موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

16 - شرح تجلي الجود

 

 


16 - متن تجلي الجود

انتشر الوجود في العالم قثبتت أعيان الموجودات بأسرها فلا زوال له وانتشر الصلاح في المحل القابلة له فصلحوا واصلحوا وملكت الرقاب وظهرت الدعاوى من أهلها وجاد الأغنياء على الفقراء بما في أيديهم وجاد الفقراء على الأغنياء بالقبول منهم فنعم الفريقان فصلح ظاهر الفقير وصلح قلب الغني فالكل في نعيم دائمون وبمشاهدتهم مسرورون.

- 16 إملاء ابن سودكين على هذا الفصل

"وكان شرحه فيه، فلم يحوج الجود إلى الخروج عن حقيقته .
فما أعجب ألسنة الحقایق، حققنا الله بفضله".

16 - شرح تجلي الجود

194- وهو  «الجود»  العطية قبل السؤال ؛ كما أن الكرم عطية بعد السؤال.
وكونها "العطية" قبل السؤال، إذا كان السؤال باللسان، وأما قبليتها بالنسبة إلى الاستعدادات السائلة بألسنتها الغير المجعولة فغير محقق.
إذ الاستعدادات مساوقة للعلم الأزلي المساوق للذات الأزلية .
فلا يسبق الجود العلم. فإن العطية المتعينة للمعلوم تتبعه.
والجود أم الأسماء الفعلية، إذ به ظهور الوجود .
فبه وجدت الأعيان بظهور الأسماء ؛ وظهرت الأسماء بوجود الأعيان .
بل فيه خزائن كل شيء حتى خزائن العلم بالله وبأسمائه، وخزائن العلم بالعالم وبأجناسه وأنواعه وأصنافه .
ولذلك قال قدس سره : ( انتشر الجود في العالم ) حسب أجناسه وأنواعه وأصنافه وأفراده (فثبتت أعيان الموجودات بأسره) أي فثبتت موجودیتها، (فلا زوال له) فإنها بعد الوجود لا تنقلب عدمة، بل تتبدل عليها، بحسب نشأتها، الأوضاع والأوصاف والأحكام.

195 - (وانتشر الصلاح في المحال القابلة له) أي انتشر بالجود وسريان الوجود، في قابليات المحال الخالصة من خلطات الفساد، صلاح يعطي لها ثمرة حسن السابقة مع زيادة لا تقبل الغاية .

(فصلحو) أي المحال القابلة له، بما أثمر لهم من المواهب اللازمة، (وأصلحو) بالمتعدية منها، فتحققوا بفضليتي الكمال والتكميل ( وملكت الرقاب ) نظرا إلى الإصلاح.

فإن المصلح قام بصفة الربوبية على المصلوح به ؛ وظهر المصلوح به بصفة الافتقار إليه.
(وظهرت الدعاوى في أهله) أي في أهل الدعاوي بحق ساطع، كما في الأنبياء، من نحو  «أنا سيد ولد آدم»، و «آدم ومن دونه تحت لوائي»، و «بعثت لأتمم مکارم الأخلاق”، و" اليوم أكملت لكم دينكم" 3 سورة المائدة.

وفي العلماء، من المسائل الخلافيات المجتهد فيها ؛ وفي الأولياء، من التصرفات فيما يعين لهم من الأمور الدينية ومصالحه (وجاد الأغنياء) من صلحوا وأصلحوا وفازوا بذخائر الأعلاق، الكامنة في خزائن الجود، المخبوءة في آفاق الوجود وأعماقه .

(على الفقراء) المسترشدین، (بما في أيديهم) وفي قبضة تصرفهم من التدبيرات الإلهية، الناتجة منها مواد الكمالات المحيطة بأسرار الجمع والوجود.
(وجاد الفقراء على الأغنياء بالقبول منهم) هذا من جزئیات فحاوي قوله :  «وملكت الرقاب» .
(فنعم الفريقان) من حيث كونهما واقفين على مقتضى حكمة الوجود، في الإلقاء والتلقي، وتحقيق الارتباط بين الفاعل والقابل ؛

ولذلك قال :

196 - (فصلح ظاهر الفقير) برجوع مشاعره عن التعلقات الكونية إلى تعلقها في الأطوار الكشفية بأسرار ظاهر الوجود وباطنه وجمعه بينهما.

وانقطاعه بالكلية إلى محل يقتضي أن يكون الفهم والسماع والرؤية والشم والنطق والأخذ والعطاء بالحق . وذلك عند وجود الغني المكمل عليه بما يقتضي استعداده من التدبير والتربية النافذة .

( وصلح قلب الغني ) بقبول الفقير، إذ به تم اتصاف قلبه بالجود الذي فيه خزائن كل شيء.
(فالكل في النعيم دائمون) ما دام الغني في محل الإلقاء، والفقير في محل القبول . (وبمشاهدتهم) النعيم المشترك بينهم (مسرورون) فإن مشاهدة توالي النعم واستمراره تورث دوام السرور.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!