الحق من الحكمة في ذلك .

فيحكم بأمر لم يصل أوانه لا على الكشف له لكن يشاهد القلب ودليل صدق الخاطر وميز الحركة .

فأولى به انتظار ما حكم به حتى يقع فغنه إن غفل عن هذا الانتظار ربم زهق من حيث لا يشعر .

فإنه في موطن التلبيس فليحذر المحقق من هذا المقام ولا معيار له إل الإنتظار .

27 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:

 «قال الشيخ في أثناء شرحه لهذا التجلي : إن جملة الأمر فيه هو تحققك بالحق في الخلق ورؤيتك له سبحانه في خلقه، إذ كان هو المحرك لهم والمسكن.

والدليل على صدق صاحب هذا المقام أنه لا ينتصر لنفسه أصلا، فإن انتصر فقد ناقض أصله . والسلام» .

27 - شرح تجلي الانتظار

230 - مقتضى هذا التجلي الإشراف النفسي ووقوعه للمحقق بعد رجوعه من شهود محض الجمع إلى الكون.

وفيه يفهم تفاوت الاستعدادات، في الإشراف النفسي، بعدا وقربة فمن أشرف في البعد الأبعد، فهو أنتم وأوسع استعدادا من أشرف في القرب كمن أشرف على أحوال فطرته عند ميثاق الذر.

وريما أن يقتضي حال المحقق في إشرافه، وقوع الحكم منه على أمر ما قبل تكوينه خلف حجاب الغيب ؛ أو حالة تدرجه في مسافة تنزله، على تفاوت طولها وقصره ويكون باعث المحقق على الحكم عليه .

إما شاهد القلب، أو دليل الخاطر الصدق، أو تعلق شعوره بتميز حركة المحكوم عليه من الغيب وانفصاله منه للظهور، أو مبشرة صادقة، أو وجه من وجوه الانتقالات النفسية دون الكشفية .

فشرط إصابته في الحكم عليه على الصحة، بإثبات أو نفي، دوام انتظاره وقوع المحكوم عليه طبق ما حكم به عليه في الخارج.

فإن مقتضی حال المحقق اعتداله روحا ونفسا ومزاجة .

ومقتضی حال اعتداله أن لا يطرأ له إلا خاطر صدق.

ومعیار صحته أن لا ينقطع منه انتظار الوقوع.

فإن ذهل عن ذلك وانقطع الانتظار دل على وجود نزعة التلبيس فيه.

فإن النزعات الشيطانية لا صحة لها، ولا ثبات مع جولتها في الجملة .

وربما أن يجد ذائق في نفسه على قدر إشرافه في هذا المقام وعلى مقتضى هذ التجلي ميلا مجهولا، مدة طويلة ؛ ولا يعرفه إلى من، ويحكم فيه على نفسه بمقتضيات الغرام المفرط، لصورة مخيلة له إلى الذي يجد له ذلك الغرام، في عالم الحس .

فيحكم عليه، عن وجدان صحيح أنه محبوبه ومن هنا أنشد، قدس سره، عن وجدانه الصحيح وذوقه.

فقال :

علقت بمن أهواه عشرين حجة ….. ولم أدر من أهوى ولم أعرف الصبر

ولا نظرت عيني إلى حسن وجهه …. ولا سمعت أذناي قط لها ذكر

إلى أن تراءى البرق من جانب الحمى ….. فنعمني يوما وعذبني دهر

231 - قال قدس سره : (المحقق إذا صرف وجهه نحو الكون لما يراه الحق من الحكمة) والمصلحة المثمرة وفاء حقوق الاستعدادات وإقامة صورة النظام لتعديل أحوال الكائنات .

(في ذلك إشارة إلى صرف وجهه، فيحكم بأمر) مشعور به، (لم يصل أوانه) القاضي بوجود المحكوم عليه في عالم الحس .

(لا على الكشف له) فإن الكشف يعطي يقينا يتضح فيه أن الأمر في غير أوانه لا يتأثر من الحكم عليه بوقوعه، فلا يحكم.

(لكن) لا يحكم المحقق عليه، إذا حكم، إل (بشاهد القلب ودليل صدق الخاطر) وهو خاطر حقاني، لا يزول بالدفع ولا يرتفع بالنفي .

(وميز الحركة) أي بتميز حركة المحكوم عليه وانفصاله من محل کمونه عند الحاكم عليه، بوجه مشعور به (فالأولى به) أي بالمحقق الحاكم، (انتظار ما حكم به حتى يقع) في عالم الحس ؛ (فإنه إن غفل عن هذا الانتظار، ربما زهق) أي بسبب ما ذهب منه ومضى في عدم انتظاره.

(من حيث لا يشعر فإنه في موطن التلبيس) والخاطر الباعث بالحكم، حينئذ، مشوب بالنفثات الشيطانية التي تطرأ فيزول فلا يدوم معه الانتظار .

ولا يستلزم الانتظار وقوع الأمر في الخارج؛ فإن الخاطر الذي يصحبه الانتظار يرتفع بتوجه النفي إليه وينتفي.

232 - (فليحذر المحقق من هذا المقام) القاضي بوقوع التلبيس، القادح في تحقيق الفوز بمعرفة أسرار التحقيق .

(ولا معيار له إل) في تصحيح حال الحكم قبل أوانه، (الانتظار) ألا ترى أن المحقق المتصرف في مقام يقتضي الفعل بالهمة، إذا أراد شيئا وقع، تتعلق همته بوقوعه ؛ ولكن لا يستمر بقاء الواقع بالهمة إلا باستمرار تعلقها بذلك.

فالفعل بالهمة، يتطرق عليه الذهول فيزول بخلاف الفعل بالمشيئة، فإن الذهول لا يتطرق عليه أبدا، فلا يزول مالم يرد بالمشيئة زواله . فافهم.

.






 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!