موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

109 - شرح تجلي ذهاب العقول

 

 


109 - متن تجلي ذهاب العقل المعرفة الخفية، أنوارٌ تشرق . فإن أخذتها العبارات، فبلسانٍ لا يعقل . وخطابٍ لا يفهم . فإذا ردَّ يقال له : ما قلت ؟ يقول : ما قلت . فيقال له : لا ينجلي ما قلت . فيقول لأنه لم ينسمع فيقال له : أعد ! فيقول : حتى يعود ! وعن مثل هذا يرتفع الخطاب : فإنه مجنون . وَنِعْمَ الجنون . صحة التوحيد وكتمان السرار وحسن الظن فيما لا يعلم، من علامات من هو من أهل الله .

109 - إملاء ابن سودكين :

 «ومن شرح تجلى ذهاب العقول، وهذا نصه  «المعرفة الحقيقية .. من هو من أهل الله تعالى والسلام»  .

قال جامع هذه المنح الإلهية سمعت سیدي و شيخي و إمامي سلام الله عليه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :

من تمكن من تدقيق الزمان ومعرفة دقايقه، وما یکون للحق في كل زمن فرد من الأحكام والتجليات فإنه العارف للحق عن أمر واحد في كل زمان بما يعطيه حكم ذلك الزمان .

لا ينقال ذلك الأمر ولا ينحكي، إذ وقت العبارة عن الزمن المسؤول عنه يكون الحكم فيه لزمن آخر من مرتبة ثانية تعطي حکما آخر فكلما سئل العارف

يقول : لا فرق بيني وبينك فيما تسأل عنه .

فإني مشغول بوارد الزمان الثاني عن الزمان الأول . وكلانا في هذا الباب سواء. وهذا هو الاتساع الإلهي الذي لا يقبل التكرار في العالم.

وإن رأيته أنت مكررا فليس بمکرر، وإنما ذلك حفظ ما مضى لك وتذكرة به، فرأيته في عالم حفظك، وكان الآتي في الزمن مثله، لا هو.

قال الله تعالى : " وأتوا به، متشابها" [ البقرة :24 ]، أي في الصورة .

ومعلوم أنه ليس في الحكم بمتشابه . وقوله :  «حتى يعود» . پرید ما قاله الجنيد رضي الله عنه، عندما سئل أن يعيد وارده ويمليه ليكتب عنه .

فقال : "إن كنت أجريه فأنا أمليه» . وهذه الحكاية ذكرها القشيري رضي الله عنه في رسالته ص24.

وقد أحببت أن أذكرها هاهنا على نصها، وهي هذه :  «قيل لعبد الله بن سعید بن کلاب أنت تتكلم على كلام كل أحد.

وها هنا رجل يقال له الجنيد فانظر هل تعترض عليه أم لا؟ فحضر حلقته .
فسأل الجنيد عن التوحيد فأجابه، فتحير عبد الله وقال : أعد علي ما قلت .

فأعاد، ولكن لا بتلك العبارة .

فقال : عبد الله هذا شيء آخر لم أحفظه. تعيد علي مرة أخرى. فأعاد بعبارة أخرى .

فقال عبد الله : ليس يمكنني حفظ ما تقول، أمله علينا .

فقال : إن كنت أجريه فأنا أمليه . فقام عبد الله وقال بفضله واعترف بعلو شأنه" . رحمة الله تعالى عليهما .

109 - شرح تجلي ذهاب العقول

504 - هذا التجلي لمن يتقلب مع الأنفاس فيعطيه واحد العين في كل زمن فرد، م يحسبه من الأسرار الغامضة الخفية حتى يدرك أسرار كل شيء في عين سر واحد خفي، مختص بأن واحد ؛ لا ينقال ذلك السر ولا ينجلي إلا في ذلك الآن فإذا أخذته العبارة في الآن الثاني،

لا تفي بالمقصود إذ للآن الثاني سر وعبارة تخصه وهلم إلى لا غاية

ولذلك قال :

505 - (المعرفة الخفية أنوار تشرق، فإن أخذتها العبارات فبلسان لا يعقل و خطاب لا يفهم فإذا رد) عليه إنكار (يقال له ما قلت؟) يقول ما قلت (فيقال له لا ينجلي ما قلت) لما فيه من الخدوش (فيقول لأنه لم يسمع) كما ينبغي

(فيقال له : أعد فيقول : حتى أعود أو يعود) أي الآن الذي خص به ما قيل فإن مقولي إذ ذاك لا يسعه إلا ظرفه المخصوص ولا تكرار في الوجود حتى يعود بعينه وما تراه أنت في صورة التكرار فليس إلا تعاقب الأمثال المتغايرة

(وعن مثل هذا يرتفع الخطاب : فإنه مجنون) أي مستور عليه حكم ما مضى من الآنات وما يأتي منها فإنه مع الآن الحاضر دائما، ليس لشهوده سبيل إلى ماض وآت قط (ونعم الجنون) هو

506 - وقد نبه قدس سره في خاتمة الكتاب النفوس المبتهجة بالعصمة عن خلطات الزيغ والعناد، بكلمة جامعة إن طرقت الأسماع الواعية وخالطت معانيها القلوب الأريحية تجذبها إلى محل النجاة وتحليها بحلي الإصابة وتنشئها في السابقين بروح الحسني وزيادة.

وهي قوله : (صحة التوحيد و كتمان الأسرار وحسن الظن فيما لا يعلم، من علامات من هو من أهل الله . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. تمت) .

506 - اللهم يا من توالی فیض فضله على العالمين تارة بقدر افتقارهم إليه وتارة بقدر امتنانك عليهم معنا بشهود أنوارك وكشف أسرارك ورشف مدرارك في محل يجمع لنا بين الكفلين من رحمتك الموزعة على الكافة ،

واهدنا في التحقيق إلى غاية يقوم بها المقربون وعيونهم قریرة بحلى الجمال ونعمى الكمال والمواهب الجزيلة إلى الأبد وأقمنا على سواء سبيلك هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين واحرسنا بعين عنايتك في حماك المنيع من هجوم الأهواء ورجوم الأعداء وظنون الأغمار ونزول الأقدار وغلبة الأشرار.

فإن الرجاء بفضلك واثق والوثوق بلطفك صادق . فارزقنا خير ما عندك في الحال والمال وسائر الأحوال . ولا تحرمنا من ذلك بسوء ما عندنا فإنك الجواد الكريم الرؤوف الرحيم وصلى الله على سيدنا وسندنا محمد وآله وصحبه أجمعين . وسلم تسليم

وهذا ما انتهى إلينا من شرح التجليات بفضل الله تعالی وعونه و عواید جميله ولطفه وبره وإحسانه والحمد لله على ذلك أولا وآخرة وظاهرا وباطنا

عفا الله عن كاتبه ومؤلفه وحافظه والناظر فيه.

دعاء للشيخ اسماعيل ابن سكودين رحمه الله

اللهم .. يا من توالى فيض فضله على العالمين تارةً بقدر افتقارهم إليك وتارةً بقدر امتنانك عليهم متعنا بشهود أنوارك وكشف أسرارك ورشف مدرارك في محلٍ يجمع لنا بين الكفلين من رحمتك الموزعة على الكافة واهدنا في التحقيق إلى غايةٍ يقوم بها المقرَّبون وعيونهم قريرة بحلى الجمال ونعمى الكمال والمواهب الجزيلة إلى الأبد . واقمنا على سواء سبيلك هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين . واحرسنا بعين عنايتك في جماك المنيع من هجوم الأهواء ورجوم الأعداء وظنون الأغمار ونزول الأقدار وغلبة الأشرار . فإن الرجاء بفضلك واثق والوثوق بلطفك صادق . فارزقنا خير ما عندك في الحال والمآل وسائر الأحوال . ولا تحرمنا من ذلك بسوء ما عندن فإنك الجواد الكريم الرؤوف الرحيم وصلي الله على سيدنا وسندنا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً .



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!