موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

14 - شرح تجلي الرحموت

 

 


14. متن تجلي الرحموت :

انتشرت الرحمة من عين الوجود فظهرت الأعيان في الوجود عن الكلمة الفهوانية التي هي كلمة الحضرة ولاولاها ما انقاد الممكن للخروج لكن التعشق أخرجه، وابرز عينه لكلمة الحضرة التي هي " كن " .

فلما برز طلب رؤية المحبوب الذي له خرج فليم يجد لذلك سبيلاً وقام دونه حجاب العزة فلم يرى سوى نفسه فاغتم، وقال من مشاهدة كوني هربت وإياه طلبت فإن ظهوري له في محبتي غيبي عن مشاهدتي له في علمه حيث لم أظهر لعيني فإذ ولا تجلي فرجوعي إلى العدم ومشاهدتي له من حيث وجودي في علمه أولى من مشاهدة كوني فلذلك وطني حيث أحدية المعين وعدم الكون .

ولما بدا الكون الغريب لناظري .... حننت إلى الأوطان حن الركائب

الغني قال كلٌ في النعيم دائمون، وبمشاهدتهم مسرورون .

14 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
 « قال امامنا في أثناء شرحه لهذا التجلي :

زعمت طائفة أن العدم للممكن من ذاته، وليس بصحيح . وانما الممكن مستحق الفقر من ذاته، فله الافتقار الذاتي لا العدم الذاتي . اذ لو كان العدم له ذاتيا ما تحقق بالوجود ابدأ. فتحقق ذلك !
- واعلم أن أول ما أفاض الله تعالى على وجود الأعيان الثابتة أزلا، التي لم توصف بالوجود، السمع .

فكان السمع أول نسبة قامت بهم وتوجهت عليهم ؛ فاول مخلوق كان السمع، ثم قال تعالى كمين الثابتة : كوني ! فكانت .
فجعل الخطاب للسمع، فكان السمع متعلق القدرة ؛ فأوجد السمع من كونه قادرا، واوجد ما عدا ذلك ب " کن " وهي كلمة " الفهوانية ".
و بهذا القدر يستدل على قدر شرف السمع على بقية الأوصاف .
- فلما سمع الممكن الخطاب قامت به المحبة المخاطب، فبرز لرؤية من ناداه، وقامت به محبته.
فلما برز وجد حجاب العزة، وهو حجاب المنع ؛ فلم يرى سوى نفسه في مرآة موجده .
لأنه لما كان الممكن منظرا للحق ومظهر كذلك الحق (كان) منظرا للممكن ومظهرا له . فعندما يرى حجاب العزة، وقد منعه من التحقق بالرواية، قال : إني م برزت إلا لرواية من خاطبني، فلم أره .
وقد كنت قبل خروجي أقرب إليه بكوني كنت غائبا عن شهود عيني، فكنت مظهرا له معافي "الأصل : معافا " من الأبتلاء الذي تجدد لي من شهودي لنفسي .
فان شهودي لنفسي ابتلاء محقق، إذ يصحبه الحجاب عن رواية الحق، عز وجل ! إلا من عصمه الله تبارك وتعالى !
فعند ذلك حنت الأعيان إلى حالتها الأولى .
- قال جامعه : فتحرر من ذلك أن العين الثابتة اول نسبة توجهت من الحق إليها نسبة السمع، وبتلك النسبة كان قبولها ل "کن". فتكونت الأعيان على ما تعطيه حقائقها . "والله يقول الحق !"

14 - شرح تجلي الرحموت

189 - وهو الرحموت مبالغة من الرحمة، ولذلك عبر به عن الرحمة المنتشرة على القوابل الجمة , المفتقرة اليها .
فان الرحمة هي الوجود العام المنبسط في الكون، المفتقرة إليه .
فكل موجود، مرحوم بالرحمة الرحمانية فإن حكمها، من حيث عمومها إلى سائر القوابل، على السواء.
بخلاف الرحمة الرحيمية فإنها تتبع الاستحقاق، فالمحظوظ منها القابليات المصونة عن شر النقائص، بسر الحسنى وزيادة .
فلما كانت الرحمة المعبر عنها بالرحموت، رحمانية .

قال قدس سره : (انتشرت الرحمة من عين الوجود) القاضي بإفاضتها على القوابل، السائلة بألسنة استعداداتها، الغير المجعولة، وجودها كما ينبغي ؛ فأول ما وجد في الأعيان الثابتة من الرحمة الرحمانية، السمع .

ولذلك قال قدس سره : (فظهرت الأعيان في الوجود عن الكلمة الفهوانية التي هي كلمة الحضرة ) فإنها حظ السمع، فوجود الأسماع مقدم على وجود الأعيان فبورود كلمة الخضرة على الأسماع، سمعت الأعيان الخطاب، فقامت موجودة .
(ولولاها ما انقاد الممكن للخروج) فإن سماع خطاب الجميل، على معنى يرجع منه بعطية سنية إلى المشغوف بالذات المفتقر إليه ملذوذ ومحبوب .
وشغف السامع ولذته، على قدر افتقاره إلى المخاطب وطلبه منه، فكلما عظم الطلب، عظم عند رجاء الفوز بالوصول الطرب .


ولذلك قال : (لكن التعشق أخرجه) من كتم العدم، (وأبرز عينه لكلمة الحضرة التي هي كن ) فلما سمع الممكن الخطاب ذاق ما أخفي له في طي الكلمة من قرة أعين وفهم من السنة ودائعها أنها- أعني الكلمة .
عين يطلب وجود العين، ليخصها بعد وجودها في مقام الرؤية بالعين.

190- (فلما برز) الممكن بهذ الشعور، (طلب رؤية المحبوب الذي له خرج) من كتم العدم، بعين خص بها للرؤية بعد تحقق عينها، من عين الكلمة ؛ ( فلم يجد لذلك سبيل) فإن العين المخصوصة بعينه، الظاهرة له من عين الكلمة، إنما هي بقدر استعداد عينه الثابتة، الغير المجعولة ؛ واستعدادها بحسبها مقيد محدود لا ينفد إدراكه في غير المتناهي المطلق، ولا يحيط به .

تجلي الرحمة على القلوب ولذلك قال قدس سره :
(وقام دونه حجاب العزة) وهي المتعة اللازمة لمطلق الوجود کیلا يعرف کنهه ولا يحيط به ولا يصل إليه سواه .
(فلم ير) الممكن عند ذلك الطلب، (سوى نفسه) في مرآة الشهود في الحجاب . فارتد بصره من رؤية ذاته إلى رؤية نفسه، خاسئا وهو حسير (فاغتم وقال : من مشاهدة گؤني هربت) حيث انزوت دهرة في غيب العلم على شيئية ثبوتي (وإياه

طلبت) حيث لم أشتغل بؤني عنه، ( فإن ظهوري لي في عيني غيبني عن مشاهدتي) السابقة (له) عند اتصال معلومه به، (في علمه حيث لم أظهر) بالوجود (لعيني) ولم أنتقل من ثبوتي إلى كوني ؛ (فإذ ولا تجلي) أي فوقت لا تجلي من حيثية ذات المطلوب بلا حجاب ولا رؤية، أفوز بما هو مقصودي في طلب وجودي . (فرجوعي إلى العدم) الذي كنت عليه، (ومشاهدتي له من حيث وجودي في علمه) المساوق لوجوده تعالى (أولى) وأشهى (من مشاهدة كوني ) وأنا محجوب عن غاية أمنيتي .


فإن صح لي العود إلى غیب علمه، (فذلك وطني حيث أحدية العين وعدم الكون) المزاحم في المشاهدة الغيبية العلمية، فإن الأعيان التي هي الشؤون الذاتية، في أحدية العين، مشتمل بعضها على البعض، والتميز والتكثر بينها مستهلك الحكم والأثر (ولما بدا الكون الغريب) الغير المأنوس به، لخلوه عما هو المقصود الأعظم والمطمح الأقصى (لناظري) المتحذلق لرؤيته (حننت إلى الأوطان) الأصلية التي كنت عليها سابقا، وكنت معها في تمتع الوصل والمشاهدة والأنس، من غير مزاحم أو مانع، (حن الركايب) المستنشقة نفحات قرب أوطانها ومستقراتها التي فيها الراحات والمشهيات المتنوعة العزيزة.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!