موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

منزل المنازل الفهوانية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المقدمة

 

 


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

صلى اللّه على محمد وعلى آله وسلم تسليما الحمد للّه الذي نقّح العقول بعلوم الرياضيات وهذّبها ثم وضع لها المنازل على مدارجها ورتّبها ، بعزته عند معارجها في السماوات العلى وتنوع مخارجها ، من هذه القوالب الظلمانية السّفلى .

إن منازل الثناء والمدح لأرباب الكشوفات والفتح .

ومنازل الرموز والألغاز ، لأهل الحقيقة والمجاز .

ومنازل الدعاء والنداء ، لأهل الإشارة والإقصاء .

ومنازل الأفعال لأهل الأحوال والوصال .

ومنازل الابتداء لأهل الخواطر الأول والإيماء .

ومنازل التنزيه لأولي الاستنباطات والتوجيه .

ومنازل التقريب للمتأله الغريب .

ومنازل التوقّع لأصحاب السبحات والتبرقع .

ومنازل البركات لأهل الحركات .

ومنازل الأقسام للمدبرين عوالم الأجسام .

ومنازل الدهر لمن اغترف من النهر .

ومنازل الإنيّة لأرباب المشاهد العينية .

ومنازل لام ألف لأهل السر الذي لا ينكشف . إلّا بعد قيام الألف من رقدته وحل اللام من عقدتها .

ومنازل التقرير لعلماء الإكسير .

ومنازل فناء الكون للمستورين خلف حجاب الصون

ومنازل الألفة لأصحاب الأمان والغرفة .

ومنازل الوعيد للقائمين بالعرش المجيد .

ومنازل الاستخبار للعارفين بالأسرار .

ومنازل الأمر للمتحققين بحقائق السر .

 

* * *

فالممتدحون بأوصافهم زاهون .

والرامزون من الاعتراض فائزون .

والمتألهون بأوصاف الربوبية متخلقون تائهون .

والواصلون على العين حاصلون .

والمشيرون عند التبليغ حائرون .

والمستنبطون مصيبون وغالطون .

والغرباء المقربّون عند صولة الكون منكسرون .

والمتبرقعون من سطوة السبحات خائفون .

والمتحركون بغيرهم مرزوقون .

والمدبرون بالفكر سالكون .

والممكّنون بوضع الحدود مكلفون .

والمشاهدون إذا سألتهم جاحدون .

والكاتمون مجهولون فهم سالمون .

والعالمون على الأشياء والمعلومات حاكمون .

والمستورون عند المحققين منتظرون .

والآمنون في مواطن الدنيا مخدوعون .

والقائمون عند اللّه قاعدون .

والملهمون في الأكوان محكمون .

والمحققون بالثلاثة الأحوال ظاهرون .

فهم المؤمنون الكافرون المنافقون . فتراهم لهذه الثلاثة الأحكام في كل واد يهيمون ، وبكل لسان يتكلمون ، وفي كل صورة يظهرون ، وعلى كل سور يتسورون .

 

وصلى اللّه على الكامل في المراتب الوجودية ، والمالك للخزائن الجودية ، المجموع له من المعراجين بالموقف الأزهى ، والمكانة الزلفى ، وعلى آله وسلم تسليما .

أما بعد

فإن اللّه تعالى لمّا جعل لهذه المعارج أحكاما ، وضع لها اسما بحسب أحكامها .

واشتق للمتحققين بها اسما من أسماء هذه الأحكام . واختلفت توجهات الحقائق الإلهية على هذه المعارج فاختلفت الألقاب على هذه التوجهات .

كل ذلك ليقع التمييز للمبهم ، والإعراب للمعجم ، التفصيل للمجمل ثم جعل سبحانه للقائمين بهذه المعارج أحوالا لها ألقاب في عالم العبارة ، ليقع أيض التمييز بين رجالها أو بين أحكامها في الرجل الواحد كالعلم مجملا والعالم مفصلا . وإذا وقع التفصيل في العلم وقع التفصيل في العالم فقيل الهندسة ، والمنطق ، والنحو ، واللغة ، والطب ، إلى غيره .

له من العلم الصناعي وغير الصناعي فقيل :

المهندس ، والمنطقي ، والنحوي ، واللغوي ، والطبيب . وغير ذلك . فلنذكر من هذا الضرب تسعة عشر قسما كما ذكرناها في خطبة هذا الكتاب . وكما سترد أسماء المنازل محاطة محصورة في تسعة عشر قسما .

ونبين حكمة انحصار الأقسام في تسعة عشر .

وأن الموجودات محصورة فيها من وجوه متعددة فنقول :

إن اللّه تعالى لما هيّأ المنازل للنازل ، ووطّأ المعاقل للعاقل وزوى المراحل للراحل ، وأعلى المعالم للعالم ، وفصّل المقاسم للقاسم ، وأعدّ القواصم للقاصم ، وبيّن العواصم للعاصم ، ورفع القواعد للقاعد ، ورتّب المراصد للراصد ، وسخّر المراكب للراكب ، وقرّب المذاهب للذاهب ، وسطّر المحامد للحامد ، وسهّل المقاصد للقاصد ، وأنشأ المعارف للعارف ، وثبّت المواقف للواقف ، ووعّر المسالك للسالك ، وعيّن المناسك للناسك ، وأخرس المشاهد للشاهد ، وأحرس الفراقد للراقد .

فجعل سبحانه وتعالى النازل مقدّرا ، والعاقل مفكّرا ، والراحل مشمرا ، والعالم مشاهدا ، والقاسم مكابدا ، والقاصم مجاهدا ، والعاصم مساعدا ، والقاعد عارفا ، والراصد واقفا ، والراكب محمولا ، والذاهب معلولا ، والحامد مسؤولا ، والقاصد مقبولا ، والعارف مبخوتا ، والواقف مبهوتا ، والسالك مردودا ، والناسك مبعودا ، والشاهد محكما ، والراقد مسلما .

فهذا قد ذكرناه مفصلا مبينا فأشرنا لهذه المنازل ، وإن كثرت ،

 

بمنزل يجمعها يسمى : منزل المنازل وهو هذا الكتاب

 

وفيه أقول :

عجبا لأقوال النّفوس السّامية   ....   إنّ المنازل في المنازل ساريه

كيف العروج من الحضيض إلى العلى   ....   إلّ بقهر الحضرة المتعالية

فصناعة التّحليل في معراجها   ....   نحو اللّطائف والأمور السّاميه

وصناعة التّركيب عند رجوعها   ....   بسنا الوجود إلى ظلام الهاوية

وفي هذا المنزل تجتمع المنازل كلها المذكورة في هذا الكتاب وغيرها مم ذكرناه في غير هذا الموضع ، ومما لم نذكره . وربما تسمّى المشاهد .

وقد سمّاها غيرنا : « المواقف » ، و « البشائر » ، و « الموارد » . كما قد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم .

وسنذكر إن شاء اللّه في هذا الكتاب ما يعطيه هذا المنزل ، وما يعطيه كل منزل .

أعني من الأمهات التسعة عشر .

وأمّا ما تعطيه المنازل فنذكرها في كتبها إذا ذكرناها ، إن شاء اللّه .

فأول منزل يلقاك في هذا المعراج :

منزل الثناء والمدح :

وفيه منازل ، وهو مخصوص . وإنما ذكرناه في خطبة الكتاب ومنازله : منزل الفتح ، ومنزل المفاتح الأول ، ومنزل العجائب ، ومنزل تسخير الأرواح البرزخية ، ومنزل الأرواح العلوية .

وفي هذا المنزل قلت :

منازل المدح والتّباهي   ....   منازل ما له تناهي

لا تطلبنّ في السّمو مدحا   ....   مدائح القوم في الثّرى

هي من ظمئت نفسه جهادا   ....   يشرب من أعذب المياه

 



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!