موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

22 - شرح تجلي الحيرة

 

 


22 - متن نص تجلي الحيرة

جل جناب الحق العزيز الأحمى عن أن تدركه الأبصار فكيف بالبصائر فأقامهم في الحيرة فقالوا زدنا فيك تحيراً إذ لا تحيرهم إلا بما يتجلى لهم فيطمعون في ظبط ما لا ينضبط فيحارون فسؤالهم في زيادة التحير سؤالهم في إدامة التجلي .

22 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:

"قال الشيخ حققنا الله بحقايقه " في أصله المشروح : "قل لمن ادعى العلم.".

فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : قوله  «إن صار لك الغيب شهادة فأنت صاحب علم»، أي مهما أدركته بالفكر والنظر بالبصيرة.

إن أدركته بالبصر فأنت صاحب علم وعند المحققين إن كل موجود جایز أن يدرك بالحس، لأن دليل الرؤية عند المحققين هو الثبوت . فمهما كانت له عين ثابتة في نفسه صح أن برأه البصر.

وسواء في ذلك ما وجدت عينه أو لم توجد مما سبيله أن سيوجد أو ما يتصف بالوجود ولا يصح أن يدخل في مادة .

كل هذه الأقسام يصح عند المحقق رؤيتها بالحس فعلة الرؤية الثبوت واستعداد المرئي أن يكون مرئية .

وينبغي أن يعرف الفرق بين البصر وآلة البصر، التي هي الجارحة الحسية . فالبصر هو القوة الباصرة التي تكون للنفس .

سواء كانت نسبة أو غير نسبة لكنها عندنا هي ذات النفس لا أمر آخر وسميناه نسبة لكون النسب علمية، وهي أشرف نسب النفس.

ومن شأنها عندنا إدراك المحسوسات سواء كانت لها جارحة أو لم يكن والحكماء يقولون :  «من فقد حسا فقد فقد علم» .

وهذا لسان العادة، ولسنا نقول به فإن طريقتنا خرق العوايد التي أعطاه الكشف غير أن العادة حکمت بالإدراك بواسطة الجارحة وخصوا أهل الكشف بالطور الآخر الذي وراء طور العقل وهو خرق العادة، فأدركوا بغير هذه الواسطة . فافهم .

فمتى أدركت الأعيان الثابتة، التي ليست في مواد، ببصرك فأنت صاحب العلم الصحيح، لكونك أدركت بالحس الذي لا يكذب، وكان إدراكك في موطن منزه عن المواد التي تستصحب الغلط ؛ إذ الغلط ؛ نتيجة المواد .

وإذا تقرر هذا فاعلم إذن أن المدرك واحد وهو النفس الناطقة وسميناها حس لنسبة ما، لاختلاف الحقائق وتباین آثارها.

وأما قوله رضي الله عنه في الأصل المشروح : «وإن ملكت الإخبار عم شاهدته بالحس من الأعيان الثبوتية والعينية  «فأنت صاحب العين السليمة» ، أي أنه لا يصح الإخبار حتى يكون عندك معناه، ولا تصح العبارة عنه إلا بقوة تكون فعالة في التوصيل إلى نفس أخرى قابلة.

فلا تملك الإخبار حتى تملك الانفعال، لأنك لا تخبر إلا من عنده استعداد لقبول ما حصل عندك، فحينئذ تفعل فيه بقوتك و تجلي إليه، بطريق الإخبار، ما تجلى لك بطريق الرؤية، فيتجلى ذلك في نفس المنفعل فيه، فتساويا في المشهد وإن اختلفت طرق المدارك .

وإذا تحقق هذا المعنى في النفس من كونه معنی، حينئذ تضع له الأسماء في عالم الاصطلاح ما شئت مما تتواطأ عليه أنت والمخاطب .

وأما قول الإمام الراسخ، الذي من الله عليه بإرث كامل من حقائقه بشهادته بذلك وشهادة هذه الحقائق السارية بالنسبة المحققة، التي بين القلم الأعلى واللوح المحفوظ، يشهدها المقربون، في قوله :

"وإن حكمت على ما علمت وعاينت بما تريده فأنت الحق» أي أن دليل ذلك أن تنفذ أوامرك فيما أشهدته وصار منفعلا لك، متأثرة عن إرادتك، ليس له قوة يمتنع بها عن نفوذ أمرك فيه.

فحينئذ تتحقق لظهور دليلك في نفس الأمر. وبالله العون والتأييد".

22 - شرح تجلي الدعوى

214 - جعل قدس سره هذ التجلي كالقسطاس التحریر دعوى من قام بين أهل الكشف بدعوى الظفر.

إذ مقتضاه القيام بالتبصر في المواجيد والأذواق وتصحيح منتقدها من مزيفه، على التحرير.

ولذلك قال : (قل لمن يدعي العلم الحق) أي العلم المأخوذ بالحق في الحق، بقوة «كنت تجلي الدعوى سمعه وبصره» .

المصون من الشبه المضلة ؛ (و الوجود الصرف) من حيثية شهوده في التعينات الحكمية بحسبها ؛ والحكم عليه بأنه في الكل عين واحد.

(إن صار لك الغيب) المدرك بالبصيرة المكتحلة بأنوار التجليات الإلهية، من المعقولات على اختلاف طبقاتها، (شهادة) أي كالمدركات بالبصر، لا يحتمل إلا صدقة .

وأما قولي :  «کالمدركات بالبصر»  بكاف التشبيه، فتقریب وتوصيل للأفهام النازلة . وأما عند المحققين، فدليل الرؤية مجرد ثبوت العين .

فمهما كان الشيء عينة ثابتة في نفسه، سواء كان قبل وجوده أو بعده صح أن يراه البصر.

وليس مرادهم بالبصر الجارحة الحسية بل هو قوة الباصرة لذات النفس عند تجوهرها وتبحرها وتجردها .

وهي من شأنها إدراك المحسوسات سواء كانت لها جارحة أو لم يكن .

وهذه القوة فيها من أشرف نسبها . وإنما اعتبرناها نسبة، فإنها من حيث كونها زائدة على ذات النفس، عدمية وليس في الخارج إلا ذات النفس .

فهذا المدرك وراء طور العقل .

فإنها  «النفس»  لا تدرك المبصرات إلا بالجارحة الحسية عادة . وإدراكها في عين الثبوت خرق العادة .

ومن هنا حكموا على براءة الحس من الغلط، إذ الغلط إنما يطرأ على مادة الجارحة ومادة المرئي ؛ ولا مواد في ثبوت عينه ولا في النفس المدركة أيضا بقوته الذاتية . فافهم.

فإذا أدركت النفس في تجردها و تجوهرها مقام هذا الإحساس، (فأنت صاحب علم) لا يختل يقينه عند توارد الشبه وتعارض الأدلة، كيقين من علم وجود النهار بشاهد الحس .

فلا يقدح فيه توارد الأدلة على كونه ليس بنهار والمنتقد من هذا الأصل أن المدرك في عين الوجود واحد.

ولكن تختلف نسب إدراكه نظرة إلى المدركات المختلفة وآثارها المتباينة، فبنسبة منها يسمى مبصرة؛ وبأخرى سامعا ؛ وبأخرى عاقلا.

215 - (وإن ملكت الإخبار عما شاهدته بأي نوع كان من الإخبارات) من الأعيان في عين ثبوتها ببصرك .

(فأنت صاحب العين السليمة المدركة) مشهوداتها وراء طور العقل .

فإن لم تملك الإخبار بفوزك بلغات السكينة، الموضوعة لتقرير ما شاهدته في عالم الثبوت، بحسك يتعذر عليك تأديتها على وجه يعقل ويفهم.

فإن أعطيت اللغات الوافية ببيانها، السالمة في تأديتها عن موارد الشبه .

فأنت صاحب العين السليمة من النقصان، القاضي بالعجز عن تأديتها .

كما هي المدركة ما يعبر عنها، حيث أعطيت المعنى التام في طور وراء العقل، مشاهدة حسية ؛ وأعطيت أيضا العبارة الوافية لبيانه وتعبيره تملكا.

216 - (وإن حكمت) على الموجودات العينية بتصرفاتك الباطنة والظاهرة، (علی) مقتضى (ما علمت) منها في عالم ثبوتها عند مشاهدتك الحسية إياها، (وعاينت) انفعالها الحكم عليها، (بما تريده) وتأثرها عن إرادتك وانجذابها إليك بطواعية لا تزاحمها الأنفة .

(وجرى معك على ما حكمت به) جري الحديد نحو المغناطيس، (فأنت الحق الذي لا يقابله ضد) وذلك لظهور دليلك في نفس الأمر وتصرفك فيما تريد كما تريد بالحق ؛ أو تصرف الحق بك فيما يريد لما تريد .

وعلمك حالتئذ بهذا التصرف، على نحو علم الحق به من غير زيادة ونقصان . فلا يقع إلا ما تريد، بلا مزاحمة ضد ومقابلته. فافهم.

.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!